فلسطين.. الأصل اللغوي، ومذاهب الإعراب، وكيفية النسبة إليها
(1)
هذه رحلة لغوية في مصادر متن اللغة مع هذه الكلمة التي تمثل للمسلمين وللعرب وجعا يعلم الله تعالى وخده متى سينتهي!
هاكم الرحلة!
(2)
1- "العباب الزاخر" للصاغاني
فلسط: فلسْطين ويقال: فلْسْطوْن: بلْدةّ من كورِ الشامِ.
والعربُ في إعرابها على مذَهبينَ: منهم من يقول: فلَسْطين ويجْعلها بمنزلةِ ما لا ينصرفُ ويلزمها الياءَ في كل حالِ، فيقول: هذه فلسْطين، ورأيتُ فلسْطينَ، ومررتُ بفلسطين. ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعلُ إعرابها في الحرف الذي قبل النونْ فيقول: هذه فلسطون، ورأيتُ فلسطينِ، ومررتُ بفلسطين، والنون في كل ذلك مفتوحة.
وهي كلمة روْميةّ، قال عديّ بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع:
فكأنَّي من ذِكْرِهمْ خالَطتْني... من فلَسْطين جلْسُى خمْرٍ عقاَرُ
عنّقتْ في القلالِ من بيتِ رأسٍ... سَنواتٍ وما سبَتهاْ التجَارُ
والنّسْبةُ إليها: فلسْطي، قال الأعْشى:
متى تُسقَ من أنْيابها بعد هجعةٍ... من اللْيلِ شرْباً حين ماَلتْ طلاتهاُ
تخَلْه فلسْطياً إذا ذَقتَ طعْمه... على ربذَاتِ النيّ حُمْشٍ لثاتهاُ
وروى أبو عبيدة:"تقلهُ فلسْطياً"، ويرْوى:"على نيراتِ الظلْمِ".
وقال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةّ بن عامرِ بن هرْمةَ:
كأس فلسْطيةّ معتقةُ... شجّتْ بماءٍ من مزنةِ البلِ
2- "تاج العروس من جواهر القاموس" للزبيدي
ف ل س ط فِلَسْطُونَ، وفِلَسْطِينُ، وقد تَفْتَحُ فاؤُهما، كَتَبَهُ بالأَحمَرِ؛ لأَنَّهُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ هنا، وهو رَحِمَه الله تعالى ذَكره في ترجمة طين، وقال ابنُ بَرِّيّ هناك: حَقُّها أَنْ تُذْكَر في فصلِ الفاءِ من باب الطَّاءِ لقولِهِم: فِلَسْطُونَ فتأَمَّلْ.
كُورَةٌ بالشَّامِ. في نورِ النِّبْراس: هي: الرَّمْلَة، وغَزَّةُ، وبَيْتُ المَقْدِس وما وَالاَها. وفي النِّهايَةِ هي: مَا بَيْنَ الأُرْدُنِّ ودِيارِ مِصْرَ وأُمُّ بِلادِها بَيْتُ المَقْدِس. وفِلَسْطِينُ: ة، وقيلَ: مدينةٌ بالعِراقِ. وفي التَّهذيب: نُونُها زائِدَةٌ. وقالَ غيرُه: بَلْ هي كَلِمَةٌ رُومِيَّةٌ.
والعَرَبُ في إِعْرابِها عَلَى مَذْهَبَيْنِ، منهم: مَنْ يَجْعَلُها بمَنْزِلَةِ الجمعِ، ويجعَلُ إِعْرابَها في الحَرْفِ الَّذي قبلَ النُّونِ، تَقولُ في حالِ الرَّفْعِ بالواو: هذه فِلَسْطونَ، وفي حالِ النَّصْبِ والجَرِّ بالياءِ: رأَيتُ فِلَسْطِينَ ومَرَرْتُ بفَلَسْطينَ. أَو تجعَلُها بمنْزِلَةِ ما لا يَنْصَرِفُ وتُلْزِمُها الياءَ في كلِّ حالٍ فتَقُول: هذه فِلَسْطِينُ، ورَأَيْتُ فِلَسْطِينَ، ومَرَرْتُ بفِلَسْطِينَ. ومنهم من يَجْعلها بمنزلة الجمع ويجعل إِعرابها في الحرف الَّذي قبل النُّون فيقول: هذه فِلسطونَ ورَأَيْتُ فِلَسْطِين، ومررت بفِلَسْطِينَ، والنُّونُ في كلِّ ذلِكَ مَفْتوحَةٌ.
قالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ:
فكأَنِّي من ذِكْرِهم خالَطَتْنِي --- من فِلَسْطِينَ جَلْسُ خَمْرٍ عُقَارُ
عُتِّقَتْ في القِلاَلِ من بَيْتِ رَأْسٍ --- سَنَوَاتٍ وما سَبَتْها التِّجَارُ
والنِّسبَةُ إِليها فِلَسْطِيُّ، قالَ الأَعْشَى:
مَتَى تُسْقَ مِنْ أَنْيابِهَا بَعْدَ هَجْعَةٍ --- من اللَّيْلِ شِرْباً حينَ مالَت طُلاَتُهَا
تَخَلْهُ فِلَسْطِيًّا إِذا ذُقْتَ طَعْمَه --- عَلَى رَبِذَاتِ النَّيِّ حُمِشٍ لِثَاتُها
وقال ابنُ هَرْمَةَ:
كَأْسٌ فِلَسْطِيَّةٌ مُعَتَّقَةٌ --- شُجَّتْ بماءٍ من مُزْنَةِ السَّبَلِ
3- "تهذيب اللغة" للأزهري
( فلسط ): وفِلَسطين: كُورةٌ بالشام، نُونُها زائدة، تقول: مررنا بِفَلسطِين، وهذه فَلسطُون.
قلتُ: وإذا نَسَبوا إلى فلسطين، قالوا: فِلَسطِيّ، وقال الأعشى:
تَقُلْه فِلَسْطيّاً إذا ذُقت طعمه
4- "لسان العرب" لابن منظور
( فلسط) فِلَسْطِين اسم موضع وقيل فِلَسْطُون وقيل فِلَسْطِين اسم كُورة بالشام ابن الأَثير فِلَسْطين بكسر الفاء وفتح اللام الكُورة المعروفة فيما بين الأُرْدُنّ وديار مصر وأُمّ بلادها بيت المقدس صانها اللّه تعالى التهذيب نونها زائدة وتقول مررنا بفِلَسْطين وهذه فِلَسْطون قال أَبو منصور وإِذا نسبوا إِلى فِلَسْطين قالوا فِلَسْطِيّ قال تَقُلْه فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ وقال ابن هَرْمة كَأْسٌ فِلَسْطِيَّةٌ مُعَتَّقةٌ شُجَّتْ بماءٍ من مُزْنة السَّبَل وفِلَسْطين بلد ذكرها الجوهري في ترجمة طين، قال ابن بري: حقها أَن تذكر في فصل الفاء من باب الطاء لقولهم فِلَسْطون.