ثنائيـة ( هلوسات على قارعة الليل) لينا الخليل & علي التميمي

،،

هو الحب كالنهر
يجرفنا معا
لنصير على ضفافه
شجر وزهر
لا نغرق فيه
نتهادى كلغة على شفتين
كنغمة على وتر
كموجتين هاربتين
من أنفاس البحر..

أنا عاتبة
عاتبة على نخلة تعالت
وتركتني في ظلها جمر
كيف لا تقاضي الشمس العالقة
في سماءٍ أعيتنا
من طول النظر

وأني أحبك
وما عاد في القلب أغنية
إلا وناحت على الهجر
تعال نُضمد جراحات الهوى
تعال لنختصر بكلمة
بحور الشِعر

لا تعتبـي فالنخـلُ فـيَّ قصيـدُ
عن حبّكِ الموعودِ ليس يُحيدُ
.
دعيني أتبنّى اقترافكِ
جريمةً لا يُفسّرها الّا الحبّ
لا يُؤولها الا الطاعنينَ بالوفاء
الذين اسرفوا على أنفسهم
فصاروا ملائكة
الذين لم يقنطوا من لقاء المساءات
دعيني ، يا لينـا
أوقدُ لكِ على طينِ حروفي
فأبني لك صرحاً عظيما
نتّخذهُ مزاراً كلّما انتابنـا الشّوق
كلّما أوجسنا من المسافةِ خيفة
كلّما احتجنـا لنـا
نمتزجُ فلا حاجزَ لنا اليوم
يا غيثاً طالتْ مُدّته
حتّى أنهلهُ الحبّ
يا فرحاًُ غُيّبَ حتّى ذَبُلَ العمرِ
تقرّبي من قلبي زلفى
وكوني لي امراة
تتجدّدُ كالفصول
تعبقُ بكلّ آنائي
اقتربي كي أُرتقَ ما ثقبهُ الزمان
كي استعيدَ ما لم يعدْ لي
انتشليني لمقعدِ حبٍّ
عنّدَ مساءٍ مستقر
فندنو دنونا
ونخرُّ عاشقين الى ما شاء الحب

،،

عيناك جوريتان
وأنا يد ترتجف
والنسيم يا حبيبي رقيق
إن جُرِح بالعِطر
في الصدرِ ينزف
ما سرّ نظراتك
تُعاقبني كلما الجفن رف
وصوتك الذي تُهديه للأبجدية
كأنه آلة
على وتر الكلمات
على قانون سمعي يعزف
وأني أحبك
وأحب الخيال الذي يُلملمك من قطرات الندى
فتسقط على روحي
كأنك تعويذة
أو سِحر
فأراني كلما سرحت بك
أتمرّد على الحقيقة
وبعالم الخيال أقرُّ وأعترف
فسلام لقلبينا
حين التحقا بركبِ المحبين
سلام علينا
ونحن نحب
ونحن نكتب الشِعر
ونحن جناحين لقصيدة
على الصفحات ترفرف

يا لحناً يخرجُ من آلةِ القلب
ينبضُ شوقاً فريدا
يا حنّاءَ نذورِ الهوى
يا املا ينمو من خرائبِ الزمن
عِديني ان تكوني
امراة الإلهام
وسفيرةَ الأحلام
وريحانةَ الأيّام
لأمنحَكِ طزاجةَ أشعاري
وأدسّكِ سرّاً بينَ أسراري
وأجعلكِ أعظمَ أوزاري
أيّتها الانوثةُ المُتفجّرةُ حبّا
ليتني قدّمتُ حياتي
لِأحبّكِ قبلَ كلِّ ذنب
لأمنحكِ بواكيرَ مشاعري
وبدأَ خواطري
يا حناناً مكنونا
يا سروراً مبثوثا
يا بعثاً مُشذّى ، أحملُ إليهِ فضائلَ حكايتنـا
يا فريضةً ، أغتسلُ بها خمسةَ أحلام
يا عقيدةً لا يفهمُها عابرُ حب
ولا يبالي بها ناقدُ حياة
أيّتها الإنسيّةُ الفريدة
لستُ لأمنعني عن اقترافكِ
لستُ لأصدّني عن سبيلِ عشقكِ
فتدبّري ما يتلو عليكِ آيُ القلب
وانصتي لهمسِ ليلٍ تفرحُ به القلوب
وتقرُّ فيهِ أعينُ الشوق
وإيايَ ، تسهّدي وتأرّقي
لنرتشف الحب عن آخره

،



كيف تمنح الأمكنة دفئها
و تُعريها من صقيعها القاتل بمرور
كيف تلبيك الفصول بكلمة
في مناكب الشتاء
تُشعل الألوان والزهور
وكيف اختصرت الحكاية بكلمة
وجعلت الأبجدية تتمرّد وتثور
تعال ..
تعال لنرتِّب فوضانا
ونتخطى حذر قلبينا
وترَدُد الكلام على شفتينا
ونرتِّب أسمينا ونمتزج بين السطور
لن أتردد حين يقترب الياسمين من أنفاسي
سأترك له سياج عمري
ليكون سيد الحضور

وتحيات وتمنيات إدارة منتديات نبع العواطف الأدبية

بالتوفيق

والى اللقاء