من أين الطاقة؟

من أين الطاقة؟
========
لماذا نسأل في كل فعل: من أين أتت الطاقة لتحريك هذا الشيئ؟ ولا يستريح العلماء والفيزيائيون حتى يجدوا مصدر الطاقة . مصدر طاقة حركتنا هو الغذاء الذى نأكله . مصدر طاقة السفن هو الرياح أو الوقود . مصدر طاقة السفن الفضائية هو الغاز السائل . ولا بد لكل جسمٍ متحرك من طاقة . ولكننا لم نسأل سؤالا بديهيا . إن كوكب الأرض يدور حول نفسه مرة كاملة كل يوم . إن كرة القدم لا تتحرك وتدور حول نفسها ما لم يركلها قدم لاعب أو تحركها الرياح . فما الذى يحرك الكرة الأرضية بما تحمل من مليارات الأطنان والجبال والمحيطات..إلخ؟ وليتها كانت حركةً منتهية بل حركة دائبة خالدة دقيقة منذ ملايين السنين . قطعا ليس المصدر نفطا ولا كهرباءً ولا ذرةَ ولا مغنطيسا ظاهرا . يجب على الإنسان البحث والتقصى لمعرفة كنه الطاقة العظيمة التي تقف وراء دوران الأرض حول نفسها مرةً كل أربع وعشرين ساعة !

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
فصّلت 53

هناك أسباب ومسببات
الله تبارك وتعالى خلَق ألْوانًا وأشكالاً من ذواتِ الأرْواح، جعل في بعضِها ما لم يَجْعَل في الآخَرين، هذا الطّيْرُ المُسَمَّى السَّمَنْدل ويُقال له السّمَنْد بلا لام، ويُقال له السَّنْدَل بالسِـّين، هذا معروف أنّه لا يحصل له احتراق، جلدُه لا يحترق بالنار وهو يدخُل النّار ويتهَنَّأ فيها لا يتأذّى وهو عَزيز الوجود، يقول ابنُ خِلِّكَان في تاريخه عن اللُّغَويِّ المشهور عبدِ اللّطيف البَغدادي، هذا من أئِمّة اللغة، يقول: شاهَدْتُ قِطعةً من جِلْد السَّمَنْدل أهْدِيَت إلى المَلِك الظّاهر ابنِ المَلِك الصّالح صَلاَحِ الدّين عرضَ ذراع في طولِ ذراعين، صارُوا يغمِسُونها في الزّيت ثم يُشْعِلُونها فتنشَعِلُ النّار ثمّ تنطفئ النّار وتَبْقَى تِلْك القِطْعة بَيْضاءَ نَقِيَّة، فلو كانت النارُ تخلقُ الإحراقَ بطبْعها لم يحصلْ تخلُّف الإحراقِ للسَّمَنْدل إذا مسَّتْه النّار بل كانَ يحتَرقُ كَما يحتَرِقُ غَيْرُه، قال بعضُ الشُّعراء في ذلك:

نَسْجُ داودَ لم يُفِدْ ليْلَة الغار * وكانَ الفَخَارُ للعَنْكَبُوتِ

معناه ليلةَ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار هو وأبو بكر حماهُما اللهُ تعالى بنَسْج العَنكبوت فكان الفَضْلُ لنَسْج العَنْكَبُوتِ ولم يكنْ هذا الفَضْلُ لنسج داود، نسجُ داود هو الدِرع، معناه الله تعالى لم يَحمِهما بنسج داود بل حمَاهُما بنسج العنكبوت وهو منَ الخَلْقِ الضَّعِيْف، قال:

