سادنُ اللّيل بعَينِ الضَّوءِ أنتَظرُ النَّهارا وما في الغَيبِ يُشبِعُني انتِظارا بعيداتُ المَنَالِ وعَاصِياتٌ أمَانِّيَ الّتي بَقِيَتْ عَذارى على كَتِفِي حَمَلتُ العُمْرَ دوما ومِنسَأَتي تُعاضِدُني اصطِبارا أُجاري عَادياتِ الدَّهرِ طوعا وحتَّى ما أراها لا تُجارى لعلِّي أو عَساني في الخَفايا أنَالُ الرُّشدَ أو أُعطى اختيارا كَلِيمِي الذَّاتُ والأَصواتُ نَجوى وصَمتُ الحالِ يَملَؤُني حِوارا وروحي بَسمةٌ لَمَسَتْ شِفاهِي تُدَانِي القَولَ كي تَبدو جِهَارا وكُلِّي رغبةٌ خَضراءُ كُلِّي وإن شاءَ القَضاءُ ليَ اصفِرارا أقَمتُ على شَفا الأيَّامِ مأوى وفي حَطبِ الشَّقا أوقدت نَارا ويَسألُني الرَّدَى إن كُنتُ حَيَّا وقد ظنَّ الَّذي كان احتِضارا ألا يا صُبْحَ قد جَالسْتُ ليلي وصِرتُ هِلالهُ لمَّا تَوارى جَعلتُ الصَّبرَ في تيهي طَريقا وشَيَّدتُ الرَّجا عندي دِيارا وَوَجَّهتُ التَّضَرُّعَ في مُرادي لوهّابٍ بهِ القَلبُ استجارا الوافر
والأرض منفى جسدٌ أنا عريانُ رغمَ ردائي هدَّتْ قِواهُ مواسمُ الفقراءِ أمشي على خطِ الزَّمانِ مُسيَّرا وكأنَّ ظلِي سارَ خلفَ قضائي وقتي توقَّفَ يومَ زلزلةِ الردى ألقى عَزاه وقد أخذتُ عَزائي ناديتُ: ثُمَّ؟ أجابَ حَسبكُ دمعةٌ ثُمَّ امتهنتُ تصبري وبكائي مَن لي ومَن للساكنات بمقلتي ومَسائِنا والغصَّةِ الرَّمضاءِ غرقتْ بطوفانِ العبادِ سفينتي تلكَ التي ركبتْ صعيدَ الماءِ والأرضُ منفى قيدتني نورسا قنصتْ جَناحي وازدرتْ أجوائي وبَقيتُ أُحصي للحياةِ دقائقا وأقرُّ أيَّ ذريعةٍ لبقائي يا عَالِمًا بالحالِ كفِّي منبرٌ مَرفوعةٌ مَشفوعةٌ بدعائي اغتال سَيفُ الحُزنِ عُمْرا داخلي وغَدَوتُ مُغترِبا عن الأحياءِ فَصلٌ على الأيام قد عِشتُ الصِّبا أُنهي شتاءً أَبتدي بشتاءِ ذرني وصَمتي فالرضوخُ تضرُّعٌ ولقد نَزفتُ تَضرعًا بشقائي أحتاجُ تاريخا لأكتُبَ قِصَّتي أو أكتفي بالصَّفحةِ البيضاءِ الكامل
( ودُّ ) قرابينٌ سنيني سوفَ تُهدى إذا بادَلْتِني يا (ودُّ) ودَّا حياتي استوطنت عينيكِ عُمْرا وسيفُ صَبابتي يَهواكِ غَمدا أتَيتُ فرائضي جَمعا وقَصرا كأنِّي عَابرٌ يَنقادُ وَجدا إلى عَزفِ الخَلاخِلِ صِرتُ أَهفو وعيني عُلقتْ في الجِيدِ عِقدا فلو نِلتُ الهوى أطفأتُ ليلي وقلتُ توسدي الكِّتمانَ مهدا فكلُّ جوارحي تَغدو كثَغرٍ يرى كلَّ المَفاتنِ فِيكِ خَدَّا فيا نبضَ الذي يَهتز نبضا وقد ذاقَ الجَفا في القُربِ بُعدا رَهنتُ القلبَ مُرتجيا وِصالا ولُقيا مَبسمٍ بالقلبِ يُفدَى وإنِّي واهبٌ للهمسِ سَمعا وصمتَ حرائقٍ ليكونَ ردَّا يُنادينا النَّهارُ بلا مجيبٍ وهل حَفِظَ الجَوى للرُّشدِ عَهدا فأنتِ روايةٌ قد دوَّنتني على أن أتبعَ الأشواقَ سَردا تُقَرِّبُني إلى حَتفي وأرجو إذا جدَّ الهوى أن أُستردَّا عليَّ تساقطي مَطرًا غزيرًا لكي أنمو على كفَّيكِ وَردا وكوني نشوةً تنتابُ صدري وكوني رحلتي كي أستَعِدا بلال الجميلي .بغداد٢٠٢١ الوافر
