كنْ طموحًا و خلِّ عنكَ الخُمولا.......إنَّه يكْسبُ الونى و الخبولا
كلُّ شخْص لم يسْع يوْمًا إلى كسْب.....المعالي قَدْ خالفَ المأمولا
ليس مَنْ يأخذ الحياةَ كِفاحًا...........مثلَ مَنْ يأخذ الحياةَ خُمولا
فحياةُ الخمول لا خيرَ فيها...........و حياةُ الكفاح تَشفي الغليلا
لا تكنْ كالغريب بين البرايا......أو كمنْ ضلَّ في المسير السبيلا
كُنْ قويًّا و واثقَ النفْس دوْمًا........و عن المَجْد لا تكنْ مشْغولا
كلُّ قوْلٍ قد بخَّس المجْدَ يومًا................فاعْتبرْه كأنَّه ما قيلا
و إذا ما تعبْتَ فاصْبرْ فما خاب.......... المجدُّ الصبورُ قطُّ فتيلا
لنْ تميلَ الأيّامُ إلا لمَنْ كانَ.............طموحًا و للصّعاب حَمولا
مَنْ أراد العلا بدون اعْتزام...........و اصْطبار تجاهلَ المَعقُولا
و دع اليأسَ و ابْقَ عنْه بعيدًا.............إنَّه يجْعلُ الرجاءَ قتيلا
إنْ رضيتَ الحياةَ دون كفاح......فإلى المُبْتغى رفضْتَ الوصولا
مَنْ أبى أن يسيرَ كالليْث نَحْو.......المُبتغى عاش خاملا مرذولا
و لوِ النّسْرُ وطّن السفْحَ يَوْمًا...........حمَّلتْه الأيَّامُ عبئًا ثقيلا
سيضيق الوجودُ يوْمًا بمنْ في.....طلب المَجْد ما مَشى قطُّ مِيلا
أحزمُ الناس مَنْ إذا رام شيئًا.........جعل الدَّهرَ سامعًا و منيلا
لا ينالُ التقديرَ إلا مُجدٌّ..................قدْ بنى بالكفاح مجدًا أثيلا
رَحلتْ بعْدَ وعْدها بالبقاء........فانْقَضى حبُّنا و خابَ رجائي
كنْتُ أرْجو ألا يكونَ هَوانا.........أبدَ الدهر عُرْضةً لانْقضاء
ما اسْتطعْتُ السلوَّ عنها بشَيْءٍ..كَيف أسْلو ذاتَ اللّمى والبهَاء
وجْهُها كانَ بالجَمال مُشعًّا..........مثْلَ نجْمٍ في عتْمَة الظلماء
حُسنُها ما له شبيهٌ و قدْ فاقَتْ............به كلَّ غَادةٍ حَسْناء
بعْدَما كنْتُ سَالمًا و معافىً......أمْرضتْني و مَا وجدْتُ دَوَائي
إنَّني ما ارْتكَبْتُ في الحبِّ ذنْبًا...كيْ أُجازى عليه شرَّ الجزاء
لمْ أخنْ حُبَّنا و لوْ في خيَالي........بلْ تَمسَّكْتُ دائمًا بالوفاء
خلَّفَ البينُ لي هُمومًا ثِقالاً........قدْ أبادَتْ سَكينتِي و هنَائي
عجبًا قدْ تغيَّر الوضْعُ جدًّا..........عِنْدما أصْبَحتْ من البعداء
صارَ ثوبُ الأَسى عليَّ و لوْلا.....البيْنُ ما كانَ مُطْلقًا برِدائي
طائرٌ كان في الحياة طليقًا...........فغدا فجْأةً حبيسَ الشَّقاء
كان ليلي نومًا عَميقا مُريحًا..صرْتُ قهرًا أرْعى نجومَ السماء
إنَّني قدْ تعبْتُ ممَّا ألاقي......في حيَاتي و ما اقْتنصْتُ ابْتغائي
ضاقَ هذا الوجودُ بي منْذُ غابَتْ....طالما كانَ وَاسعَ الأرْجاء
حبُّنا كانَ فصْلَ الربيع و أضْحى....فجْأةً بالفراق فصْلَ الشتاء
صار بيْني و بين صفْوي جفاءٌ.....و ابتعادٌ و كانَ منْ حلفائي
طيْفُها لا يريدُ حتْمًا فراقي.............إنَّه دائمًا معي كالرداء
