وجهة نظر تتسم بغموض وخصوصية قائلها
للأصمعي مبرراته التي لا تنطبق على الشعر والشعراء بشكل عام
شكرا وتحياتي
شكرا لك أخي الأستاذ مدحت رياض:
وجهة نظرك محترمة ،و كما نعرف جميعا فالأصمعي لا يتحدث من فراغ ،فهو يعرف الشعر معرفة كبيرة ،فهو كان راوية ،و ما ينم عن ذوقه فيه مختاراته الشعرية "الأصمعيات".
أتساءل فقط ،هل كان يعرف الأصمعي بأن كلامه هذا عن الشعر هو كلام غامض؟ و إذا كان يعرف ذلك بالفعل فما الغاية من التحدث إلى المتلقي بكلام غامض؟
محبتي أخي الكريم.
ربما قصد من الضعف القيود الشرعية التي تقصّ أجنحة القصيدة وتحدّ من تحليقها الفاحش
هي رؤية ركيكة لا تتعدى حدود قائلها، وقوله لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به
لكلّ شيء باب والخير باب الشعر النافع والخالد!
شكرا لطرحكم القيّم والمهم
الأستاذة هديل:
هذه ملاحظة دقيقة منك أغبطك عليها ،و لذا سأعتبرها جزءا من موضوعي.
وتسلمين أختاه.
لجأ الكثير من الشعراء في كلّ العصور من الجاهلي وحتى عصرنا هذا وإن خفّت لهجته ،إلى الهجاء وقول الشعر المجانب للأخلاق الحميدة من مفردات نابية وفاحشة ومبتذلة تأنفها المسامع وتجلب لصاحبها الشر والهلاك ،وقد نشبت حروب بين القبائل وقتل شعراء بسبب قصائدهم أو أبياتهم اللاذعة أو الخليعة وهناك الكثير من الشعراء من كان الناس يخافون من هجائهم ويبتعدون عنهم ،مثل بشّار بن برد والسليك بن سالكه وحمّاد عجرد والقائمة طويلة لذلك حسب رأيي أن الأصمعي قصد هذا الشعر الجالب للشر ولم يقصد الشعر العفيف .
تحية طيبة لك أستاذنا و أخانا ناظم:
إذا كان الأمر كما جاء في ردك الكريم ،فأين تكمن قوة الشعر في الشر؟و أين ضعفه في الخير؟
أنا سأبدي لك رأيي في قوة الشعر و ضعفه،فالشعر يتحقق حسب رأيي ليس في مواضيعه كالهجاء و الفخر مثلا ،و إنما يتحقق بالطريقة التي نقرضه بها ،فالشاعر يكون قويا في الشعر و هو يتحدث لنا عن عصفور فوق غصن،و قد يكون ضعيفا و هو يتحدث لنا عن معركة ضارية نشبت بين جيشين عدوين.لماذا توسل الشعر بالتصوير و الاتكاء على عنصر الخيال و توضيف المجاز و الاستعار،و الآخر مثلا اتكأ على التقرير و ترك الخيال وراءه ظهريا و لا يعلم ان الشعر إنما هو تصوير أولا و قبل كل شي.
التحيات الزاكيات مولانا.
كل إنسان يتأثر ببيئته وعصره والسقف المعرفي لذلك العصر
وهذا ما دفع الأصمعي لإبداء ذلك الرأي الذي نختلف معه فيه بالتأكيد لأن معطيات عصرنا تختلف عن القرن الثالث لهجري الذي عاش فيه الأصمعي
أخي المحترم الأستاذ سمير عودة:
يبدو أن الخير و الشر مفهومان أخلاقيان لا يمكن أن يؤثر فيهما الزمن من حيث تضادهما ،و لذا هما سيمكثان ما بقي الزمن،إلا أن السؤال الذي ينبغي طرحه هو:
هل سيبقى الشعر كما في نظر الأصمعي مرتطا في قوته بالشر و بضعفه في الخير أم أن هذا الارتباط سيتغير ؟و إذا تغير فكيف سيتم ذلك؟
شكرا أخي سمير.