فيا ثقةَ الحسينِ إليكَ مني – مسلم بن عقيل تلاشى في مُحيّاكَ الظلامُ = وطأطأ عندَ نعليكَ السّنامُ فوجهُكَ باسمٌ والموتُ يبكي = فهابتكَ الأسنةُ والسّهامُ كأنّك قدْ فلَقْتَ الموتَ رُعباً = وليس على يديكَ لهُ التئامُ ترجّلَ مِن بني الأحرارِ ليثٌ = تخرُّ لهُ الجبابرةُ الطُغامُ ببأسِكَ كمْ أذَقتَ رقابَ قومٍ = مِنَ الأشفارِ إنْ بعُدَ الحِمامُ وحيداً كنتَ تفترسُ المنايا = ولا تثبُتْ لصعدَتِكَ الأنامُ تجلّتْ يومَ غُربتكَ السّجايا = كعينِ الشّمسِ ليس لها انصرامُ طلَعتَ على الجيوشِ فكُنتَ نَسراً = كأنّ القومَ أغنامٌ تُسامُ بهاماتٍ يتيهُ السيفُ فيها = وينخرُ في هياكلِها الحُسامُ فكَم فقدَتْ بسالَتَها رجالٌ = وحلّ بساحِها الموتُ الزؤامُ فنالَ العزَّ مُسلمُ باقتدارٍ = وشعشعَ في السماءِ لهُ وسامُ مضى في هيبةِ الكرارِ ليثاً = وتُفرجُ عندهُ الكُربُ العظامُ مضى وسطَ الجموعِ فتىً أبياً = شجاعاً لا يوفيهِ الكَلامُ سما وسطَ الكواكبِ لا حجابٌ = وأنّى يُحْجِبُ النورَ الغمامُ وكيفَ تحيطُ في معناكَ دنيا = وأنتَ أمامُها بدرٌ تمامُ مددَتَ إلى الرجالِ طريقَ عزٍّ = وليسَ يصونُها إلاّ القيامُ غريباً سِرْتَ في الأحياءِ جهراً = وأوقدتَ الشموعَ وهمْ نيامُ كأنّ القومَ قدْ جُبِلوا حيارى = وإنْ صلّى جميعهُمُ وصاموا فأمسى غدرُهُمْ ولهُ عطاءٌ = وأمسى مسلمٌ لا يُستضامُ ألستَ بحائزٍ أسمى المعالي = عليكَ جلالةٌ ولكَ السّلامُ فإنْ ضاقتْ بكَ الأحياءُ ذرعاً = وإنْ كثُرَ التلوّنُ والزّحامُ فمَنْ عشِقَ الشهادةَ لا يبالي = فكُلُ بدايةٍ ولها ختامُ فأعطاكَ العليُّ منَ المعالي = هي الأنوارُ عزاً لا يُرامُ فيا ثقةَ الحسينِ إليكَ مني = دموعٌ لا يجاريها الغمامُ وخطبُكَ في القلوبِ لهُ أنينٌ = وفي قلبِ الحسينِ لهُ اضطرام فما كانَ اقتدارُهُمُ بنصرٍ = وإنْ فرحَ الأراذلُ والطُّغامُ وما زالتْ لكَ الأحرارُ تمضي = وزحفُ العاشقينَ لهُ التطامُ فمِنْ إحدى عطاياكَ انتصارٌ = وهذا الجودُ هديٌّ واعتصام ُ سراج الربيعي- 3/8/2020 الإثنين 13 ذو الحجه 1441- دبي - الوافر