مثلُ الحسينِ بكربلاءَ مُرمّلٌ
كفٌّ تطيحُ ويستمرُّ عطاءُ =هي في الطفوفِ مناقبٌ وإباءُ
هانتْ عليكَ فما رَضيتَ بذلّةٍ =تُعطي وأنتَ الباذلُ المِعْطاءُ
آليتَ إلاّ أنْ تجودَ بأنفُسٍ =إنْ كشّرَتْ أنيابَها الهيجاءُ
مِنْ كلِّ ليثِ في الوغى فتكاتُهُ = قدْ دوَنتها بكربلا الشعراءُ
سِبطٌ أبيٌّ والرسالةُ همُّهُ =كفّاهُ للدينِ الحنيفِ فداءُ
بينَ النبوةِ والإمامةِ ينتمي =يشدو بهِ الأصحابُ والأعداءُ
مالي إذا ذُكرَ الحُسينُ تشُّدُّني=نحو العراقِ مواقفٌ وسخاءُ
ستظلُّ يذكُرُكَ الزمانُ ولمْ يكِلْ =حتى كأنَّ بيانُهُ إحياءُ
بُهِتَ الرَّدى فاسْتلَّ رُمْحاً آخراً =حتى كأنَّ سِلاحَهُ إصْغاءُ
إلّاكَ لنْ تحيا شريعةَ أحمدٍ =فتزاحَمَتْ مِنْ أجلِها الشّهداءُ
لولاكَ يستجدي الزمانُ مناقِباً =أنتَ الدّواءُ وهَلْ سِواكَ رَجاءُ
حاءٌ غدتْ للناسِ منبرَ أُمّةٍ =والسينُ كانتْ للسَّما أنباءُ
والياءُ في شرعِ الجهادِ عقيدةٌ =والنونُ في سُننِ الحياةِ عزاءُ
فتَظَلُّ يتبَعُكَ الزمانُ ولمْ يَجدْ =إلاّ إباءً ليسَ فيه فناءُ
إنّ الجهادَ متى يكونُ بأُمّةٍ =ما عاثَ في أوساطِها الغُرباءُ
حتى ابتدأتَ بكربلا متفانياً =كي لا يمَسَّ المُسْلمينَ بلاءُ
هَوَتِ الطُّغاةُ وأنتَ مَجدٌ خالدٌ =في كلِّ دارٍ مَعْلمٌ وضّاءُ
وتعيشُ تستسقي العقيدةَ أنفُساً =إنَّ العطاءَ لغيرِها إجفاءُ
ولِكمْ بذَلتَ مِنَ الدّماءِ سَجيّةً =في الطّفِ يرويها الرّدى وقضاءُ
إنّ الدِّماءَ إلى العقيدةِ شُعلةٌ =هي في الجهادِ خريدةٌ عَصماءُ
ولكَمْ تعجّبَ غاصِبٌ ومُكابرٌ =وتصاغَرَتْ في كُنهِكَ البُلغاءُ
ذُهِلَتْ صروفُ الدّهرِ واسْتَحْيا الرّدى =مُتراجعاً وكذلِكَ الغبراءُ
وكتائبُ الطُغيانُ نُكِّسَ رُمْحُها =وأُميةٌ في سَعيها خرقاءُ
لمْ يبقَ شيءٌ في الطفوفِ مُسالِماً =لِيَلوذَ في أركانِهِ الطُلقاءُ
لمْ تبقَ مِنْ سُننٍ بعهدِ أميّةٍ =تركوا السّبيلَ وغيّروا ما شاؤوا
القتلُ والتشريدُ يَشهدُهُ الورى =والأرضُ والتاريخُ والأرزاءُ
واجتاحَتِ الإسلامَ غيمَةُ حاقِدٍ =وتلَوّعَتْ مِن نارِها الغَبراءُ
يا بئسَ ما صَنعَتْ يداكَ بأُمّةٍ =وفَعَلْتَ ما لاتفعَلُ الحَرباءُ
فلإنْ حَكَمْتَ فلا لأنّكَ عادلٌ =ومِنَ العطايا طعنةٌ ورياءُ
ومِنَ الشماتةِ أنْ تعيبَ على الفتى =لتقولَ ما لا قالتِ الجُهلاءُ
حقدٌ وتدليسٌ بسُنّةِ أحمدٍ =واللعنُ والتشريدُ ليسَخفاءُ
إنَّ الضّغائنَ سُنّةٌ أُمويةٌ =ما آنفَكَّ يَسْجِرُ نارَها النُّدَماءُ
آمَنتُ في نهجِ الوصيِّ وآلِهِ =سارَتْ عليهِ بكربلا السُّعداءُ
مثلُ الحسينِ بكربلاءَ مُرمّلٌ =وعيالُهُ رَهْطُ الهُدى سُجناءُ
الصّابرونَ الصّامدونَ بكربلا =ما راعَهُمْ جيشٌ ولا هيجاءُ
بيضٌ الصّوارِمِ والقُلوبُ مَدارِعٌ =هي للحسينِ ذَخيرَةٌ وفِداءُ
ولِمثلِهِمْ سَجدَ الزّمانُ مُرَدِّدا =إنَّ الكُماةَ بمثلِهِمْ ما جاؤوا
وَلِكمْ تكالَبَتْ الطُغاةُ لدَفنِهِ =إنَّ الرجالَ بكربلا أحياءُ
هذي رسالاتِ الحُسينِ فهل لكمْ =قلْبٌ ، بأنَّ نجيعَهُ إمْضاءُ
وَهَبَ الأواخِرَ عزّةً ورسالَةً =وبذِكرِهِ يتقدَّمُ الشُّهداءُ
أبو حسين الربيعي – دبي 3/3/2023 – 10 شعبان 1444 هــــ
الكامل