على بركة الله أبدأ بتدوين قصائد الشاعرة جهاد بدران
هسهسةُ خاطر ألا ليْتَ نفسي لا تنوءُ بخاطري ولا تُنْكِر الإحساسَ في عيْنِ شاعرِ ويا ليْتَ فجْري يبْعثُ النّورَ جذوةً فيُحْيي بنبْضِ القلبِ فجرَ مشاعرِي إذا أوجعَ الوجْدانَ دهْرُ مناوئٍ سرى في دُجى صدري كطيرٍ مهاجرِ فلا الرّوح يجثو ضوؤها بين أضلعي ولا الجفن يخفي بالدّموع سرائري فما بال شِعري لا يناجي قصيدَهُ فيعصي لصوتِ البيتِ طيفَ مؤازرِ فتبْدو الأماني ثغرُها في سَحابةٍ وقدْ نَزّها قلبي شُواظًا لناظِري لأغفو بلا ماضٍ كأنّي شريدةٌ وعينُ زماني في مهبِّ الدّياجرِ فما الّليلُ يُجْلي عن عيوني ظلامَهُ ولا الشّمسُ تُغري الّليلَ كشْفَ السّتائرِ أُنقّبُ عنّي بيْن أُهزوجةِ الجَوى وظِلّي مرايا قيدهِ كيد غابرِ تراءى لأَجْفانِ الّليالي أنينها ولا ضوءَ إلّا نارُها في الضّمائِرِ ألوكُ النّدى بالفجرِ ظمآنةً بهِ ونيسان يُخفي كلّ زهرٍ وطائرِ وأوراق بُلداني يئنُّ اخضرارها ويبكي حمامُ الشّامِ نزْفًا لِناضرِ وأغصان عمري قدْ تهاوتْ مرارةً فأخشى اِحْتضاري بين حينٍ وآخرِ فكم وخزةٍ قدْ قدّتِ الثّوبَ بالأسى وكم زَفْرةٍ عاثتْ بروحِ البشائرِ وكمْ مِنْ نزيفٍ أرهقَ النَّفسَ حَسْرةً وكم ليل ظُلمٍ مُسْتخِفِّ البصائِرِ أيا ماضيَ المخلوع كُرهًا لحاضرٍ تخطّى الليالي دونَ قصْمِ المنابرِ خَنى الدّهرِ يسري في دمائي معاوِلًا يُجاري الدُّجى يأْبى خُنوعًا لِثائِرِ كفاكَ مِراءً بالهُدى ليس في الهُدى ركابٌ لباغٍ أو سبيلٌ لغادرِ بحر الطويل . . جهاد بدران فلسطينية
غيومُ الحزن همومُ الكون في صدري تنامُ وجمرُ البعدِ في قلبي ضرامُ ألا يا عمرُ قد هاجت جراحٌ وماجت فوق أحلامي السّهامُ فلا ودّ ولا أطلالُ خِلٍّ على جرحٍ يصيحُ فلا يُلامُ لهيب النّار قد أدمى ضلوعي وهل يُرجى لمحزونٍ فطامُ ؟؟!! أنينٌ حطّم الدّنيا بقلبي وصدري بات يسكنهُ الحطامُ فلا دمعٌ ولا صمتٌ يداوي إذا ما الدّاءُ جلّلهُ الرّكامُ وقدسٌ في حنايا القلب تذوي فما اهتزّت لشكواها الأنامُ غيومُ الحزن يا أرضي تمادت فلا أمنٌ يُطلُّ ولا سلامُ وأقصى الجرح قنديلٌ حزينٌ وظُلم الأرض يجلوهُ الحسامُ سيوفُ المجد يُكسرها جبانٌ وصوت النّصلِ يُخرسهُ الّلئامُ فيا أرضي التي بوركتِ طُهرًا إليكِ الرّوح يحملها الكرامُ سِراجٌ أنتِ تُشعلهُ دماءٌ ومنك النّورُ يشكوهُ الظّلامُ نُسورُ القُدسِ قد أضحت بغاثًا وخيّمَ في روابيها اليمامُ . . . جهاد بدران فلسطينية
