الله عليك يا هيام !!!
لم يسعفني الوقت صباحا للكتابة
بسبب ضغط العمل
كان الشاطئ اللازوردي المترامي من أول المدينة
حتى نهايتها على موعد أمس مع ثلاث قلوب
جمعتهم الكلمة الراقية والإحساس النقي
الرابعة عصرا .. كنت أسابق الوقت
وعجلات سيارتي المسكينة تئن من ألم السرعة
ومحاولة اللحاق بمن ينتظرني على الجهة الأخرى للمدينة
وصلت أخييييرا !!! أووووف !!!
لأفاجأ بعدم وجود موقف للسيارة
ماذا حصل ؟؟ هل امتلأ المكان احتفاء بلقائنا ؟؟
هل أرسلت وكالة رويتر مندوب عنها لمتابعة الحدث ؟
أم هناك موفد سري من قبل عمدة النبع يحصي تحركاتنا ؟
ههههههههههههههههههههه
رأيتها من بعيد .. اقتربت لأسلم بسرعة وأعاود البحث عن موقف
دقائق معدودة مرت ... وها هي الآن تقف أمامي
زنبقة بيضاء تنشقتُ عبيرها من على بعد أمتار
ياسمينة شامخة ... زادها دثار الرأس وقارا وجمالا
يا الله !! ها أنا احتضنها وقلوبنا تتشابك
لنسير سويا نحو القلب الثالث
والذي وصل قبلنا بدقائق لينتظر على نار
في عصرونية ظبيانية مشمسة، يتخللها نسيم عليل تسارعت خطواتنا صوب هافانا كافيه المطلة على مياه الخليج حيث كان اللقاء الثلاثي.
منسقة اللقاء كانت الغالية ديزيرية، كنت على أتصال بها لتحديد المكان والزمان، هذا اللقاء الذي كان من المفترض أن يكون بحضور الغالية عواطف.
وعلى سبيل المزاح سألتها: ديزي كيف سأعرفك؟ مارأيك أن نضع وردة كما في الأفلام القديمة .
وصلت الى المكان وبعد عدة دقائق وصلت ديزي ، سيدة رقيقة أنيقة ،تشع حيوية وتفاؤل، لها روح طفلة، استقبلتني بضحكة مستبشرة وعانقتني عناق الأخت المحبة، وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ زمن طويل.
أين هيام؟
قامت ديزي بمهاتفة هيام من أمام المكان، واذا بهيام قد سبقتنا وحجزت مكاناً ...
ركضنا الى الداخل ...كنت أشعر بشيئ من الرهبة فهذه المرة الأولى التى أقابل كل منهما...رهبة للحظة ينتقل فيها الزمن من العالم الافتراضي الى العالم الواقعي وتقابل أشخاصاً لا تعرفهم الا من كتاباتهم.
كان المكان مزدحماً وكانت عيناي تجولان في المكان واذا بسيدة وقورة ترتسم على شفتيها ابتسامة حانية تقف وتقترب بحب وتبادر بمعانقة ديزيرية ثم عانقتني بكل المودة و الحنان ونادتني باسمي..
هيام هذه السيدة الرقيقة الحساسة تشع من عينيها الحكمة والرزانة، تتحدث بهدوء ولا يسع مستمعها إلا أن يكون آذاناً صاغية.