فريدريك بانتنج
لا ريب أن اكتشاف الإنسولين في العشرينات من القرن الماضي هو في طليعة الاكتشافات الطبية التي انتفعت بها البشرية وما زالت تنتفع . وقد كان السكري قبل اكتشاف هرمون الإنسولين من الأمراض القاتلة التي فتكت بالمصابين بها .
وُلد السير فريدريك بانتنج ( Banting ) في كندا وكان عالماً أمضي حياته القصيرة ( 1891 – 1941 ) في الاشتغال في الفسيولوجيا .
وراع بانتنج كثرة الموتي بسبب مرض السكر . ورفض الفكرة الشائعة آنذاك بأنه مرضٌ عضالٌ لا علاج له . فهرمون الإنسولين كفيل بكبح المرض أو وقفه عند حد لو أمكن عزل هذا الهرمون وتصنيعه علي النحو المناسب . وهو الذي تصنعه غدة البنكرياس في الأصحاء بالمقادير الكافية لحرق الفائض من محتويات السكر في الدم . وهو الذي يؤدي إلي الإصابة بمرض السكر إذا عجز البنكرياس عن إفرازه أو تكاسل . وقد تحسس بانتنج إمكانية عزل الإنسولين واستخلاصه من الحيوان ولكنه تحسس أيضاً الحاجة إلي مختبراتٍ يجري فيها التجارب .
وتقدم بانتنج من جون ماكلويد ، وكان بروفسور الفسيولوجيا في جامعة تورونتو في تلك الأيام وشرح له فكرته فأذن البروفسور لبانتنج باستعمال مختبراته واختار له أحد تلاميذه مساعداً وكان اسمه شارلز بست وعمره 22 سنة .
وتكللت تجارب بانتنج وَبست بالنجاح وأعلن بانتنج أنه عثر علي عقار لمرض السكري وذلك بالتعاون مع شارلز بست . واتفق أن كان هناك فتيً استفحل المرض به وأصابه الهزال حتي عجز عن تناول الطعام بيده فوجد فيه بانتنج ضالته وانطلق في معالجته بالإنسولين حقنا . ولم تكد تمض 24 ساعة حتي تماثل الفتي للشفاء فكان أول من أنقذه الإنسولين من موتٍ محققٍ في التاريخ .
وجاءت سنة 1923 وإذا بجائزة نوبل في الطب والفسيولوجيا تمنح إلي بانتنج الذي أقدم علي مقاسمة المكافأة المالية مع الطالب بست معاونه في المختبر . وتم إنشاء كلية في جامعة تورنتو تحمل اسم بانتنج وَبست .