▪︎تلخيص لرواية "المحاكمة" أو "القضية"
للكاتب المبدع الكبير "فرانز كافكا".
- قراءة ممتعة أرجوها لكم:
《 تبدو قصص كافكا غريبة في محتواها غامضة
كل الغموض فيما ترمي إليه، لنأخذ مثلا قصته
"القضية" فهو يبدؤها بداية عادية لكنها غريبة
كل الغرابة:
رجل يفيق من نومه ذات صباح و ينتظر أن تحمل إليه الخادمة طعام الإفطار، ولكن الخادمة ﻻ تدخل عليه بل يدخل عليه رجلان يزعمان له أنهما يمثلان الشرطة و أنهما قد أقبلا للقبض عليه، ثم يلقيان عليه أسئلة سخيفة يفهمانه بعدها بأنه متهم و أنه سيدعى ذات يوم للمثول بين يدي القضاة.
ينصرف الشرطيان و هو حائر و مفكر لهذا التصرف و قلق يريد أن يتبين التهمة. لكنه بعد أن يذهب إلى عمله كما تعود أن يفعل يحاول أن يقتنع بأنه متهم و أن عليه أن يدافع عن نفسه.
و ذات يوم يدعى بالهاتف إلى المحكمة و هو مكان غريب ﻻ صلة له بالمحاكم أو دور الشرطة. وفي اليوم الموعود يذهب فيرى عجبا.. دارا كبيرة قذرة تكثر فيها السلالم و الدهاليز وﻻ يجد الناس طريقهم فيها إﻻ بعد عناء شديد.. و حين يصل إلى غرفة المحكمة، يرى جمهورا غريبا و جماعة من الموظفين، فيجلس في مواجهة القضاة و يحاورهم دون أن يفهم منهم شيئا ثم ينصرف و قد أيقن بأنه متهم دون أن يعرف طبيعة التهمة، و يتصل بكبار المحامين و صغارهم و آخرين ليسوا من المحاماة في شيء. و يعده أولئك و هؤﻻء بالدفاع عنه و تبرئته، و لكن أحدا منهم لم يبين له طبيعة التهمة ولم يدله على مكان قضاته.
و ذات مساء يقبل عليه رجلان في زي رسمي يدعوانه فيستجيب و هو ﻻ يعرف لماذا أقبلا عليه و لأي غرض يدعوانه . وعندما يخرج معهما يأخذه كل واحد منهما من إحدى دراعيه حتى إذا خرجا من المدينة طرحاه على الأرض و غمدا خنجرا في قلبه حتى إذا عرف أنه الموت قال:
"كما يموت الكلب." و تنتهي القصة.
يريد كافكا بقصته الرائعة هذه أن يصور الإنسان كخاطئ ﻻ يشك في خطيئته، لكنه ﻻ يعرف طبيعة هذه الخطيئة و ﻻ يعرف كيف دفع إليها و ﻻ كيف يتخلص منها وﻻ حتى أمام من يستطيع الدفاع عن نفسه، فهو متأكد بأنه خاطئ و متأكد بأن هناك قاضيا يعاقب على الخطيئة أو يبرئ منها و متأكد أن هناك قانونا ينظم عقاب الخاطئين، و لكنه يجهل طبيعة القانون و ﻻ يعرف أين يجد القاضي! و ﻻ يجد الوسيلة التي توصل إليه..》