ولدت في مدينة بيروت لعائلة لبنانية. والدها: مصطفى قدورة. والدتها: خانم الحسامي. شقيقاتها: أديبة؛ رفيقة؛ المؤرخة الدكتوره زاهية. شقيقاها: أديب؛ لبيب. زوجها: الدكتور أديب خرطبيل. أبناؤها: فاروق؛ مروان؛ هشام. ابنتها: أمل.
درست في "المدرسة الأميركية للبنات" (School for Girls American)، وبعد أن نالت الشهادة الثانوية، التحقت بـ"كلية بيروت للبنات" نصف الجامعية (Junior College for Women) حيث درست السنتين التحضيريتين للطب، ثم انقطعت عن الدراسة.
رحلت وديعة قدورة خرطبيل، سنة 1932، مع زوجها إلى فلسطين حيث عاشت سنة في مدينة طبريا، انتقلت بعدها إلى مدينة القدس، حيث عُيّن زوجها طبيباً عاماً في "حكومة فلسطين". ومن القدس، انتقلت مع زوجها، من جديد، إلى مدينة نابلس، ومنها إلى مدينة غزة، إلى أن استقرت العائلة سنة 1935 في مدينة طولكرم.
بدأ انخراطها في العمل النسائي الفلسطيني في مدينة طولكرم، فدعيت، بعد فترة قصيرة من استقرارها في هذه المدينة، إلى تولي رئاسة "جمعية السيدات الخيرية الاجتماعية"، التي افتتحت مستوصفاً لمعالجة المعوزين يعمل به عدد من الأطباء بإشراف زوجها، وأسست فرعاً لرعاية الأمومة والطفولة، وداراً للحضانة، ومشغلاً للخياطة والتطريز. كما كانت الجمعية، برئاستها، تسهم في عمليات إيصال الأدوية والأطعمة والألبسة إلى مجاهدي ثورة 1936، وتساعد عائلات الشهداء وترعى أبناءهم.
شاركت وديعة قدورة خرطبيل في كانون الأول/ ديسمبر 1944 في الوفد الفلسطيني إلى "المؤتمر النسائي العربي العام" الذي التأم في القاهرة، بصفتها مندوبة عن جمعية طولكرم النسائية، وألقت فيه كلمة جعلت عنوانها "نداء الأرض". كما شاركت في العديد من دورات هذا المؤتمر التي عقدت حتى آخر أيام الانتداب البريطاني على فلسطين.
اضطرت، بعد وقوع نكبة فلسطين سنة 1948، إلى مغادرة البلاد والهجرة مع أولادها إلى مدينة بيروت، والتحق بها زوجها بعد فترة قصيرة.
أسست وديعة قدورة خرطبيل في بيروت، سنة 1952، "الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني"، وهو أول تنظيم نسائي عام للمرأة الفلسطينية في الشتات، وترأست هيئته الإدارية. وفي أواخر سنة 1955، انبثقت عن هذا الاتحاد مؤسسة "مبرة إسعاد الطفولة" في بلدة سوق الغرب في لبنان لتحسين صحة المصابين بالأمراض الصدرية. وبعد عدوان إسرائيل في حزيران/ يونيو 1967، غدا اسمها "بيت إسعاد الطفولة" وصارت تُعنى بتربية أبناء وبنات شهداء "منظمة التحرير الفلسطينية" وتعليمهم، إلى أن دُمر مقرها خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف سنة 1982.
منذ منتصف الخمسينيات، مثّلت وديعة قدورة خرطبيل "الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني" في العديد من المؤتمرات التي كان يعقدها "الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي" كل ثلاث سنوات.
شاركت في عضوية "اللجنة الأهلية لنصرة مصر" التي تشكّلت في لبنان، برئاسة الزعيم اللبناني رشيد كرامي، عقب العدوان الثلاثي على مصر في خريف سنة 1956.
دعيت وديعة لحضور اللجنة التحضيرية لـ"المؤتمر النسائي الأفرو- آسيوي" الأول، الذي عُقد في القاهرة في مطلع سنة 1961، وانبثق عنه "الاتحاد النسائي الأفرو- آسيوي".
شاركت في تموز/ يوليو 1962 في مؤتمر "عصبة النساء العالمية للسلام والحرية" الذي اجتمع في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية.
كانت وديعة، مع يسرى البربري، ضمن أول وفد فلسطيني إلى هيئة الأمم المتحدة في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 1963، برئاسة أحمد الشقيري. كما كانت من أوائل من طرح فكرة توحيد الهيئات والاتحادات النسائية الفلسطينية في اتحاد عام، فدعت لهذا الغرض، بصفتها رئيسة "الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني" في لبنان، إلى اجتماع عُقد في بيروت في أوائل تموز/ يوليو 1963، حضرته ممثلات عن هذه الهيئات والاتحادات.
