ليس من السَّهل استحضارُ ذكرى حلمٍ أبطاله رحلوا إلى زمنٍ آخر...!
التَّفاعلُ مع مجرياتهِ -بأدقِّ تفاصيلها- يرهقُ الأعصابَ والحواسَ وخفقاتِ القلب...
**
لماذا كلَّما أتيتِ حلمي؛ تاهت نبضاتُ دماغي عن مساربها العصبيَّةِ، وشردَتْ عن قصدها؟!
أهوَ إصراري تمحيصَ مكوِّناتِ حضوركِ الغالي على قلبي؛ ما يُتعبُني؟
أم أن العودَ بالزَّمنِ يحتاجُ تصوُّراتٍ ذهنيَّةٍ جليلةٍ تفوق مقدرةَ الكائن البشري!
كأنّها حالةٌ من "الهيولى" الطَّارئةُ، تُلمُّ بالرُّوحِ والنَّفسِ والجسدِ!
عبورٌ نحوَ عوالمَ غيبيَّةٍ، كان إدراكُها مُحالٌ لولا أنَّ الحُلمَ فرضَها عُنوةً دونَ قصد!!!
**
أنا مرهقٌ حقاً..
زهدي في الدُّنيا، لم يُعفِني من ممارساتٍ عصبيَّةٍ شاذَّةٍ تنتابُني كل حينٍ وحين...
ولعلمي أن روحكِ تقرأ من مكانٍ ما -ما أهذرهُ لكِ، أدَّعي أنَّني أفْضي لأتأذَّى في آنٍ معا!-
أكتبُ لا من دافعٍ يحبِّبُني بالكتابةِ، ويحضُّني عليها من بابِ راحةٍ أو حبور...
**
ماذا لو اعتزلتُ الحرفَ برهةً من أشهرٍ أو سنوات؟َ
وأرحتُ مخيِّلتي من تمارينَ شاقَّةٍ تفرضُها عليها قريحتي الملقاةُ في غرفةِ الإنعاشِ،
تُكابدُ أمراضاً مستعصيةً حارت فيها أساطيرُ التَّراكيبِ والحروفِ والجُمل؟
**
يا للهِ كم بتُّ قصيَّ المضامينِ والمعاني...!
الاحتياجُ الذي يتملَّكُني نحوكِ متواتِرُ التَّموُّجاتِ في قلبي...
في تكهُّناتيَ التَّأمُّليَّةِ رؤًى تضمُّني فيها ملامِحكِ الحانيةُ، لأسقُطَ في هاويةِ ارتياحٍ مزيَّفٍ يعصفُ كُنهي!
لأصحوَ مسمومَ الأعماقِ، مسدودَ الأفقِ ملتاعا...
أكفكِفُ الحُلمَ من خلايا دماغي، وأكنُسهُ بمشاغلِ الحياةِ الدُّنيا من تصوُّراتِ عقلي... لأرتاح!
**
لا أعلمُ حقَّاً، ماهيَّةَ ردودِ فعلكِ -في عالمكِ الآخرِ ذاكَ- على مجرياتٍ تخصُّكِ في حياتي...
وكلِّي يخصُّكِ كما علمتِ...
أودُّ -حقَّاً- أن أنتهي قريباً من آخرِ سطرٍ في رسائلكِ هذه!