دى آية بتوصف حال أناس فى درجة من درجات الجنة . الملحد بيضحك على الآية دى ويستهزئ ويقول : فى زول بيلبس سوار دهب فى الجنة ؟ أولا : الآية دى لما نزلت كان فى زمن فيه الملوك العظماء من عادتهم لبس سوارين من الذهب الخالص . فكان ذلك شيئا نادرا جدا . والآية بتخاطب ناس ذلك الزمن ، وتشمل أيضا ناس أزمان مختلفة فيهم من يحب لبس أسورة الذهب وفيهم من لا يكترث بلبس الذهب . فإذا وصلتَ تلك الدرجة من الجنان فهل ستُلزم بلبس تلك الأسورة ؟ بالطبع لا . إنه فقط خيارٌ لك إن شئت لبستها وإن شئت تركتها . وجود تلك الأسورة الذهبية الثمينة النفيسة لحاله بيعكس لينا مدى الرفاهية والنعمة المحيطة بنزيل ذلك النوع من الجنان . كما يضحك الملحد أيضا بوجود نهر من ماءٍ غير آسن ونهر من لبنٍ لم يتغير طعمه ونهر من عسل مصفى ، ونهر من خمر لذة للشاربين .. إلخ . ياخى لو عايز موية صافية قدامك ، لو عايز لبن قدامك ما فى حد جابرك لشربه ولو عايز عسل مصفى قدامك ما فى زول جابرك على شربه ، ولو عايز خمرة - ما زى خمرة الدنيا - قدامك نهر كامل لو عايز تشرب أهلا ولو ما عايز إنت مخيّر .
================================================== =========
" وإذا أردنا أن نُهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيا فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " ( 16 - سورة الإسراء )
-----------------------------------------
ياخوانّا ما تفتكروا إنه ربنا سادى وبيحب يكسّر ويدمّر وبيجد المتعة فى الانتقام من الناس . وبيغرى الناس عشان يرتكبوا المحرمات مخصوص عشان ينتقم منهم . لأ ده فهم غلط من الملحدين . ربنا مهيئ للقرية هذه أسباب الفلاح من قبل أسباب الفسوق . هيأ لهم الرزق الوفير الرخيص وهيأ لهم دور العبادة وهيأ لهم من يدرسونهم ويعظونهم للخير . ووجد الناس فى القرية أماكن للخمر وأماكن لممارسة الزنا وأماكن للغناء واللهو فاستمرؤوا اللهو والغناء والشرب أكثر من ارتياد المساجد والدروس الدينية ومالت قلوبهم للرقص ومعاشرة الفاتنات والجميلات واللهو واللعب معهن فغلبت حياة المجون فى القرية على حياة التقوى والورع وذكر الله . ولما علم الله بعشقهم لتلك الحياة أمد لهم عسى أن يتوبوا ويرجعوا ولكنهم ازدادوا انغماسا فى حياة اللهو واللعب ونسوا الله فأنساهم أنفسهم وكتب على تلك القرية التدمير . وهيأ لهم المزيد من الفرص فى تعاطى المنكر ويسّر لهم المناسبات العديدة للقاء عشيقاتهم وممارسة الهوى معهن . وهذا هو معنى ( أمرنا مترفيها ) . فالمترفون ليس معناها الأغنياء الموسرون ولكنها تعنى من أتيحت أمامهم حياة اللهو والمجون الرخيصة فانتهزوا هذه الفرصة فالشراب رخيص والميسر مرخّصٌ مباح ومعاشرة الفاتنات لا حرج فيها والأماكن متوفرة وبأقل تكلفة . وهذا معنى ( ففسقوا فيها ) فحق عليها القول أى صار من العدل تدمير تلك القرية .
