أى الحالين أدعى لطلب العلم : الفقر أو الغنى ؟ وأى الفريقين يُعذر إذا قصر فى طلب العلم : الفقراء أو الأغنياء ؟
كان هذا مجال حوار طريف فى القرن الخامس الهجرى بين إمامين من أئمة العلم ، كلاهما كان فى القمة ، أحدهما " ابن حزم " ، وهو صاحب جاهٍ موروث وثراءٍ ظاهر ، وقد تولى الوزارة . والآخر " أبو الوليد الباجى " ولم يكن على شيئٍ من جاهٍ أو ثراء .
فقد اجتمع الرجلان فى مجلسٍ وتناظرا فى مسألةٍ علمية . ولما انفضت المناظرة ، قال أبو الوليد الباجى لصاحبه :
_ أنا أعظم منك همةً فى طلب العلم ، لأنك طلبته وأنت معانٌ عليه . إذا أردت السهر للمطالعة ، أضاءت لك مشكاة الذهب . وأما أنا فكنت أطالع ساهرا تحت قناديل السوق !
فأجابه ابن حزمٍ بقوله :
" هذا الكلام عليك لا لك . لأنك إنما طلبت العلم ، وأنت فى تلك الحال التى وصفت ، رجاء تبديلها بمثل حالى . وأنا طلبته فى حين ما تعلمه وما ذكرته ، فلم أرج به إلا علوّ القدر العلمى ! " .
صدق ابن حزم وأنا معه
ذكرتني بحديث لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
(ضن دينك بدنياك تربحهما ولا تضن دنياك بدينك فتخسرهما)
اختيار جميل كما دائما
شكرا تليق
- العلم نور البصيرة: إنه نور يبصر به المرء حقائق الأمور، وقد جعل الله الناس على قسمين: إمَّا عالم أو أعمى فقال الله تعالى: (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْـحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) «الرعد، 19».
- العلم يهذب النفس:
- العلم يورث الخشية من الله تعالى: قال الله عز وجل: «إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» «فاطر، 28».
- قال بعض العلماء: «العلم صلاة السر، وعبادة القلب»،
للأسف أيها الطيب
تحول طلب العلم -إن صحت تسميته علما- في أيامنا هذه للأغراض الدنيوية البحتة
والغاية دائما هي جني المال للفقير أو المكانة الاجتماعية للغني
وقلما بتنا نجد طلاب علم غايتهم التفكر والبحث استيضاحا للقدرة الإلهية في عظيم خلقه
جلعنا الله وإياكم منهم
شكرا لكم اللفتة الجميلة