...كلماتهم لا تُنسى
.
**كلمات يقولونها ويخلدون ...تُعجب أسماعنا وتروّي حاجة نفوسنا إلى كمالات نحبّها ...
..كم قرأنا على طلّابنا أنّ خليفةً مسلما في دولة العزّ الواسعة ...كان يقول للغيمة : " اذهبي اينما شئت ..فسيأتيني خراجك وأنّه أرسلَ رسالة الى ملك الروم " من هارون الرشيد الى نكفور - كلب الروم - أمّا بعد ...فالجواب ماترى لا ما تسمع …" ………...ونُدهَش حين نعلُم أنّ نكفور بعد هذه الكلمات القليلة يقبل بدفع الجزية لدولة الإسلام ………..!!
..كم أعزّنا هذا الإسلام ….!!..وبدونه دولنا كثيرة وصغيرة ....!
..ونسمع عن قسَم محمد بن القاسم " لأطأَنَّ تراب قصره بقدمي هذه " ………...يعني قصر امبراطور الصين …..وللكلام روح هي روح قائلها ….فيسمع امبراطور الصين في الكلام صرير حزمهم وأصوات عزّهم ويقبل بدفع الجزية ويرسل له من تراب قصره في وعاء ......ليبرّ القائد العظيم بقسمه ……
……...كم نكبر بهذا الإسلام ……..وكم نصغر بدونه …….
...ويأتي اليهود الى السلطان عبدالحميد ...يريدون شراء فلسطين بالذهب ويهدّدونه بإفلاس خزينته …" ويقول لهم :" تموت الحرّة ولا تأكل بثدييها " ……….وبعد هذا المقاتل العظيم بقليل أخذوا فلسطين بلا ذهب ……...حين تمزّقتْ غلالة الإسلام عنّا وذهبَ حياؤنا ……
.
وأحاط الّلنبي -جنرال الإنجليز - القدس قبل مئة عام ....وطلب الإستسلام من الرجل الحُرّ عبدالقادر الحسيني ..فيقول له : واللهِ لا تدخلونها إلّا بدم ..................وما معه لفداء القدس بعد انتهاء العثمانيين وغياب العرب الّا ألفان من المتطوعين ....وماتوا جميعهم ....وفعلاً ..دخّل الإنجليز القدس على دمائهم ....
...أحسُّ بعزّ وأنا اسمعُ أصوات موتهم وتكبيرهم ...أكثر من عزّي بالنصر ...!
..وأذكرُ عمر المختار ...وهو على المشنقة ..يقول له شانقه ..أنا أعجبُ منك : لماذا تبتسم ,,,ويقول : فاليوم بدأتْ حياتي …!!.
...وحقا : لا تبدأ حياة المجاهدين إلّا عند الله ….وأمّا حياتهم مع الإنسان فهي صراع لظلمهم وكفاح
..وأذكرُ صلاح الدين وهو يمشي عابسا ..ويقول له أحدهم : أيها السلطان ..ألا تضحك ..يقو ل :"والله إني لأستحي أن أضحك والقدس محتلّة ….!!.. ويوم صعد المنبر وقبل أن يخطبَ خطبة الفتح ,,,نظرَ الى مَن سأله عن عبوسه وضحك وقال …….أمّا الآن فأنا أضحك ……
...الأحرار يعيّرون نفوسهم إذا انهزموا ..لا ينتظرون مَن يعيّرهم وهم يعرفون -أزال عارُهم أم لا …...
…..وأذكرُ عمر بن الخطّاب وهو يقول لأمعائه يوم المجاعة …وقد سمع أصواتها من كثرة ما أكل من الأدَم والملح " قرقري فوالله لا تذوقين اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين "......
..قال:...وهنا أنا أنتحي جانبا ...أشعر بالبكاء وأنا أراقب أيّام الجوع مع كثرة اللصوص ..والذل وأنا أعيش مع المهزومين ..والقهر وقد داسنا الظالمون …………...أبكي وأنا أبحث في الطريق عن الإسلام الذي أنطق هؤلاء …وأخرَجَ خيرَهم وصاغ عزّ نفوسهم ………..الأبطال هُم مَن يكتبون سطور كتبنا ..ونحن مَن نقرؤها ...إلى أن نموت ..لنتعلّم كيف نحيا في الضياء ....!!..والسلام في أرضهم وسماهم
.
.
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي .