أجمل الكتب
طبعا الكتب الجميلة كثيرة في الأدبين العربى والانكليزى . ولكن من تجاربى الخاصة ، في الأدب الإنجليزى ، أن أحاول قراءة الكتب الجميلة التى سبق أن قرأتها ، لأن لى معها ذكريات حلوة لا أنساها . وأقتنى الكتاب وأشرع في قراءته للمرة الثانية . ولكنى ما أكاد أقرأ صفحة أو صفحتين حتى أشعر بالملل . إذ أن كل المواقف المؤثرة التى أتذكرها تعود وتكون ماثلة أمامى . ويزيد أسلوب الكتاب من قوة تذكرها في خيالى فتقل شهيتى فى إعادتها مرة ثانية ، فأترك الكتاب وأؤجل مواصلة قراءته . وكلما أجلب كتابا آخر من أشهر الكتب أمرّ بنفس التجربة فأهجره ولما بلغت من قراءته بضع صفحات وأحيانا بضع فقرات ! استمر هذا الحال زمنا إلى أن فكرت فى إعادة قراءة الكتاب العالمى " دون كيشوت " فأثبت لى لأول مرة أنه ليس كل كتابٍ سبقت قراءته لا تستطيع إعادة قراءته مرةً ثانية . واتضح لى أن العنصر الفكاهى هو أكثر ما يستمر يجذبنى في هذا الكتاب ! إن فى شخصية دون كيشوت جوانب عديدة منها حبه وشغفه بالعدل وإنصاف المظلومين ، وعشقه لمساعدة الضعفاء ، وشجاعته الفذة وتضحيته بروحه في سبيل مناصرة المظلوم وإعادة الحق له ، وجاهزيته لقتال كل ظالمٍ قاسٍ يغتصب حق المغلوب على أمره..ورغم أن هذه خصال نبيلة وعادلة ومنصفة فى شخصيته الفريدة فإنه هو ورفيقه وخادمه المسكين لا يخلوان أحيانا من التهور الذى يصل إلى درجة تعرضهما إلى الضرب المبرح من قبل عصابات وفتوّات قساة القلوب يغلبون الفارس المغوار " دون كيشوت " بكثرة عددهم فقط لا بشجاعتهم . ويشاركه رفيقه وخادمه المسكين أيضا في المعاناة من ويلات هذه المواقف الصعبة المحزنة لقارئ الكتاب ! وعموما فإن الظرف والجانب الفكاهى فى شخصية " دون كيشوت " هو ما يظل يجذب القارئ طيلة أحداث الرواية حتى وإن كان يقرؤها للمرة الثانية !
شكراً لتسليط الضوء على كتاب دون كيشوت وشخصيته
لكني أرى أنه من الأجدى قراءة كتاب آخر بدل إعادة قراءة
كتاب ما ، إلا إذا كان من الأهمية الكبرى لذلك
بوركت وتحياتي