ديوان الشاعر / موسى غلفان واصلي

ياحامـل الـشـوق عـفـوا فــي تعابـيـري
إن جاء بالشعر بعض من تصاويري
أوزدت بـالــحــس أبــيــاتــا اســامــرهــا
فـهــل أوفـيــك شـيـئـا مـــن تـقـاديــري؟
هــل يكـمـل الـبـدر فــي أولــى بدايـتـه
لايــكـــمـــل الــــنــــور إلا بـالـمـعــايــيــر
أنـــــا وربـــــك لـــــي قــلـــب وعــاطــفــة
تاها على الـدرب فـي أوج الأعاصيـر
هـنـاك فــي مـرفـأ الأحــلام قــد وقـفـت
زوارق الشـوق فـي أقسـى مشاويـري
يـسـري الخـيـال إلــى أحـضـان فـاتـنـة
كـسـرت بــاب القـوافـي بالتقـاريـر !!!
أحيـا علـى الوهـم والإقصـاء يبعـدنـي
عــمـــن أحـــــب لأشــقـــى بـالـمـقـاديـر
لا أنــــدب الــحـــظ إلا حــيـــن أرمــقـــه
ونظـرة الـبـؤس وخــز مــن مسامـيـري
قلبي على أمل الماضي يـذوب هـوى
والحاضـر المـر فـي لسـع الدبابـيـر!!
أواه مـن قسـوة الماضـي وقــد فتـكـت
عواصـف الشـوق عـمـدا بالمشاهـيـر
تبعـت بالشعـر مـن اجـل اللـقـاء بـهـا
فـراشـة الحـقـل تـاهـت عــن ازاهـيــري
فـحــال دونـــي مـــا استبـقـيـت اتـبـعــه
اشـعــار حـبــي فـــي بـحــث الاحـافـيـر
تـهـديـك عـنــي ومــنــي كــــل شــاعــرة
تـطـايــرتــهــا حــــروفــــي كــــالازاريـــــر
اسـتـلـجـم الــبــوح إلا فــيـــك مـنـطـقــه
كالطـيـر يلـقـي كتـابـي مـــن تـدابـيـري
فــكــم الــيــك كـتــابــي لــحـــن اغـنــيــة
باحرف الشوق في صـدح العصافيـر
قــالــت وبـالـقــدر اعـجـابــا ينـاقـضـهـا
يــــا ســيــد الـشـعــر رفــقــا بـالـقـواريـر
شــعـــر/ مــوســـى غـلــفــان واصــلـــي

أحبك لا تسأليني لماذا

أحبك في كل شيء أراك
ولو في هواك يكون هلاكي


أحبك في كل شي جميل
أراك الوجود به من رؤاك


أحبك يا حب في كل حب
يثير بقلبي نبض هواك


أحبك حب العمي الاصم
فأين اتجهت تبعت خطاك


أحبك رغم اعوجاجك فيك
ولولا اعوجاجك ما رق شاك


أحبك في كل عيب فزيدي
عيوبك حتى يزيد حلاك


أحبك لو تأمرين بقتلي
حلالك يا من يطيب عناك


أحبك يا خمرة الثغر كأسي
سقاني الهيام بعذب لماك


أحبك يا فتنة الحسن رفقا
بموسى فليس لموسى سواك


أحبك لا تسأليني لماذا
أيسأل من بالهلاك ارتضاكّ !!؟


أحبك يا حلم لو صح حلمي
وفيك الأماني دون امتلاك


أحبك يا جنة النار منعي
فاضحت بليل الصريم سراك


أحبك مهما تجوري بظلم
علّي فحقك في الحالتين براك


أحبك مهما نقضت عهودي
ومهما وفيت ومهما ثناك


فقدمت بين يديك جميعي
أنا والحياة وعمري فداك


وكذبت نفسي فيك بنفسي
صوابا فخطأتها من غواك


بعينك عيني نظرت إليك
لحاظ فِتَاكِ قتلن فَتَاك


فصرت قتيلك يا حب إني
على الموت بايعت فيك رضاك


وقبلت فيك وفيك حياتي
فكيف يموت فتى بمناك !!؟


كأني كالميت إلاك أحيا
وأمسيت مجنون ليلى وراك


فغنى الحمام بأيك هوانا
تواشيح خدر تهادت خباك


أراك هنا وهناك كطير
يحوم حماك على مستواك


فحط الحنان شقائق نعما
بعبق العرار الزكي شذاك


فأنت الربيع بحلة صيف
تنفس منه الخريف شتاك


وأنت الورود بباقات ود
هدية حب لعيد دعاك


وأنت شؤوني في كل شأن
وعيشي الرغيد بطعم هناك


فمنك أخاف عليك ومني
إذا مات حبي دون حراك


فهل استطيع بغيرك سلوى
أمثلك , هيهات مثلي سلاك !!؟


سأبقى أحبك ما دمت حيا
وبعد مماتي فالشعر ذاك


أحاول بالوصل لكن قلبي
يكابد بالشوق جمر لظاك


لتحرق أرضي مثل هشيم
ذرته رياحك بعد جفاك


عجبت لحبيَ فيك وشعري
وهذا يراعي ومض سناك


يموت الوصال بارض تصلي
وماءك لاهٍ بسحب سماك



فكوني كما أنت شئت أبيت
أحبك في كل شيء اراك !!!