نأمةُ البَوحِ مِن جوفِ الرّوح . . وجلجل صوت الشّوق يُزجي خواطري جوًى، وأنا المكدود بين الدّياجرِ ألوذُ وفي قلبي شظايا لذكرهِ ونبرةُ تحنانٍ، تغشّي بصائري فتوقظُ من حولي صدى كلُّ نأمةٍ كأنّ غريبًا فضّ سِرّ المشاعرِ تُدثّرُني أحلامهُ تُعتقُ الجوى يلوذ بحمّى الصّمت كتمان صابرِ يُسائل عنّي النّجم والبدر شاهدٌ متى يتجلّى الغيبُ بين النّواظرِ ؟؟! فيأرجُ لحن النّاي مِن جوف جُبّهِ ويأملُ كلّ الحين كشف السّتائرِ وشمعةُ بوحي من مُدًى بين كفّهِ وزهرةُ نيسان عروسُ الخواطرِ أفتّشُ عنّي في قناديل ناسكٍ ألوذُ وَدادًا بين همسِ السّرائرِ أبوحُ وشعري عالقٌ بين نبضهِ يردّدُ أنغامًا بِوَحيِ المحاذرِ بلا وهنٍ كحّلتُ أجفانَ حلمهِ كطيفِ ملاكٍ وحيُهُ في السّواحِرِ فأقضمُ أحزاني تراتيلَ عاشقٍ وأزفر يأسي من بقايا الجوائرِ أتيتُ بتأويل الرؤى من دُجُنّةٍ وفي وطني صلّيتُ كلّ البشائرِ فتضطربُ الأنفاسُ في غمرة الدّجى فما عرفَت أيّانَ وجهُ المقابرِ فكيف نهاري يخلعُ الأمسَ نبضهُ وكلّ دمائي تحت موت الضّمائرِ ؟؟!! سأشعلُ أكفاني سراجًا لظلّهِ لتقرأها النّجمات عند المعابرِ متى وطني بالحبّ نفديك صوتنا متى دمنا يعنو لأقصى المنابرِ ؟؟!! بحر الطويل جهاد بدران فلسطينية
صمتُ الّليل صمتَ الّليلُ وهزّتني القيودْ وغفا جفني على صدرِ الشّرودْ وتعالت صيحةُ الجائعِ في عتمة الّليل تغذّيها الرّعودْ وتراءى الفجرُ يصحو ثملاً بعد نعي ٍ لقناديل الجهودْ بلسانِ الصّمتِ لا مِن عدمٍ كنتَ يا ليلُ عيوناً للوعودْ وتظلّ الرّوح قعساءَ جوًى صوّرت للقلبِ أطيافَ الجدودْ وأرتني كيف للحلمِ صدًى يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ وأرَتني ذكرياتٍ هجعت من أنينٍ، بضلوعي والوريدْ ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ حيثما ينبثقُ النّور الوليدْ تلثمُ النّورَ وتَحبو عِبرًا لم تُطع أصداءَ شجوٍ بالّلحودْ ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن طلسمٍ ترجو هوانًا بالعهودْ تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ وأديمُ الأرضِ ينعي فرحًا من خفوقٍ وظلامٍ للعبيدْ بدُجى الكون وإغفاءتهِ كنتَ للنّور عقيمًا لا القعيدْ ما جمالٌ لك إلّا قمرًا نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ عبثًا أهجوكَ يا ليلُ أسًى فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ بحر الرّمل . . . جهاد بدران فلسطينية