من دجى حزني صحيحُ الجسمِ والممشى صحيحُ = ولكن من دُجى حُزني أطيحُ أصابتني التي نزلتْ بساحي = رمتْ صدري وأردتني الجروحُ على أرضي ثوى بدني، وروحي= تُلاعِبُها سماواتٌ وريحُ فلِيْ في كلِّ حادثةٍ نزيفٌ = ومُنذ الطَّفِّ نائِحَتي تَنوحُ ولي حُلُمٌ منَ الأضغاثِ لكن = وسَاوسُهُ يُترجِمُها الوضوحُ تُواعدُني بصومِ الدهرِ قِسًّا = لتَصلِبَني إذا بُعِثَ المسيحُ فيا طُرُقي الَّتي ضاقتْ برَكبي = ودربُ سَوائِنا رَحْبٌ فسيحُ إلى أين السَّبيلُ وكيفَ أمضي= وأينَ مقاصدُ الحَيرى تروحُ أعيدِيني لأقتلعَ الخَطايا = وبالأسرارِ قاطبةً أبوحُ وأقطعُ وردَكِ المملوءَ شوكا = وفي فَوحِ الأزاهرِ لا يفوحُ فإنِّي والخُطى أبناءُ تيهٍ = على سُبُلٍ هُداها لا يلوحُ يُقاسمُني البكاءُ نهارَ يومي= ويدرُكُنا المساءُ ويستبيحُ فليْ الآلامُ في صدري نَواعٍ = إذا كَتَّمتُ أهاتي تَصيحُ وليْ شوقٌ إلى أمسٍ نديم ٍ = على طَرَفِ المدامعِ مُستريحُ البحر الوافر
على قيد الحياة ماضٍ بعُمْري وإن ينتابَهُ الألمُ وكلُّ حُزنٍ على وجهي سَيَبتَسِمُ لم تَهزمِ السنواتُ الحمرُ ميمنتي ولم تُذِلِّ القوى الأوجاعُ والسقمُ في خطوتي يا دُجى الأيامِ بوصلةٌ وفي عيوني هُدًى والأُغنياتُ فَمُ هرولتُ كي أُدرِكَ الأفراحَ في لُغتي ويبرأَ الحرفُ من جُرحي ويَلتئمُ أنا وبوحي هُنا نايٌ وراقِصةٌ كلٌّ يُجاري الذي قد هَزَّهُ النَّغَمُ دوَّنتُهُ مُخلِيًا رأسي على وَرَقٍ مُزاحِمًا من سَما شِعرا ومن نَظَمُوا عاندتُ فيكِ الشَّجا يا بِنتَ قافيتي لكنَّ ما نَالني من وَطئِها نَدمُ أتعَبتُ كفَّ الَشقا والوقتُ أتعَبني وما أتَى مَغنَمًا يبتزُّهُ العَدمُ يا أيُّها القَدَرُ المُخفي مَلامِحَه أرى على وجهِكَ الألوانَ تَرتَسِمُ أُوتيتُ ما أُوتيَ الموعودُ في غَدِهِ فذابَ فيَّ المَسا والنومُ والحُلُمُ أبصرتُ مَرأى السَّنا والشَّمسُ تُنجِبُهُ فكانَ دربي السَّنا بالنورِ يَزدَحِمُ أَمضي ووسوَسَتي وَحيٌ يُخالِجُني وصوتُ مَن أتعبوا الأسماعَ يَنكَتِمُ على ضفافِ الرِّضا سَيَّرتُ راحِلتي فكنتُ مِمَّن غدَا باللهِ يَعتَصِمُ ما نَالَني مُوقِدُ النِّيرانَ في رَحلي وما أَتتْ لم يَكن عُودي وتَلتَهِمُ حَرَّرتُ في بسْمةِ الوجْناتِ مُعتَقلا مُهادِنا وأَدانتْ شَخصَهُ التُّهَمُ وأَعتَقتْ كلِماتي كُلَّ لَهجَتِها وبالتجلِّي مَحَتْ أَوهامَ ما زَعَمُوا سأرتدي زينةَ الأعياد ما بَقِيَتْ أَيامُنا ومع الأَعيادِ أنسَجِمُ وأَبتدي موسمَ الأمطارِ من عَطشي مُستَمطِرا من لَظى ما كانَ يَحتَدِمُ وأَعتلي ظهرَ دربي غيرَ مُلتفتٍ كفاتحٍ بايَعتهُ الرُّوحُ والقَدَمُ البسيط بلال الجميلي / بغداد 2023