شعر/ موسى غلفان واصلي

( حلم الثريا وأوهام الثرى ))

وأرق منها في حياتي لم ترى
عيني من الحسن الذي قد أبهرا

فاقت حدود الوصف صمتا ملجما
فأمات في جوفي الكلام وأقبرا

أجهشتُ كالمجنون في توبادهِ
ونسيت نفسي بالأماكن والقرى

وضَّاءةُ الوجه كشمس ابلجت
من عمق ليل كالحرير تحدرا

ينساب من أعلى المتون مسالكا
كالسيل في كل الأماكن قد جرى

فتبارك الرحمن أحسن خالق
بالحسن ركبها البديع وصورا

ببريق جبهتها العريضة شاشة
وَمَضَتْ بعين العرض بثا أخبرا

تصف الجميلة لوحة مرسومة
ألوان طيف في انعكاس اسفرا

فالحاجبان هلال أفق قُوِسَا
في فلقتين تقاربا وتنافرا

قَتَلاَ من القوس الكحيل فوارسا
إذ ارسلت طرفا مصيبا أحورا

عينان كالبن الذي مع سُكَّرٍ
عدلا مزاج الكَيْفٍ لما أُُحْكِرَا

وصقيل سيف هندوان أنفها
مع مبسم عذب كشهد ما أرى

كالخاتم الفضي ذاك بخنصري
نفس المقاس أرى وإلا أصغرا

تتمايل الأعطاف أفلاكا على
خِصرٍ تثنى فوق عجز أبحرا

وعلى الهوينا أقبلت في سكرة
نشوى تُسَكِّرُ من لها قد أبصرا

في إثرها عقلي الذي قد غَيَّبَتْ
بخطام سحر شدني ما أدبرا

على رقة تمشي بقَدِّ مايسٍٍ
متمايلٍ الأعطاف ظُنَّ تبخترا

فإلي تحمله الهيام وصبها
خمر الأنوثة بالمفاتن أسكرا

فيها واثملني الذي جُرِعْتُه
منها المحرم أعيني طعم الكرى

فأنال مثلي مثلها ما ظنها
بحقيقة عن واقع لا تفترى

وإليك يكتبني الشعور رسالة
عبر ارتسال الشوق وصلا عبرا

وحدي ومن طَرَفِ المحبة والبقا
حلم الثريا فوق أوهام الثرى

عشقا أموت بك الحياة قناعة
ورضيتها كَمُسَيَّرٍ ما خُيِّرَا

إلا إليك تُقِلُّنِي ببساطها
كالسندباد رياح وصل قُدِّرَا !؟

أم أنه الحلم المخيف بكشفه
فوقوعه بالشر لحظة فُسِّرا !!

(( الغيوم العاقرة ))