أبدًا ما حَسبْتُ يومًا سَأْغدو............فجْأةً واحدًا من التُّعَساء
ليْتَني لمْ أزلْ حَليفَ زمانٍ............مُتْرعٍ بالهناء لا بالشَّقاء
بحْتُ جهْرًا بما ألاقي فعندي,.......,لمْ تعُدْ قدْرةٌ على الإخفاء
خانني الصبْرُ بَعْدما كان عونًا....لي عَلى ما يصِيبني منْ بلاء
آفةُ الحبِّ أنْ يَصيرَ عذابًا...........لفؤادٍ قدْ كانَ في السّرَّاء
سرْ إلى المبْتغى قويًّا صَبورًا.......لا تكنْ واحدًا من الضعفاء
إنَّني ما رأيْتُ يومًا ضَعيفًا..........حظُّه في النَّجاح كالأقوياء
لا تكنْ ضائعًا و لا ترْض أنْ تبْقى...عن المجْد و العلى جدَّ ناء
لن تنالَ العلْياء بالنَّوْم فانْهضْ......و تَحزَّمْ بالصَّبْرِ و الكبْرياء
و تَأكَّدْ أنَّ الخمولَ طَريقُ........الفقر والبؤْس لا طريقُ النماء
إنَّ بعْد الكفاح مِنْ أجْل نيْل .......المبْتغى ما تُريده منْ رخَاء
و احْذر الحزْنَ أنْ يسيْطر يومًا..........إنه للفؤاد أخْبثُ داء
لا تماطلْ إذا وعدْتَ بشيْء.......أيَّ شخْص بلِ التزمْ بالوفاء
و تمسَّكْ بالعدْل لا الظلم دومًا......كلَّما كنْتَ فاصلاً في ادِّعاء
إنَّ منْ يظلمُ العبادَ فلابدَّ .............غدًا أنْ يَنالَ شرَّ الجزاء
شجِّع العلمَ و انْبذ الجهلَ فالعلمُ.......ضياءٌ و الجهلُ شرُّ بلاء
كنْ لطيفًا إذا أصابتْك يوْما.........شدَّةٌ عكَّرتْ مزاجَ الصَّفاء
ما رأيتُ الأصيلَ يومًا غليظًا........و عنيفًا في شدَّةٍ أوْ رخَاء
جدْ بمالٍ على الفقير تَجدْه........بعْدَ هوْل الشقاء ملْءَ الهناء
لا تملْ عنه فالكريم سخيٌّ.......دون باقي الورى على الفقراء
إنَّ جودَ الكرام يبْقى لداء..........الفَقر منْذُ القديم خيرَ الدواء
غيِّر الوضْعَ كي تراه سعيدًا.......بعدما كان عرْضةَ الأرْزاء
لم يجدْ ما يريده من هُدوء..........في حَياة ممْزوجَة بالعناء
صبْحُه لا يضمُّ أيَّ جَديدٍ..........صبْحه يرتدي لباسَ المساء
عاكستْه الأياَّمُ منْ كلِّ صوْب.......فرأى فيك أنت كلَّ الرجاء
ومن العيْب أن تكونَ سَعيدًا..و هْو يشْكو من الأسى و الشقاء
لا ينالُ البخيل أيَّ ثناءٍ..........و امْتداحٍ بعكْس أهْلِ السخاء
ليس للمال أيُّ نفْع و فضْل......إنْ تخلَّى عنْ نُصْرة الضعفاء
و دَع السرَّ في فؤادك دوْمًا........يبْقَ في مَأْمنٍ عن الإفشاء
صاحبِ الرفقَ في التعامل دومًا..تنلِ الشكْرَ وهْو خيرُ الجزاء
لا تكنْ ساخطًا على كلِّ شيْءٍ..وارْضَ إنْ مسَّك الأذى بالقضاء
و على كلِّ نعْمَة أنْتَ فيها...........فاشْكرِ الله خالقَ الأشياء
نعمُ الله لا تعدُّ و لولاها.............. بقينا في قبْضة الضَّراء
و هْي تزْداد وفْرةً و ازْدهارا..........بكَثير الثَّناء لا بالشراء
خلِّ عنك النعاسَ وانْهضْ إذا الكون...صحا وارْتدى ثيابَ الضياءِ
