سألها ذات يوم.. كم عمر آخر اشتياق.. ؟ اجابته.. ذاكرتي سيئة،. لا تجيد حساب الوقت والايام.. اعرف، انني لازلت اكتب وامزق بعدها كل الأوراق..
{ما كل ما يتمنى المرء يدركه } ليت شعري لو ادرك في احيان كثيرة .. ما تعني تلك العباره.. ما كنت يوماً لأنتظر شيئا مستحيلاً.. قط .!
تعال ، وخذ من ذاكرتي حزن الامس .. واقتل الغياب ، على باب المسافة .. فَ حكايا الأمس تناديك .. تسألك الرجوع .. وعهدي بِ نسيانك ، تغلب عليه الحنين .. حزينة أنا هذا المساء ، ألملم بقايا الغياب ، وأكتب اليك .. بٍ نداء لا يعود إلي بِ حضور .. وأتوجع بِ صباحات ، أ غداً يعود الصُبح ، من بين نبرة صوتك التي اعتدت ان ابدأ بها يومي ..؟ أ غداً يعود كل شئ كما كان ..؟ ، من بين عتمة الغياب الموحشة ، أشعر بِ يديك .. وهي تلوح في افقي المتعب .. بِ بحة صوتي ، التي افتقدها فيك .. ، ما اتعسني ، وما اقساك ، حينما اكتب ولا تقرأ ، حينما كنت أبكي ولا تشعر بحرقة تلك الدموع وهي تحفر خدي .. ، ارجع ، فَ انا التائهة بين الضباب والودق .. يبعثرني حنين لا خرائط له ، بين غرب وشرق .. جعل مني موجة تائهة بين البحر والضفة ، لا تستطيع ملامسة المرسى .. ثم تهبط بي موجة اخرى الى قاع الحسرة .. ، حاولت الهرب من ذلك الشوق ، لكن ما زالت جدران قلبي المتهالكه ، تبكي.. ونداءات العشق ، تبكي .. وانا بكل جوارحي ، ابكي .. لم تترك لي الايام حائطا استند عليه .. غرست الشوق في عيني ، غصنا ميتا بات يعميني .. ، هيا ارجع .. ف بالامس كانت روحك حضني الدافئ .. واليوم كيف يبقى حبيس منفى .. بالامس كنت احتسي معك العشق ، فيضا حد الارتواء .. واليوم اصبحت القبلات بالوجع مؤجلة ..
إليك صديقي ، في هذا الصباح.. سَ أهديك وجعي بِ اعتناء فائق.. فَ لدي من الحزن ما يكفي لِ يسرق ابتسامتك من ايامك التالية.. فَ كل الذين اعتدت وجودهم رحلوا باكراً دون وداع.. َواطيافهم سكنت الذاكرة ولا تريد أن ترحل، وكلما مر بها العمر انغرسوا فيها أكثر .. حتى غدوت ابيع كذب السعادة للاخرين " ب تقنية" حتى امنع به تساؤلات من حولي، أتدري يا صديقي، كلما تناولت ذكرياتنا، اصاب بعسر الحلم، وحزني اوصاني ان في الصوم شفاء.. آهٍ من ذكريات مليئة التفاصيل، التي لا تجيد التعري الا بداخلنا.. وجوهنا مسكنها، مضاءة بأعيننا، وشفاهنا ستارتها.. ، يا ترى أولئك الراحلين إلى مدن الغياب،ارتدوا أحلامهم لِ ترحل معهم، أم سقطت منهم وسط الطريق؟ أ تتشرد الأحلام حين يتمها؟ فأنا لم أرى حلما يرتاد ملجأ..! فَ ما معنى أن يكون لي حلما لا يستأذن سوى الألم، وأمنية لا عطر فيها سوى رائحة الموت.. ، صديقي ، عذراً ان عاودت هذياني، وحرضت عليك وجعاً لئيم.. فَ انا مخنوقه بِ هواء ذكرياتنا القصيرة، فَ أغلق تلك النوافذ المتعبة.. ، قد كانت لنا بالأمس اماني مضيئة ببريق ضحكاتنا، وها هي الآن أمامنا مصابة بتعاسة الانتظار.. يا للذة البكاء، وانا فقدت لذة البكاء إلا على صدر الورق، فَ عانقني، بقوة عانقني، علني استعيد ممارسة ما فقدته من لذة بكائي..!
