كانت تجلس على حافة الفراش،
تعيد ترتيب بعض الرسائل التي تحتفظ بها في صندوقٍ من النحاس المزركش بالألوان والحفر..
فجأة،
رأته هناك قبالتها على الشرفة،
يجلس في مقعده الخشبي الهزاز..
وبيده غليونه الذي لم تعد تعرف على وجه الدقة هل فيه بالفعل نوع من الدخان، أم أنه لم يشعله من الاساس..
عند الغروب،
كانت تمشي على شاطئ البحر،
تضع السماعات في أذنيها،
وتأتي بحركاتٍ كما يبدو تتناغم مع اللحن الذي تستمع إليه،
وهي مغمضة العينين..
الشمس تتشبث بآخر حصن لها من الأفق،
والبحر يفتح فمه الوحشي، والدماء الأرجوانية تسيل..
بعد منتصف الليل جلست في حجرتها المظلمة،
ولا ضوء يبدو في المكان إلا هذا الضوء الخافت المتسرب من الهاتف الذي تضمه بيدها الراجفة إلى أذنها المتلهفة..
الغارقة في الإصغاء..
وعيناها مغمضتان برقةٍ، كمن أغلقتهما على حلمٍ ناعم، لا تريد له أن يتسرب من بين رموشها..
الساعة الآن السادسة مساءا..
في مقهى على ناصية الحكاية،
كانت تجلس ومطر الدمع يبللها..
كانت الريح تمضغ ثوبها بنهم..
ولا تنظر نحو النافذة، كمن لا تنتظر أحدا ولا شيئا..
أو كمن كانت تمتلك الكون منذ قليل ثم سُرق منها، أو خسرته في لعبة قمار..
كانت تجلس على حافة الفراش،
تعيد ترتيب بعض الرسائل التي تحتفظ بها في صندوقٍ من النحاس المزركش بالألوان والحفر..
وتستمع إلى موسيقى السيمفونية الحادية عشر..
حين دخل طفلها الصغير وارتمى في صدرها..
التوقيع
ضاقت السطور عني
و أنا..فقط هنا
نشيد جنازتي..يشجيني
كلاهما غارقاً في أحلامه بعيداً عن الآخر
هي تعيد ترتيب أوراقها وذكرياتها لتعيش لحظات الفرح كما كانت ولحظات الحزن بوجعها وألمها
وهو يجلس في مقعده الهزاز وبيده غليونه سارحاً للبعيد
ولكن عليها أن تعيش الأمل وتنظر للغد من أجل هذا الصغير
كلاهما غارقاً في أحلامه بعيداً عن الآخر
هي تعيد ترتيب أوراقها وذكرياتها لتعيش لحظات الفرح كما كانت ولحظات الحزن بوجعها وألمها
وهو يجلس في مقعده الهزاز وبيده غليونه سارحاً للبعيد
ولكن عليها أن تعيش الأمل وتنظر للغد من أجل هذا الصغير
دمت بألق
محبتي
شكرا لك جزيلا روح النبع الراقية على هذا الكرم
أحيانا تجمعنا الجغرافيا، وتفصل بيننا سنوات ضوئية من المشاعر
محبتي وتقديري وباقات احترام
التوقيع
ضاقت السطور عني
و أنا..فقط هنا
نشيد جنازتي..يشجيني
عبث الحلم : نص غارق بكينونة لغته التي جعلت الحاضر ماضيا ناقصا
وما كان يبقى معبرا عن عبثية الأحلام عندما تتغلغل في المخيلة والإنتقال
إلى عوالم أخرى قد يفسرها الواقع في لحظة يقظة .
سردية جميلة أستاذة أحلام . ودمت في رعاية الله وحفظه.
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه