عندما يسير سكان المدن فى الطرقات التى تخترق الريف والمزارع تجدهم يعجبون بالحاصلات الزراعية – وهم يعلمون أنها تخرج من الأرض – ولكنهم قلما يعيرون التربة التى تنبتها جانبا من الاهتمام . وعلى نقيض ذلك يهتم الممتازون من الفلاحين والزراع بأنواع التربة وخواصها . ولو أننا لا نتوقع من الغالبية العظمى منهم أن يقوموا بدراسة علمية لمادة التربة التى يتوقف عليها كسبهم ومستوى معيشتهم .
والتربة عالم يفيض بالعجايب . ولكنها عجائب لا يسطيع أن يصل إلى كنهها أو يكشف أمرها إلا العلوم والدراسة العلمية..ولذلك فإننى أحب أن أشير هنا إلى خواص التربة بإيجاز . وأنا واثق من أن القارئ سوف يتفق معى من أن عالم التربة ملئ بالعجائب كما أنه سوف تروعه تلك العلاقات المتشابكة العديدة التى لايمكن أن تمت إلا عن تصميم وإبداع..ولا شك فى أن ذلك سوف يقود القارئ إلى التفكير فى المبدع الأعظم ! فلننظر إلى التربة لكى نرى كيف تنتج من عوامل التعرية . وقد قسمت هذه العوامل إلى أقسام . فهنالك الطبقات المتخلفة السفلى تعلوها الكتل المتخلفة ثم تأتى فوق ذلك طبقة التربة . وجميع هذه الطبقات السابقة تنتج من عملية التفتيت والتكسير التى تسببها عوامل التعرية .
.
( وللحديث فقرات إضافية ).
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 04-11-2022 في 09:39 PM.