يُطلبُ الرزقُ في الصباح على وقْع...صِياح الديوك لا في المساءِ
كثرةُ النوم لا تفيدُ بشيْءٍ................و تصُدُّ الفتى عن العلياء
قلَّةُ الرزْق لا تحالفُ منْ كان.............مُجدًّا و راغبًا في ارْتقاء
لا تضيِّعْ أيَّام عمْرك هدْرًا..............فهْي أغلى و أثمنُ الأشياء
إنَّ منْ فَضَّل الخمولَ عن الجدِّ.............تخلَّى عنْ مَنْهج العقلاء
غطِّ سرًّا إذا ائْتمنْتَ عليه..................بغطاء الكتْمان لا الإفْشاء
و تَعاملْ مع الورى باحْترامٍ ...........و ترفَّعْ عنْ صحْبة الأدْنياء
و إذا واجَهتْكَ يومًا صعابٌ..............فتصرَّفْ تصرُّفَ الحكماء
كنْ قويًّا أمامها لا ضَعيفًا...................و تعاملْ بفطنةٍ و ذكاء
ملْ إلى الحبِّ و التسامح دومًا...........و ابْتعدْ دائما عن البغضاء
قد رَأيتُ البغضاءَ تخلقُ جوًّا.............مُترعًا بالشِّجار و الضرَّاء
قمْ و شيِّدْ بالخير خيرَ بناءٍ...............و دَع البخْلَ عنكَ للبخلاء
لا تخيِّبْ مَنْ ضاق بالفقْر ذرْعًا........و رأى فيكَ أنت كلَّ الرجاء
يدفَعُ المالُ عنكَ كمْ منْ بلاءٍ............حين تسْخو به على الفُقراء
لسْتَ تدري كمْ في غدٍ منْ بلاءٍ.........فابقَ للخيْر أقْربَ الأوفياء
إنَّني ما رأيْتُ كالفقْر شيْئًا...............أيْنما حلَّ كانَ نبْعَ الشَّقاء
كن رحيمًا فالخيرُ منذ قديمٍ ...............عادةُ الأتْقياء و الرّحمَاءِ
إنَّنا بالعطاء نقْضي على الفقْر........و نُجْزى عليه خَيْر الجزاء
يَسْتحقُّ التقديرَ بين البرايا.............مَنْ تَراهُ العيونُ جمَّ العطاء
خلِّ عنْكَ الهمومَ فالقلبُ منها ..............دائما ما يحسُّ بالإعْياء
لا يدوم الصفاءُ فالدهرُ يأبى.........أن يظلَّ الانسانُ ملْءَ الصفاء
كلّ يوم مغايرٌ عنْ أخيه....................فمذاقُ الأيَّام ما بسواء
و اصْطف الخلَّ بعد بحْثٍ وفحْصٍ....مثلما تصطفي مقاسَ الرداء
و خَفِ الله فهْو يدْري بما يجْري.....و لوْ كان ما جرى في الخفاء
كلُّ ذنْبٍ قدِ ارتكبناه يومًا..............سنُجازى عليْه يومَ الجزاء
لا تكنْ بالضّجور إنْ رمْتَ يومًا........نيْلَ شيْءٍ أو اقتناصَ ابْتغاء
وطنُ المرْء دارُه و فداهُ............و مكانُ الأحْباب و الأصدقاء
لا تخنْه و امنحْه حبَّا و دافعْ..........عنه ضدَّ الغزاة و الأعداء
ملْ الى العقل لا النفْس فالعقلُ...........أساسُ الإبْداع و الارْتقاء
نعمةُ العقل ما لها من مثيلٍ..........فهْي تبقَى منْ أعْظم النعماء
خالقُ الكون خصَّ بالعقل دون .......الكائنات الأخرى بني حوَّاء
و اسْتفدْ مِنْ كلام كلِّ حكيمٍ...........و ابْتعدْ دائما عن الجُهلاء
و تمسَّكْ إذا أساءَ مُسيءٌ...........لك يومًا بالصفْح و الإغْضاء
و تمتّعْ بالوقْت فالعمرُ يومٌ ...........بعد يوْم يسيرُ نحْو انْقضاء
