يُحكى أن ضيفاً نزل على أبي حفصة الشاعر الذي كان من البخلاء المعدودين ، فلما رآه قد اقترب ، ترك له الدار وهرب ، مخافة أن يبقى الضيف في الدار ، فيضطر إلى إطعامه وتحمُّل نفقاته، فأخذ الضيف يبحث في ثنايا الدار عن طعام يأكله ، لكنه لم يجد شيئاً ، فخرج الضيف واشترى بعض الطعام من السوق ، وعاد إلى منزل الشاعر ، وعلّق رقعة على الباب كتب عليها هذين البيتين :
يا أيها الخارج من بيته ... وهارباً من شدة الخوف
ضيفك قد جاء بزاد له ... فارجع ، وكن ضيفاً على الضيف
سقط الثقيل من السفينة في الدجى
فـبـكـى عـليـه رفـــاقــه وترحـمــوا
حتى إذا طـلع الصبــاح أتـت بــه
نـحـو السـفـيـنـة مـوجــة تـتـقــــدمُ
قالت : خـذوه كما أتاني سـالمــاً
لــــم أبــتـلعـــه لأنــه لا يـهـضــمُ