حملت في رحم الغيوم العاقرة
حلما لتسقطة الظروف الجائرة

ما إن تعلق نطفة أملي به
إلا خسرت جنين تلك القاصرة

فاستبهتت الوان طيفي أحرفا
بكتابي الملقى بلاط الآسرة

أرضي تناديها السماء تعطشا
وتشير غاديها الرؤوس الحاسرة

فأبت وضمت وانتهت بسلاسة
عني ومني فن تلك الساحرة

فنظرت في عيني بمقلة داخلي
وسألتها نفسي فعادت حائرة

صمت السؤال إذا التقته مرارة
نطقت لواعجها الجروح الغائرة

حتى أبيت ضفاف جرح نزفه
قد فاض من اعماق كبت غائرة

أيام وعدي بالوصال تجددت
كذبا تناظرها العيون الساهرة

اهو الصباح ام المساء فحركت
أيدي الظروف ورأسها بالقاهرة !!؟

ما عدت البس ساعة من أجلها
والوصل إلا من دروب العابرة

فلقد نسيت الوقت في أيامها
أو نشرة الأخبار عند العاشرة

ما هكذا حب بربك حينما
أخلفتني وعدا وكنت القادرة

قالت فما بال العيون تحيطنا
قلت السلامة في العيون الناظرة

أمللت مني ما مللتك منزلا
بالقلب يا قلبي وروحي الشاعرة

هيا اعجلي كالبرق عادتك التي
مثل الغزالة في الخطوب النافرة

ليت العيون حقيقة في قولها
لشكوتها بالظلم حالي العاثرة

لست ابن مداح لأبكي سلما
يوم الفراق أحبة بالطائرة

إلا مرور كرام لغو اتقي
عن كرة الأشواق أخشى الخاسرة

ولذا سأنظر في وصالك ذمة
لكن قلبي قد يراك الماكرة

فاغلولقت بالصمت انفاس المنى
واعشوشبت بالصبر روحي العاطرة

صب الهيام على اصطبار جميلة
في رجع بوح من نمير الخاطرة

ما حال صبح لابن عامر أعينا
وخلافة الزهراء أضحت زاهرة

كوني كما أنت السراب بأعيني
وحقيقة الحب المبطن ظاهرة

حبي القديم وحاضري الآتي به
سيظل في لغة القريض الزاخرة

تلك العظيمة والعظيم بنبضها
قلبي المجدف في البحور الغادرة

أسعى إليك لعل يوما اهتدي
ميناء وصلك بعد بدء الصافرة

فأنا على طلب الوصال محاولا
عذرا أرى يا هل ترى في الآخرة !؟

(طيف أشعاري)

إنما الأشعار كالطير الكفاتِ
قد أتت مأمورة دون التِفَاتِ

للذي يختالها في كل متنٍ
واستوت بالعجز من عذب اللغاتِ

فاستطابت أسطرى مبنى ومعنى
تجذب الأذواق من كل الجهاتِ

طيفها الشعري في سبعٍ تراءتْ
كالرياض المنتهى بعد الشتاتِ

فتراها في قُرَاها مثل شمسٍ
قد أضاءت بالمدى خدر البناتِ

تلكم الأشعار في قيس الأماني
تطرق الأبواب عن ليلى الفراتِ

وعلى ركب الهوى يا نهل أمضي
حاملاً شعري على كف النحاةِ

في ضلالاتي التي ما كنت أُهدى
ُوَصْلَكِ الموعودَ من بعد الفواتِ

أعذب الأشعار كالأوتار وزنا
بين رست وححاز وبَيَاتِ

من مقامات على عود تغنى
عزف زرياب بالحان الهواة

طيف أشعاري على نظم القوافي
أعذب الأشعار من مُرِّ الحياةِ !!

هكذا يمتاز بالإبداع شعرُُ
في خلود الذوق من بعد المماتِ

وتسالني ،،،،

عن الأشعار تسألني واسألها
عن الأشواق قالت أين ديواني !!؟

فقلت لها فمن عينيك اشعاري
وديواني وتهيامي وعنواني

وكل الحب في الدنيا وزينتها
حياتي أنت يا قلب ابن غلفان

ولون الحسن والأنثى التي سكنت
بها روحي ومرتاحي وتحناني

ويا أنت الهنا والسعد ذوبني
ويا أنت الشعور العذب اشفاني

فموسى أنت غيمته وجنته
وهل ظل يرى من دون أغصان !!؟

(دائرة المعاني))

طرقت من الصبابة كل بابِ
طرقتُ وصمتُها بعض العتابِ

تبعت جوابها الشافي سؤالا
كسقيا الغيث من غير السحاب

أراقب بالحياة الصب يا من
وجدتُ إيابَها صنو الذهابِ

أليس الحب دائرة المعاني
يفسّرُ رسمُها كُنْهَ الجوابِ !!؟

عجبت لمنحنى عمري ، لماذا
كتابي قد تعذر عن خطابي

أ نهلة حبي الباكي دموعٌ
من الأحزان في سيل العذاب

كماء بالحياة أرى ربيعا
تفتحها الزهور على اجتذابي

بواحة راحة بحثت طويلا
أ يهدى في الضباب على السراب

خذي قلبي فعقلي مستردا
لعل برجعه بعض الصواب

فرفقا يا معذبتي وإلا
رميتُ هواك في أوج اضطرابِ

أ هنت عليك يا حبي لهذا
بوجه الحب قد أغلقتِ بابي !؟

قطعتٍ الوصل من كل اتجاهٍ
وأبقيتِ الهوى خلف الحجاب

أذنبي أنني في الحب قلبٌ
أسير هواك بالنبض المهاب

جزاك الله بالثلث المسجى
على قدر العقاب من الثواب

جنون القصة الحمقى سطورٌ
ويبقى الفهم من فتح الكتابِ

حروف الشعر يا نهل استغارت
معين الماء في طلب الطناب

انا صمت المشاعر في احترام
فهل يمحو النوى سر اغترابِي !؟