-----------------------------------------------------
" وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا " 98 - مريم
-----------------------------
الكلام من الله سبحانه إلى الرسول ( ص ) يذكّره بالصبر على ما يجده من عنت وبلاء فى الدعوة ، وأن المشركين مهما تجبروا وأفسدوا فى الأرض فإنهم ليسوا بدائمين فى هذه الحياة ، ومصيرهم سيكون كمصير من سبقوهم من الطغاة والمتجبرين أمثال الطغاة من قوم نوحٍ وعادٍ وثمود وموسى وغيرهم أُهلكوا ومضوا إلى غير رجعة فهل عادوا يوما ؟ وهل تحس لهم من أية حركة فى هذا الوجود ؟ حتى من ماتوا أو قُتلوا حديثا هل عاد منهم أحد ؟ لقد كان صوتهم مجلجلا بالأمس القريب فهل تسمع لهم ولو صوتا خافتا اليوم ؟
ومما يثير فى نفسى رهبةً من صمت أولئك القوم الأبدىّ أنه لا يُسمع منهم صوتٌ ولا حتى كصوت النسيم أو صوت وقْع أقدام من يمشى حافيا ، لا بل صوت عصاً تضع طرفها على الأرض وتركزها طرفها الأخر على الجدار ، ماذا يُحدث ذلك الرِكز على الحائط من صوت ؟ إنه صوتٌ لا يبلغ الأذن . إن من غبروا من القوم سكنت أصواتهم فلا يصدر منهم حتى مثل رِكز العصا على الحائط . إنه تعبيرٌ قرآنىٌ مخيفٌ عن الصمت الأبدىّ المطلق .
تأملات بديعة.. غاية في البلاغة والبيان
استمتعت بالقراءة جدا
كلّ الشكر والبيلسان
---------------------------------
أنا كل تأملاتى في الآيات أهديها لك شاعرتنا لأنها تناسبك أنت خصيصا وتناسب بلاغتك فى ومعرفتك بأسرار اللغة العربية ، ولكنك فى معظم الأحوال تكونين منشغلة بأمور شعرك وقصائدك فلا تعيرى اهتماما بهذه التأملات .
أنا كل تأملاتى في الآيات أهديها لك شاعرتنا لأنها تناسبك أنت خصيصا وتناسب بلاغتك فى ومعرفتك بأسرار اللغة العربية ، ولكنك فى معظم الأحوال تكونين منشغلة بأمور شعرك وقصائدك فلا تعيرى اهتماما بهذه التأملات .
على العكس كاتبنا القدير أنا من محبّي تأملاتكم في الآيات ومواضيعكم بشكل عام
علما أنني خصصت وقتا للقراءة في هذا المجال الممتع والمفيد جدا
شكرا لمواضيعكم القيمة والمحببة.. وشكرا لإهدائكم العزيز على قلبي
مودّة بيضاء
الصديقة الأديبة منوبية كامل شخصية مؤهلة جدا لتفهّم مثل هذه التأملات فهى ذات خيالٍ خصبٍ يتسع ليستوعب جميع أنواع التخيلات .
--------------------------------
"... ولا يقطعون واديا إلا كُتب لهم .. "
يعدد الله جميع ما يقوم به المرافقون للرسول الكريم من أجل تبليغ دعوته وجعل كلمة الله هي العليا. وفى سبيل ذلك تقاتل من يقف فى طريق الدعوة ليفسح المجال لنشر دعوة الله فمن الناس من يحبون كلام الله ومستعدون لتطبيقه على أنفسهم بدلا من كلام البشر .فمن ينفق نفقة صغيرةً أو كبيرةً أو يقوم بجهدٍ لإسماع البعيدين عن الطريق أو يسعى فى السير بدعوة الله من أجل توصيلها للناس حيثما كانوا .. ومنهم من فى طرفٍ من وادٍ ويقوم بالسعى والتحرك ماشيا لقطع هذا الوادى ليصل إلى طرفه البعيد ويستكشف إن كان هنالك من يقطن الطرف الآخر ويعيش فى غفلة عن أمر الله فيصل إليه سعيا ليخبره عما جاء به الرسول ويوقظه من غفلته .. إلخ فيثمّن الله هذا السعي لقطع الوادى ويوفيهم حقهم ولا يبخسهم شيئا " ولا يقطعون واديا إلا كُتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون " 121 - التوبة .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 12-01-2019 في 07:48 AM.