كثرت الزلازل والقلاقل وجور الحكام والهرج والمرج ونقص المطر
كل ذلك بما كسبت ايدي الناس
بما شغلو به بواطنهم بشواغر الدنيا
" ونسوا حظا مما ذُكرواْ به "
.
دوحتك مكتظة بالأشجار المثمرة
لك خالص الإحترام والتقدير
نعم.. صدقتِ
فإنه لا يأتي زمان على الناس الا والذي بعده شر منه
ولاتزال الخيرية تتناقص في موكب البشر حتى كاد البياض ان يستحيل سوادا..
ولكنها الشمس، تنسخ بأشعتها كل يوم ظلام الليل وان طالت بقعته ورقعته وكآبته..
شكرا على وجودك وتفيؤك لهذه الظلال الفقيرة..
تحياتي لك. 🌿
حتى إذا ما آذن الهوى بوصل ..
وأوشك المسيرُ أن يفضي إلى الغاية
ارتمى المحب بأنينه.. وحنينه.. وشجونه.. وجنونه ، على أعتاب حبيبه ، نبضاً مرهفاً
ينزف شوقا وعشقا ولوعة وجوى...
وقد شفّه الهوى وأضواه...
يغرق في النهر المشتهى ريانا
وقد كان من قبلُ صاديا في اللُّجة..
لا ينبغي للعامي الذي لا معرفة له بالعلوم الشرعية (معرفة استيعابية) وليس لديه اجتهاد مؤهِّل- لا ينبغي له استحضار الدليل بنفسه وابرازه للناس والتعامل المباشر معه واستخراج الحكم منه استقلالا، فذلك سيماء الخوارج النابتة والتكفيريين ، الذين لا يأبهون بسلف،ولا يفيئون إلى منهج، ويحصرون الدليل في النص، ولا يكاد يسمي (عندهم) دليلا شرعيا إلا ما دل بمجرد خبر الرسول.. وهو اصطلاح قاصر كما نوه الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله ورضى عنه بل ينبغي على مثل هذا أن يلزم مكانته ولا يجاوز قدره ويقلد آلاف المقلدين الذين عرفوا قدرهم وقدر أئمتهم الأربعة من الشريعة رضوان الله عليهم ، كالموفق وابن عابدين والنووي وعليش وزكريا الأنصاري وابن دقيق العيد والعز بن عبد السلام وغيرهم من كبار المقلدين .. ولا عاصم من هذا الهرج الفقهي السائد (زعم اتباع الدليل والتزام الراجح) الا بعاصمة المذاهب الأربعة المعتبرة ..
فكل مسألة فيها قد حُررت ونُقحت وصُححت عبر القرون ومن خلال ألاف العلماء الموسوعيين من سلفنا رضوان الله عليهم، والذي قد يزن الواحد منهم كل من الأرض الآن مجتمعين علما وعملا وفهما وسلوكا..
و"إن اعتقادنا في جميع الأئمة أن أحدهم لا يقول قولا إلا بعد نظرِه في الدليل والبرهان، وما ثَم قول من أقوال أئمة الشريعة المتبوعين خارجٌ عن قواعد الشرع فيما علمناه، وإنما أقوالهم كلها بين قريب وأقرب، وبعيد وأبعد، بالنظر لمقام كل إنسان، وشعاعُ نور الشريعة يشملهم كلهم ويعمُّهم. كما يقول الإمام الشعراني- رحمه الله ورضى عنه -،
قال الشيخ عليش المالكي رحمه الله :
وأمر عوام الناس باتباع الكتاب والسنة كلمة حقّ أريدَ بها باطل؛ إذ مراده ترك المذاهب المتبعة وأخذ الأحكام من الكتاب والسنة بلا واسطة، وهذا ضلال ، والأمر به أدلُّ دليل على الجهل؛ إذ من المعلوم لكل أحد أنّ النصوص منها المنسوخ ومنها المردود لطعنٍ في رواته، ومنها ما عارضه أقوى منه فتُرِك ، ومنها المطلق في محل وقد قُيِّد في محل آخر، ومنها المصروف عن ظاهره لأمر اقتضى ذلك، ومنها ومنها... ولا يحقق ذلك إلا الأئمة المجتهدون، و أعظم ما حُرِّرَ من مذاهب المجتهدين مذاهب الأئمة الأربعة المتبعين؛ لكثرة المحققين فيها، مع سَعة الاطلاع، وطول الباع. فالخروج عن تقليدهم ضلال، والأمر به جهل وعصيان".
أحسنت أخي الكريم ياسر ، فقد كثر المفتون والشرّاع خاصة
في هذا الزمان دون الرجوع للأئمة المعتمدون ، والمعمول
بآرائهم والتي جاءت بعد تحقق وسعة اضطلاع وقياس .
أصبح هناك من يقرأ له كتاباً أو اثنين وينصب نفسه إماماً
وصاحب رأي وفتية .
بوركت وشكراً
الصديق ..
..
.قلت ..
.. الأصدقاء متى صفت ارواحهم لموجبات الصداقة ..
وتابعت جوارحهم نبض قلوبهم سعيا وعملا ؛ كانوا كنوزا جديرة بالاحتواء... وعطايا خليقة بالاعتناء ..
لا سيما من ارتبط منهم بآخِيّة الدين، وآصرة الحق،بغير تشدد ولا تكلف ..
فإنهم أفئدة بيضاء، ينعكس بياضها نورا واشراقا على من حولها وما حولها ..
وقد صدق من قال : فلا تكونن لشيء ممّا في يدك أشدّ ضنّا، ولا عليه أشدّ حدبا، منك بالأخ الذي قد بلوته في السّرّاء والضّرّاء، [فعرفت مذاهبه] وخبرت شيمه، وصحّ لك غيبه، وسلمت لك ناحيته؛ فإنما هو شقيق روحك ،وباب الرّوح إلى حياتك، ومستمدّ رأيك وتوأم عقلك. ولست منتفعا بعيش مع الوحدة. ولا بدّ من المؤانسة، وكثرة الاستبدال تهجم بصاحبه على المكروه. فإذا صفا لك أخ فكن به أشد ضنّا منك بنفائس أموالك، ثمّ لا يزهّدنّك فيه أن ترى منه خلقا أو خلقين تكرههما؛ فإنّ نفسك التي هي أخصّ النفوس بك لا تعطيك المَقَادة في كلّ ما تريد، فكيف بنفس غيرك! ..
وليكن دأبك معه صفاء ومكاشفة، بغير تلون او مخاتلة .. والمنطق الحسن يزيد في وُدِّ لصديق، ويستل سخيمة الوغِر (المحترق غيظا) واياك وصديق الاضطرار المرتهن منك ببعض حاجته ، فمتى استوفاها طرحك وقطع حبائلك.. فليس منه لك مبذول او مأمول إلا بقدر ما يعين على اقتناص منفعته وتحصيل رغائبه. فاقطع لبانة من تعرّض وصله ، فإنه ماء مسخن ؛ متى رُفعت عنه النار برد .
واما الصديق الطائع الذي يشاكلك ويتماهي معك لفحة ونفحة ؛فاعقد عليه معاقدك ، وجازه باحسن ما اسدى إليك ، ولا تقطع إخاءه ..واحذر مِرَاءَه ولا تكثر مجادلته ؛ تنل منه صفو الوداد وزبد الاخوة ..
وإياك والملل معه . فليس لملول صديق ..
واحذر ان تُحزن من تحب .. فكثرة الحزن إيذانٌ بالتحول .. وليس صديق الرخاء كصديق البلاء..فالرخاء مهيع يسع غالب الناس .. واما البلاء فلا يحتمله الا كل ذي مروءة وعقل... (وعدو سوء عاقل خير من صديق جاهل .. فإن اصطحاب المائق من أعظم البوائق ..)