وبَقَاءُ السَّمَنْدِ في لَهَبِ النَّار * مُزِيْلٌ فضِيْلةَ الياقُوتِ

يعني أنّ عَدَمَ احتراق السَّمنْد في لهب النّار يَدُلُّ على أنّ له مِيْزَةً ليْسَت للياقوت. فالحاصل أنّه يجب اعتقاد أنّ الأسباب لا تَخلُق مسَبَّباتها بل اللهُ يخلُق المُسَبَّبَات إثْرَ الأَسْباب، أي أنّه تعالى هو خالق الأسْباب وخالِقُ مسَبَّبَاتها، وعلَى هذا المعنى يُشْهَرُ ما شاع وانتشر على ألسِنَةِ المسلمين في أثْناء أدعِيَتِهم: يا مُسَبِّبَ الأَسْباب، معناه أنّ اللهَ تعالى هو الذي خلق في الأسْباب حُصولَ مُسَبّباتها إِثْر استعمالِها، وهذا من كلامِ التّوحيد الذي هو اشْتَهَر وفَشَى على ألْسِنَةِ المسلمين علمائِهم وعوَامِـّهم وهو يرجِعُ إلى توحيد الأفعال أي أنّ الله تبارك وتعالى هو الذي فِعْلُه لا يَتَخلَّفُ أثَرُه، إذا شاءَ اللهُ حصُولَ شىء إثْر مزاولَةِ الإنسان لشىء حصل لا مَحَالة، لا بُدَّ.
أما الفلكيون فيقولون تُوجد عوامل كثيرةٌ مُعقَّدة لها دورٌ في دوران الأرض (وسائر الكواكب الأخرى) حول الشّمس، وهذه الأسبابُ مُشتركة في جميع حركات الدّوران الفلكيّة؛ فهيَ أيضاً تُفسّر دوران القمر حول الأرض، ودوران الشّمس حول مركز مَجرّة درب التبّانة، والسَّببُ الأكثر بساطة وأهميّة في هذه الحركات هو قوَّة الجاذبيّة التي تربطُ بين هذه الأجسام؛ فمثلما تجعلُ جاذبية الأرض الأشياء تسقطُ نحو سطحها، تُؤثّر الشّمس أيضاً بقوة جاذبيّة شديدة على الأرض، وكي لا تسقطَ الأرض نحو الشّمس بخطّ مُستقيم وتصطدم بها فإنَّ عليها أن تستمرَّ بالحركة، والمسارُ الدائريّ - وبالأدقّ البيضاويّ - يسمحُ لها بتجنُّب السّقوط نحو الشّمس، حتى ولو كانت عاجزةً عن الإفلات من مجال جاذبيَّتها.

بوركتما وحفظكما الله لكل مفيد وعبرة

أما الفلكيون فيقولون تُوجد عوامل كثيرةٌ مُعقَّدة لها دورٌ في دوران الأرض (وسائر الكواكب الأخرى) حول الشّمس، وهذه الأسبابُ مُشتركة في جميع حركات الدّوران الفلكيّة؛ فهيَ أيضاً تُفسّر دوران القمر حول الأرض، ودوران الشّمس حول مركز مَجرّة درب التبّانة، والسَّببُ الأكثر بساطة وأهميّة في هذه الحركات هو قوَّة الجاذبيّة التي تربطُ بين هذه الأجسام؛ فمثلما تجعلُ جاذبية الأرض الأشياء تسقطُ نحو سطحها، تُؤثّر الشّمس أيضاً بقوة جاذبيّة شديدة على الأرض، وكي لا تسقطَ الأرض نحو الشّمس بخطّ مُستقيم وتصطدم بها فإنَّ عليها أن تستمرَّ بالحركة، والمسارُ الدائريّ - وبالأدقّ البيضاويّ - يسمحُ لها بتجنُّب السّقوط نحو الشّمس، حتى ولو كانت عاجزةً عن الإفلات من مجال جاذبيَّتها.
*****************************************
الشكر أجزله للعمدة على هذا التعليق الأدبى والعلمى والروحانى بورك قلمه .

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان     بوركتما وحفظكما الله لكل مفيد وعبرة

******************************
والشكر لشاعرنا الهُمام ألبير لمتابعته للأخبار الأدبية والعلمية على حدٍ سواء بورك في يراعه .

يتحدث العلماء عن محرك يدور بالطاقه المغناطيسيه..بلا وقود ولا حراره..أعلنوا عنه لكن تنفيذه محدود..قمنا بالتجربه على عجله يتم وضع قطع من مغناطيس خاص قوي فتدور العجله لكننا لم نستطع السيطره عليها..لو بحثت على الغوغل لرأيت عجبا..الطاقه المغناطيسيه عالم واسع عجيب..والغور في أعماقها جميل..

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيس النزال     يتحدث العلماء عن محرك يدور بالطاقه المغناطيسيه..بلا وقود ولا حراره..أعلنوا عنه لكن تنفيذه محدود..قمنا بالتجربه على عجله يتم وضع قطع من مغناطيس خاص قوي فتدور العجله لكننا لم نستطع السيطره عليها..لو بحثت على الغوغل لرأيت عجبا..الطاقه المغناطيسيه عالم واسع عجيب..والغور في أعماقها جميل..

***************************
يا قيس لقد فكرت كثيرا فى المغنطيس كطاقة . ولكن دائما كان يحبطنى أنه طاقةٌ محدودة جدا . ولا يمكن دفع شاحنات عملاقة بانجذاب أو تنافر مغناطيسين مهما كبر حجمهما . لك التحية والود

لا شكّ أنّ الطاقة في السماء مختلفة عن الطاقات التي بين أيدينا
تبقى عقولنا قاصرة عن الاستيعاب مهما حاولنا وتفكّرنا
سبحان الله الخلاق العظيم
أحببت هذا المطلب الشيق وراقتني مداخلة عمدتنا الطيب شاكر
مودّتي ودعائي

مممم سؤال في مكانه ؟ليس فقط أرضنا ولكن كل الكواكب في مجموعتنا الشمسية ،تري أله علاقة ببعد الشمس وفربها
أو قلب الارض الملتهب وحركة الماغما في داخلها او امور أخري

شكرا للأديبين هديل ومحمد فتحى فمصدر الطاقة المهولة لتحريك هذه الكواكب العملاقة ستظل من أسرار الخالق .