إن كنت فارقت الحياة فذكرك
مازال في لغة الزمان يزمجر
.....................................
إن كنت غادرت الديار فحسبها
بعد الفراق بلوعةٍ تتحسر
................................
إن كنت للأحباب يوماً راحلاً
فمصابنا جللٌ عليك وأخطر
...............................
لله لم ترحل ومكة ضلها
فهدٌ وطيبة بالوفاء تكبِّر
...............................
كم قد فنيت العمر تسعى جاهداً
في خدمة البيت الحرام وتسهر
..................................
وشيدت بالعمران أركان الهدى
عمَّ المدينة والحرام يخبِّر
...............................
أشرقتَ كالشمس المضيئة نورها
ملأ الوجود وضؤوها كم يبهر
...................................
فأعنْت من حلَّت عليه نؤائبٌ
ووفيت مانصبوا إليه وننظروا
................................
حققت يابطل الجزيرة آيةً
وحفظت دستوراً يُعز ويُنصروا
....................................
يافهد لم تنس الرياض حضارةً
فاقت على كل العصور وتبهر
................... ..
يافهد أوطان العروبة عمّها
حزنٌ وكاد فؤادها يتفطر
.............................
أيتامهم هجروا المضاجع نابهم
قلقٌ ودمع عيونها يتحدر
...........................
واستلهموا عهد التسامح والوفا
وتذكروا رجل السلام يبشر
.............................
يافهد ياملك العروبة قائداً
سستَ الأمور بحكمةٍ تتدبر
..............................
وكأن ميلاد الخلافة عائدٌ
يحيا كما قد كان يحيا ويشعر
.............................
إن كان قد ضمَّ التراب رفاتك
فآثار صنعك في البرية يظهر
...............................
فأسلم لتاريخ العروبة قائداً
يمضي على النهج القويم يُسطر
..................................