مسلولةُ الدّرب كم كنتُ للهمّ كأس الجمر أعصرني فيْضاً، فلا ينطوي نزفي ولا حزَني خلف السّديم خطًى مثقوبةٌ بدمي لمّا تلاقت عيون الّليل في كفني ما عدت أهزوجةً يلهو بها وترٌ أو نايَ مغتربٍ في موكبِ الشّجنِ مسلوبةُ الأرضِ، والآمال في وطني أضغاثُ حلمٍ بتأويلٍ من الكهَنِ خلفي فتاتٌ من الأحلام تتبعني تسفي بها الرّيحُ والإعصار من زمنِ تهتزّ فيها الأماني فوق أرصفةٍ لا تمتطي غير أطرافٍ من الدَّخَنٍ نصفي عقيمٌ بكفّ الأرض غفوتهُ مطعونةُ الظّهر في منفى بلا وطنِ في الرّوح ألفٌ من الطّعنات توجعني فوق الثّرى ملحها يَكوي بلا وهَنِ مصلوبةٌ في زمانٍ نسلُهُ فتنٌ قد أيقظَ الشّرق ناراً جدّ مُفتَتَنِ يا ليلُ هل جوفكَ الأسرار مبهمةٌ عرجاء أم جُبُّها يخلو من الفتنِ أم أنّ قاموسك الماضي بلا أثَرٍ كحّلتَهُ راغماً من شدّةِ الغبَنِ لا شيء فينا من التّاريخ يحفظه يغفو صداه لظًى، من وقدةِ المحَنِ ماذا إذا حطّموا الأصنامَ من عربٍ من خيبةٍ وشْمها من طعنةِ الضغَنِ أو كبّلوا كلّ زندٍ من جهالتهم في الرّافدين الوغى مثقوبةُ الزّمنِ لا تحسبنّ الورى في صمتهم طرباً فالطٌيرُ أوجاعهُ رقصٌ على الفنَنِ أو تحسبنّ النّدى للورد مسكنهُ فالشّوكُ وخزاتهُ للطلّ بالمِنَنِ ما انفكّت الأرضُ عن صرخاتها وجعاً يدعو صداها صلاح الدّين في اليمنِ في الشّام في القدس في أرض العراق لظًى مسلوبة الحقّ والحكّام كالوثنِ أين الذي ينفض النّيران عن وطنٍ قد أسقط السّيفَ في ذُلٍّ وفي وسَنِ مكسوفةٌ شمسُهُ في ظلِّ مطرقةٍ ضاقت مزاميرهُ صوتاً بلا شجَنِ . . . جهاد بدران/ فلسطينية
دمعُ المفاتيح ما لي وللدّار لا قفلٌ لأهليها والأرض للشمس تشكو كي تعافيها ماذا أقول وقفلٌ قد براهُ نوًى ورنةُ الحُزنِ في صدري أُداريها ما كنتُ أحسبُ أنّ البعد يحرقني وجمرة الشّوق في جنبي مكاويها يا غربتي ضـِيَمٌ قد شابهُ حِمَمٌ فكيف ننسى بيوتًا غاب بانيها لا تحسبوا كلّ من غابوا بلا سببٍ رحيلهم جمرةً في الأرض تكويها لا تحسبوا النّار قد شابت بلا لهبٍ لهيب أحداقهم شابتْ مآقيها يا من رحلتمْ وقفل الدّار منتظرٌ غُروبكمْ طوْقَ حُزْن في روابيها فالدّمع ينساب من أحلامنا سَرَبًا وحرقة الصّبر تمشي في قوافيها ينتابني وجعٌ يبكي له وطني فمن يداوي جريحًا في صحاريها شوق المفاتيح نبعٌ فاض كوثرهُ لقاؤها الدّار حبًّا في فيافيها يا غربةَ الأرض هلْ كلّت أناملنا أم أغلق العُذرُ بابًا دون أهليها مهما يطل في الدّجى أرواحنا وجعًا سيزهر العسرُ يُسراً في ضواحيها هذي فلسطينُ قد خطّتْ لنا حُلُمًا فكيف يقطع حبل الودِّ راعيها جادت به العينُ دمعًا من مياسِمها وأورق الودُّ وردًا في مغانيها فالياسمين التي تشدو منازلها ستزهر الأرض ألوانًا لتحييها إنّ القلوبَ التي في طيِّها عسلٌ يومًا ستدفقُ شهدًا في مراعيها . . . جهاد بدران (أم صهيب)