و تَجلَّدْ و أخْفِ جرْحَك إنْ كنتَ ........مُصابا عنْ أعْين الأَعْداء
فأمامَ الأعْداء لا تشْتكِ يومًا............و تَمسَّكْ بالعزِّ و الكبرياء
و تَعوَّدْ على الحوار إذا ما..........كنْتَ يوْمًا في مجْلسٍ أوْ لقاء
و عن اللغْو فابْتعدْ كلَّ بعْدٍ.........و عن الخلْف و الأذى و الرياء
وُجد الصبْحُ
قمْ من النوم فالظلامُ تولَّى............و تَعالى الضَّجيجُ في الأرْجاء
وُجد الصبْحُ للنُّهوض و الجدِّ و الإقْ......دام لا للخُمول و الإغْفاء
ضاع مَنْ ظلَّ نائمًا و دروبُ.......... الرزْق أضحتْ تعجُّ بالأحياءِ
و احْذر اليأسَ وابْق مادمْتَ حيًّا.......راغبًا في الشموخ و العلياء
يطْفئُ اليأسُ إنْ تغلْغل في المرْء.........شعاعَ الطموح و الاعتلاء
ألجم النفسَ عنْ أمور إذا لم.........تلْق فيها سوى الأسى و العناء
كنْ نشيطا وارْم الأسى عنك جدًّا..........فهو عبْءٌ يصدُّ كلَّ الهناء
وادْعُ كلَّ الورى إلى الحبِّ و الإحْ....سان و الخيْر لا إلى البغْضاء
إنَّ نشْرَ البغْضاء إنْ كنْتَ تدْري......عوضَ الحبِّ فهْو بدْء الفناء
يَسْتحقُّ التقْديرَ مَنْ طهَّر القلبَ..........منَ الحقْد و القلى و العِداء
كُنْ كثيرَ التركيز لا تائهًا بيْن...............البرايا كَريشةٍ في الهواء
لا تماطلْ إذا وعدْتَ بشيْءٍ..............أيَّ شخْص بلِ التزمْ بالوفاء
و انْبذ الجهْلَ و اصْحبِ العلْمَ يصْنعْ...لكَ في العيْش أفْضلَ الأجواء
قدّم الدَّعمَ للَّذي عضَّه الفقرُ................فأَضْحى فريسةَ الضَّراء
إنْ أردنا سعادةَ الكلِّ فلنقْض............على الفقْر بالنَّدى و السَّخاء
إنَّ فعلَ العطاء مرْتبطٌ دوْمًا.................بأهل السَّخاء لا البخلاء
يجعلون الفقيرَ بعدَ اضْطرابٍ.............وَ عناءٍ و شَكْوةٍ في رخاء
خالقُ الكون لن يخيِّبَ شخْصًا.........ما تخلَّى عنْ نُصْرة الضُّعفاء
و اتَّخذْ مسْكنا يكونُ بهيًّا................واسعًا في الطبيعة الخضراء
تشْرقُ الشمسُ و هْو جدُّ بعيدٍ.......عنْ مكان الزحام و الضوْضاء
تَرْتدي حوله الروابي رداءَ........الزَّهْر والضوء والشذى والبهاء
و إذا الصبحُ حلَّ غنَّتْ طيورٌ...................بسُرورٍ له بديعَ الغناء
يجدُ المرْءُ فيه ما يبْتغيه..................منْ هدوءٍ و رَاحةٍ و هَناء
و ابْق دومًا عن القمار بعيدًا...........و احْذر الخمرَ فهْي شرُّ بلاء
مَنْ قضى العمر للالاه مُطيعًا ..............نال ما يبْتغيه يومَ الجزاء
كلّ شخْصٍ عن الحياة سيمْضي...........فهْي ليْستْ لنا بدار البقاء
سيزورُ المنونُ كلَّ البرايا......................إنَّه لا يصابُ بالإعياء
إنَّ وقْعَ المنون قاسٍ و لكنْ.........ما علينا سوى الرضى بالقَضاء
جاء فصلُ الربيع بعد انتظارٍ..........فتلاشى نفوذُ فصْل الشتاءِ