اشتعل الرأس شيبا مَضى فصلُ الصِّبا عنِّي ورَاحَا= ومُنذُ الشَّيبِ أمري ما استراحا أعيشُ دقائقَ الذكرى وعطرا = من الذكرى على النسيانِ فاحا إلى أثري البعيدِ وعَدتُ عيني = أُرافقُها إذا ما الأمسُ لاحا سنينٌ قَبلتْ وَجَناتِ عُمري= وصارتْ بعدَ نيساني رِياحا إلامَ خلودُها أحلامُ رأسي = ودَثرتُ الكرى نومًا مُباحا ليالٍ ما أراحتْ نِصفَ يَومي = ولا الصُّبحُ الذي أرجو أراحا عَليلٌ ذلك المَدعو بِصبرٍ = يُعاهدُني وما أخلى سَراحا يُناشدُني بأن أبقى صديقا= ويَبغي دونَ عُشَّينا جَناحا وإني عندَ مَحبسِه أسيرٌ = قديمٌ، ما رأى عِتقا مُتاحا على جدرانِه علَّقتُ صَوتي = وصَالحتُ المسامعَ والنُواحا فَليْ في ذمةِ المَبكى يمينٌ= إذا ما شَحَّتِ الأقداحُ سَاحا وَليْ في جَعبةِ الدُّنيا سِهامٌ = إذا ما عَانقتْ تَلدُ الجِراحا سأبقى واقفا مادامَ دَربي = لغيرِ البُعدِ لا يَرضى سَماحا وأبتاعُ الصَّفا من عينِ طفلٍ = ومن ظلِّ الضُّحى أشريْ وِشَاحا يُواري الخُصلَةَ البيضاءَ عنّي =ويُسكِتُهُ إذا ما العمرُ بَاحا الوافر
على مسرى الرسول أتَيتُ قريضي والإِباءُ دليلُ إلى حيثُ أرضُ الأنبياءِ أميلُ أُقيمُ على مسرى الرَّسولِ مَنصَّةً وَأَضربُ صدرَ الشِّعرِ حينَ أقولُ وهل عِندَ غيرِ القدسِ تقتربُ السَّما ليدنو إلى عَرشِ الإلهِ سبيلُ فلسطينُ ملءُ الخَافقينِ حُدودُها وللموتِ شعبٌ قائمٌ وكفيلُ حَجيجٌ على مَسعى الرَّدى شُهداؤهُ حُتوفٌ إذا صالَ العُداةُ تَصولُ عليكَ سلامُ اللهِ حيَّا وإن قَضَتْ رزايا أمَالتْ شَمسَنا وأفولُ شَكوتُ وزُهدُ القومِ فيكِ كبائرٌ شكوتُ وما أرخى الحياءَ خجولُ وماذا عَساهم والجباهُ تَرهَّلتْ ونالَ عُيونَ المَسجدينِ ذُبولُ شَرِبنا كُوؤسَ الصَّمتِ حدَّ شُحوبِنا ونزفُ منايا الثَّائرينِ يَسيلُ يُحاصرُنا دَمعُ الرَّضيعِ إذا بَكى ويَقتُلنا حتفَ الأُنوفِ قَتيلُ تُعزُّ السَّرايا في حماكم وعِندهم عَزيزُ بلادِ المؤمنينِ ذَليلُ أيا قِبلةً عطشى لمجدٍ سنينُنا ووعدُكِ فيها عارضٌ وهَطُولُ وليلُكِ رغمَ المظلماتِ سينتهي شروقا وليلُ العالمينِ يَطولُ أتتكِ حروفي مُسرِجاتٍ أَكُفَّها خيولٌ علاها في المدادِ صَهيلُ تُزيلُ عن الأيامِ سوءةَ سَبتِها كَما آخرًا هذا الكيانُ يَزولُ الطويل