اختيرت وديعة قدورة خرطبيل عضواً في المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس في أواخر أيار/ مايو 1964، الذي تحوّل إلى مجلس وطني فلسطيني، ونجم عنه تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وشاركت في دورتَي المجلس الوطني في القاهرة سنة 1965، وغزة سنة 1966.
واختيرت وديعة قدورة خرطبيل، كذلك، في عضوية اللجنة التحضيرية التي أشرفت على تأسيس "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" في المؤتمر الذي عُقد في القدس في تموز/ يوليو 1965، وانتُخبت عضواً في المجلس الإداري للاتحاد.
نظمت وديعة، غداة العدوان الإسرائيلي في حزيران/ يونيو 1967، حملة واسعة من خلال الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني لجمع التبرعات المادية والمواد الطبية والغذائية والبطانيات والألبسة لتقديمها إلى المنكوبين في الأردن وسورية. وبدعوة من الاتحاد نفسه، وبمشاركة الهيئات النسائية والاتحادات النقابية والمهنية اللبنانية، تمّ تنظيم العديد من المظاهرات والمهرجانات استنكاراً للاعتداءات الإسرائيلية ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
شاركت وديعة قدورة خرطبيل في دورتَي المجلس الوطني الفلسطيني الرابعة عشرة والخامسة عشرة، اللتين عقدتا في دمشق، في كانون الثاني/ يناير 1979 وفي نيسان/ أبريل 1981.
عملت بصفة مستشارة مع جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" في لبنان، وأشرفت على تنظيم عمل المتطوعات فيه.
وفي سنة 1983، سعت وديعة إلى إحياء نشاط "الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني"، الذي كان قد توقف في إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان سنة 1982، ونجحت، سنة 1985، في تمكينه من استئناف نشاطه وانتُخبت رئيسة له لمدى الحياة تقديراً لدورها في خدمة الحركة النسائية الفلسطينية.
وبإشرافها، قام "الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني" بتأسيس مشغل للخياطة والأشغال اليدوية في مخيم شاتيلا في ضواحي بيروت، ثم افتتح الاتحاد روضة للأطفال باسم "روضة دلال المغربي- بيت إسعاد الطفولة".
منح الرئيس ياسر عرفات، سنة 2003، وديعة قدورة خرطبيل "وسام فلسطين". كما قامت "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" في بيروت بإطلاق اسمها، في شباط/ فبراير 2007 قبل أسابيع قليلة من رحيلها، على قاعة للاجتماعات لتكون معرضاً دائماً للعمل الحرفي لدى الشابات والشباب، وذلك تقديراً لعملها النسائي الرائد في المجتمع اللبناني.
توفيت وديعة قدورة خرطبيل في بيروت، ودُفنت في مدافن الباشورة. وقد نعاها ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، عباس زكي، مشيداً بدورها الرائد في الحركة النسائية الفلسطينية، وفي تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية. كما نعاها "المنتدى القومي العربي" في بيروت، التي كانت عضواً في مجلس أمنائه، بصفتها "رمزاً للتواصل اللبناني- الفلسطيني، ورمزاً للالتزام الوطني والعطاء القومي".
المصادر:
"ذكريات ومذكرات وديعة قدورة خرطبيل، بحثاً عن الأمل والوطن: ستون عاماً من كفاح امرأة في سبيل قضية فلسطين". بيروت: بيسان للنشر والتوزيع، 1995.
عبد القادر، فدوى. "وديعة قدورة خرطبيل رائدة من لبنان أعطت لفلسطين". في عبد القادر ياسين (تحرير). "الحركة النسائية الفلسطينية: المسيرة- المقارنة- الإبداع- التراث- المشاركة- الرموز". القاهرة: مكتبة جزيرة الورد، 2011، ص 425-452.
عبد الهادي، فيحاء. "أدوار المرأة الفلسطينية في الخمسينيات حتى أواسط الستينيات 1950-1965: المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية". البيرة (فلسطين): مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2009.
عسلي شهابي، حنان. "المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب". قبرص: منشورات الرمال، 2016
التوقيع
هناك نظرة تختصر الحياة،،،، وصوت يختصر المسافه،،،، وشخص يختصر الجميع
طوبى لهذه المرأة المكافحة ، والتي كانت فعلاً رمزاً للتواصل
اللبناني الفلسطيني ، والتي أعطت فلسطين الكثير الكثير .
رحم الله السيدة وديعة قدورة ، وأسكنها فسيح جنانه .
وشكراً لك أخي الكريم عصام على لفتتك الطيبة لتذكيرنا
بهذه السيدة المناضلة التي بذلت الجهد الكبير من أجل فلسطين .
بوركت جهودكم ولكم تحياتي
رحمها الله تعالى
كانت قامة نسائية باسقة لا يمكن نسيان كفاحها من أجل القضية الفلسطينية والقضايا العربية
شكراً كبيرة أخي عصام على هذه المعلومات القيمة
تحياتي العطرة