لم نعدْ نسْمع الرعودَ تدوِّي......أوْ نَرى البرْقَ لامعًا في السماء
أبدًا لمْ يعدْ يشنُّ عَلينا..............بردُ فصل الشتاء أيَّ اعتداءِ
فخلعْنا ملابسَ الصوف عنَّا..........و ارْتدينا ثيابَ فصل البهاءِ
و انتهينا ممَّا جناه علينا...............مِنْ زكامٍ و كحَّة و عناءِ
إنَّ برْدَ الشتاء كمْ ليْلةٍ عافَ....... الحشايا و بات في الأَحشاء
خيّم الدفْءُ بعد أَن سيْطر البردُ.......طويلاً على رحاب الفضاء
بعد فصْل قسا علينا و جدْنا.........في حَنان الربيع خيرَ عزاءِ
إنَّ فصْلَ الربيع ما كان يومًا.........قاسيًا مُتْعِبًا كفصْل الشتاء
لم تعدْ تشتكي النفوسُ و يكْفي..........أنَّها بعْد شدَّةٍ في رخاء
جاء ما كان للنفوس انْشراحًا.......و على البرد كان سوْط بلاء
إن فصْلَ الربيع فصلُ اعْتدالٍ.........و جمال و رحْمةٍ و سَخاءِ
كُسي الكونُ من جميع النَّواحي........بثياب الصفاءِ و النعْماءِ
ظهر الغصنُ من جديدٍ سعيدًا............وأنيقًا بالبدلة الخضْراءِ
و الرّبى بعد عرْيِها لبستْ ثوبًا..... من الزهر وهْو أزْهى كساء
وبدا البدرُ بعد طول احْتجابٍ.........يملأُ الأفقَ بالسنا و الضياء
لمْ يعُدْ يعرف الهزار سكوتا ..........بل غدا دائمًا حليفَ الغناء
صار يقضي النهارَ دون اضطرابٍ.........مُسْتلذًا لطافةَ الأجواءِ
طالما حمَّلتْه أيامُ فصْل..............البرْد و الريح كثرةَ الأعباء
ذاع عطرٌ من الزهور زكيٌّ........في جميع الجهاتِ و الأَرجاء
أظهر الحقلُ ما احْتوى مِن كُنوزٍ.....لم يدعْ ما لديه ملْءَ اخْتفاء
و جرى النهرُ صافيًا و نقيًّا.....وارْتوى الناسُ منه خيرَ ارْتواء
ونسيمُ الصباح هبَّ برفْقٍ.........و حنانٍ على الربى الخَضراء
إن طيبَ النسيم يقضي على داء........الأسى فهْو ضدَّ هذا الداء
و نما العشبُ في الأراضي كَثيفًا...... و عليها غدا كشكْل الغطاء
لثم النحلُ في الصَّباح وُرودًا.............بحنان و رقَّةٍ و انْتشاء
وتجلَّى الفراشُ رسْما بديعًا ...........و جميلاً يطيرُ في الأجواءِ
لم تحسَّ الخرافُ بالجوع بل صار...لها في السُّهول أشْهى غِذاء
طار سرْبُ الحمام بعَد أَنِ اقْتاتَ.....من الروض عاليًا في الفضاء
ضمَّ فصلُ الربيع عكْس فصول....العام شتَّى الزهور و الأشذَاء
إنَّ فصلَ الزهور و العطر و السحر...وفصْلَ الصقيع ما بسَواء
كاد سحرُ الربيع يجْعلُ حسًّا..........و شُعورًا للصَّخرة الصماءِ
إنَّ وجهَ الربيع جدُّ بشوشٍ....... و ضحوكٍ خلافَ وجْه الشتاء
أبدًا لا تملُّ أَيَّامُ فصلٍ.....................مُترعٍ بالجمال و السَّراء
إن فصْلَ الربيع يحْمل عيشًا...............مُسْتطابًا لكافَّة الأحياء
إنَّ ما أظْهرَ الربيعُ من الإبْ...........داع أذْكى قَريحةَ الشُّعراء
نظموا فيه كمْ قصيدٍ بديعٍ..................جابَ معْناهُ كافَّةَ الأرجاء