قرأت هذه الدراسة المتمكّنة للناقد الأستاذ عمر مصلح ..دراسة كان فيها الأستاذ تارة شارحا ومستدلّا بمؤيدات وأخرى معلّقا وقد اكتسبت منهجيته في هذه الدراسةمعرفته الدقيقة بالقصيد وماهيتها ...وهي معرفة تعدّ من أهمّ المنطلقات المنهجية في الدراسات النقدية وقد جاءت ناطقة بسعة معرفة والمام لباحث محقّق في فنّ الشّعر...ولاغرابة أن يستأثر القصيد انشغال باحثنا سي عمر فالشعر مازال يطرح أكثر من سؤال ...وشواغله كثيرة قد أثارها أرسطو في كتابه "فنّ الشّعر" الذي تناولته ترجمات عربية حديثة ..ومازال الى اليوم يعتري مسارات هذا الفنّ تحولات ونظريات جمّة ..وكل الدراسات الواردة حول فنّ الشّعر عملت على رصد مقاربات لأجناسه المقفى العمودي النّثري ومختلف سياقاته ...وقد ختم باحثنا دراسته القيمة بهذا التساؤل مفجّرا بها قضيّة تعريف الشّعر ...فهل هو الكلام المقفى الموزون الذي يعترف بما يسميه البعض بإكراهات الشعر وأعني البحور الخليلية ...يقول سي عمر(فيا سادتي ليس كل المنظوم شعراً، فبعض النثر أعمق توصيلاً ودلالة من النظم، وهو شعر بالتأكيد.
ولنضرب مثالاً على البيت التالي :
هِرّي هِرّي***مثل النمرِ
كلام موزون ومقفى أيضاً، ولكن أسألكم بالله وبالفراهيدي، هل هذا شعر؟.
كل هذا ثانياً، وأما الـ أولاً هو أن (الكلمة الطيبة صدقة) والكلمة هذه تنظوي تحت لواء الشعر. )وقد ألحّ بطريقة ذكية على اللّذة الشعريّة في الشعر وهو بهذا يفتح مجالات بحث في جوهر القصيد وماهيته باعتماد النص الشعري الحديث والقديم منه وامتداداته ...شكر ا سيدي لهذا البحث القيّم الرّصين