ابحث عن شئ استعيد به بسمتي ، وأكتفي بصورة عتيقة جمعتنا بعد ادماني انتظارك .. هذا المساء نسيمه انت ، وانا من صمتي استعيد الذكريات فاعلم ان اوجاعي بفقدك لا تنتهي .. حتى اكتبني في نصوص بلا معنى، واصور لوحة بلا ملامح .. اخبرني ، كيف تستطيع ان تعيد لي ملامحي ..؟ كيف تستطيع ان تعيد لي كلماتي بعد ان نثرتها مع هواء نيسان المجنون .. ، مازال الالم هو حليفي منك ، في ليلة قررت فيها الرحيل .. وكنت ب كفك تدك مسامير الفقد في روحي المنهكة منك .. تعود الليالي بك ، ف تغادر النجوم سمائي الغريبة ، ولا تبقى غير نجمة واحدة منسية .. لابقى انا والليل ، وطيفك ، وتلك النجمة المنسية .. كيف لا اكون بِ احزاني كريمة وانت لم تعد لي ..؟
أنا والألم توأمان، وربما لقائي بك لحظة الكذبة الأخيرة، التي ظننت اني أشعر بها بالسعادة، هي الشئ الوحيد المختلف في أحداث عمري.. فَ لولاك لما أحسست لهذا الحزن اخلاصاً ووفاء، فهو أوفى منك بالحضور، وأصدق منك في السؤال.. ليتني كنت اكثر قسوة لانزعك من قلبي..
كل احتياجي كان، لحظة دفء على صدرك يوماً.. وكل ما أريده الان، قلب عابر سبيل لاخبئ به أسرار بارده.. و حقيبة اخبئ بها ساعة رملية، لِ انتظاري العقيم.. و نافذة اتنفس منها الخيبات تلو الخيبات.. في صمتي وفي غيابك..
كن كريماً في الغياب كما شئت، فَ انا لم أكتبك بعد.. وان شئت ابكي في منفاك الجديد، وبلل كل الوسائد التي حضنتها عوضاً عني.. مزق جميع الصور التي جمعتنا يوماً، واكسر قلبي اكثر كما كسرت فنجان قهوتي يومها..! وارمي جميع مذكراتي في سلة المهملات حيث تعودت ان ترمي كل اشتياقي وحنيني.. أنا لم انتهي من كتابة قصتنا بعد، فَ احذر خاتمة لك في أوراق ايامي..!
تقاسمنا كثيراً حلو الحديث ، اما الان فَ اعتذر .. فَ مُر الصمت لا يقبل القسمة على اثنين ..!
ماذا لو لم اكن اكتب ، أو أصور ..؟ ولا أحسن القراءة .. قد تكون احزاني اقل ثقلاً .. من يدري ..!
انتظرني على حافة السؤال .. حتى أخلع اجوبة قلبي .. وأمشي الى جانب مشاعري الملقاة على الارض ، دون أن تنمو ازهار لهفتي واعترافاتي اليك .. انتظرني ، لقد تعلمت ارتداء الكعب العالي لِ نكون متساوين .. وتعلمت وضع الكحل وتناول الحزن على مهل بالشوكة والسكين .. كُن هناك على اول المفترق ، لاسبقك حتى لا ترى دمعتي .. وانتظرني ، لِ أدس في جيب معطفك المثقوب كلامك المعسول الذي تقوله لكل من تلتقيها حتى لا أنتظرك .. أرجوك لا تتأخر ،، وأنتظرني هناك ..