يا لجمال هذه اللوحة الفنية التي رسمت بريشة فنان محترف..
لوحة تعددت فيها صور التأويل..وتحركت معاول الدلالات على قيمة الأرض والإنسان..
كل رسمة فيها ترمز لصور حياتية معاشة منذ زمن وما زالت..
الأوان فيها باهتة تدل على نوعية الرمزية التي توحي بها اللوحة..
فاللون البني يدل على الأرض
واللون الرمادي يدل على ضبابية الأوضاع
واللون الأسود نكت سوداء تعيشها الأمة
واللون البيج الذي يميل للإصفرار يدل على الجفاف والذبول
أما ما تحمله الصور من دلالات فهي كثيرة
للولد رمز الأمة التي يعتريها الحزن الظاهر في العيون..والعيون الحزينة إنما هي المفكرين والعاملين على التنظير لهذه الأمة والتي تنظر بعين الألم على أمة آلت أوضاعها للغربة وباءت تعض على أبنائها في أماكن مختلفة كغرباء عن الوطن..لم تعد تستطيع حماية أبائها من الضياع والغربة..أصبح التشتت يغزوها في كل شيء..
في اللوحة رسمت عدة عيون بعدة اتجاهات..منها ما يظهر فيها الحزن ومنها نظرات عادية باتجاهات مختلفة تدل على غرباء خارج حدود بلادهم..وللعيون برأيي عدة تأويلات..العيون تعني أبناء الأمة المشتتين في كل مكان..ودليل الغربة والوجع خارج حدود الوطن..
ودليل آخر ..أن هناك أطماع عدة من دول مختلفة على أمتنا العربية والإسلامية بهدف الإستيلاء على مواردها وكنوزها ومنها النفط إلخ ..وتعني العيون أيضاً دراسات مختلفة في كيفية تمزيق أواصر هذه الأمة باختلاف أجناسها..عيون كثيرة تدل على دول عربية وإسلامية متعددة يسقط عليها تنفيذ التمزق وتفرقة أبنائها..
صورة الشخصية تظهر وراء أكوام من الحجارة بألوان مختلفة..وهذا يدل على تعدد المحن والإبتلاءات وتنوع المعاناة التي يعيشها أبناء أمة ..وما زالت أكوام الآلام والمحن تعترض طريقهم..
أما وصورة الطائر وهو متجه نحو الرحيل وكأنه يخرج من اللوحة..دليل على عدم الأمان والإستقرار في البلاد..ودليل على الإضطهاد وعدم الحرية..وكثرة الجوع ..لأن الطائر يخرج من المكان الذي لا يجد فيه لقمة العيش ..ويخرج لعدم الأمن والسلام..
وطريقة رسم الطائر تدل على جوعه الذي هو من جوع الشعب...
في اللوحة توجد عين وكأنها مدفونة تحت التراب أو الصخر..وهذا دليل على كثرة الأموات والشهداء الذين لقوا حتفهم نتيجة الحروب الموجودة على أرض الواقع في أمتنا الحزينة...
نأتي لصورة الأشكال الهندسية الموجودة بألوان البني والرمادي والبيج..رأيتها وكأنها خرائط البلاد ..إحداهن باللون الرمادي هي فلسطين..ومرسومة على الجانب الأيمن..متطرفة ..وكأن القضية تعارك الحياة لوحدها..مشتتة عن باقي الأمة..وأصبحت أولوياتها في الأخير ..بمعنى وضعها على الرفوف دون عناية وبذل الجهد لنصرتها...
الدول متشتتة متمزقة لا رابط بينهم ..كلّ يعيش على ليلاه..لا وحدة ولا تعاضد ولا رباط...
وأما صورة الشخصية الموجودة ..قرأت فيها ملامح مختلفة من عدة جنسيات..الإفريقي بالشفتين..والصيني أو الياباني والباكستاني في العينين..والشعر في ملامح شرقية ..إلخ
وهذا دلالة على تعدد الجنسيات التي تعيش في نفس الأزمة ونفس الوضع من الإضطهاد والقهر...
أما الخطوط الموجودة في وجه الشخصية يدل على تجعيدات من أثر عثرات الزمان وما لحق الأمة من انهزامات وانكسارات..دليل على المعاناة التي أثرت في جسد الأمة..
.
.
المبدع الرسام الفنان
أ.سائد ريان
قرأت اللوحة بعيون الجمال والسحر
لما فيها من إبداع لا ينتهي
جسّدتم الواقع بطريقة فنية راقية لا يقدر عليها إلا محترف يعرف أين يضع فرشاته وكيف يستعمل ألوانه بما يتلاءم مع الواقع المعاصر اليوم..
لوحة ماسية يجب أن توضع في كل معارض العالم ..لما تحت أجنحتها من صور وقراءات لم تكتشف بعد..
وربما يكون لي عودة لتوسعة البحث بين نقاطها الإبداعية المتراكمة..
لا أقول إلا وفقك الله لنوره ورضاه
وزادكم علماً لا ينتهي وسحراً لا حد له في تعليق لوحات جمالية في الذاكرة
دمتم وهذا الجمال والسحر يضيئان سماء الفينيق
أصفق لهذا الفن الراقي بحرارة
سلام الله
كنتُ قد ممرت ذات زيارة لمتحف الون مع فناننا وكان هذا انطباعي
تتكىء اللوحة على رمادية غالبة
وفي عمق هذي الرمادية عيون بيضاء
هو البياض الحاضر رغم الاعتسافات ورغم قتامة الاجواء
عيون تحرس تتوزع في كل نقاط الفضاء: فضاء اللوحة
كما المداد ، اللون يعكس جوانياتنا وينعكس فينا بديلا لما في هذي الجوانيات
لحظات الوجع / والعيون في اللوحة ، تعكس هذا الحزن/ أقول لحظات الوجع :قصيرة
وحبلها ينقطع عند باحات القلوب البيضاء
هكذا قرأتها هذي اللوحة