الشيخ محمد رشاد الشريف.. مقرئ المسجد الأقصى
******
يوصف بمقرئ المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية، صاحب صوت رخيم، ومثقف وبارع في نظم الشعر. أفنى حياته في سبيل تحفيظ كتاب الله عز وجل، تخرج على يديه آلاف الطلبة الذين درسهم أصول التجويد وحفّظهم القرآن.
المولد والنشأة
ولد الشيخ محمد رشاد الشريف عام 1925 في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، نشأ وترعرع فيها، والده هو الشيخ عبد السلام الشريف من طلاب الأزهر والمتصل نسبا بالحسين بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الدراسة والتكوين
درس علوم القرآن الكريم في جامعة الخليل، وهو حاصل على شهادة الماجستير في علوم القرآن.
التجربة العلمية
بدأ الشيخ الشريف قراءة القرآن الكريم منذ كان صغيرا في المرحلة الابتدائية، حيث كان يختلس الاستماع عبر مذياع بإحدى مقاهي الخليل إلى صوت رخيم يتلو القرآن بأسلوب رائع وجميل، فاستهواه هذا الصوت الذي لم يكن سوى صوت أحد مقرئي القرن العشرين محمد رفعت الذي توفي عام 1950.
ولم يكتف بمذياع مقهى الخليل، بل كان يذهب إلى القدس للاستماع للقرآن الكريم، كما كشف هو نفسه لبرنامج "أصوات من السماء" من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية، ومن هنا بدأ حب الشيخ الشريف للقرآن وتلاوته وتجويده، فكان يحاكي الشيخ رفعت ويحفظ ما سمعه منه، ثم يعيد تلاوته بنفس الطريقة والصوت، وبذلك تعلم الترتيل.
تتلمذ الشيخ الشريف على يد الشيخ حسن أبو سنينة في الخليل، وأتقن قبل بلوغه 18 عاما قراءة القرآن بروايتي حفص وورش. وبعد ذلك حقق الشيخ شهرة كبيرة في فلسطين.
الوظائف والمسؤوليات
استدعي الشيخ الشريف لقراءة القرآن في إذاعة القدس عام 1941، وهي الفرصة التي جعلت الشيخ رفعت يستمع إليه ويعجب بصوته، ويرسل له رسالة، وقال الشيخ الشريف إنه لم يتمكن من لقاء الشيخ رفعت لعجزه عن السفر حينها إلى مصر، ومات دون أي يلتقي به.
وذكرت بعض المصادر أن الشيخ رفعت أطلق على الشيخ الشريف اسم "محمد رفعت الثاني" أو "محمد رفعت فلسطين"، وكان ذلك عام 1944.
عيّن الشيخ الشريف مقرئا في المسجد الإبراهيمي بمسقط رأسه بالخليل، وعين مقرئا في المسجد الأقصى عام 1966 من قبل الأوقاف الإسلامية، ولذلك أطلق عليه لقب مقرئ الحرمين المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي.
وكان يقرأ القرآن الكريم في أيام الجمع بالمسجد الأقصى المبارك، إذ اعتادت الأوقاف أن تعين مقرئا يقرأ القرآن قبل أذان صلاة الجمعة، وكان يقرؤه فيه أحيانا بعد صلاة العصر في شهر رمضان.
واستمر يعمل مقرئا ومدرسا للقرآن الكريم في فلسطين حتى عام 2002، إذ غادر البلاد وتوجه للسكن في الأردن، فعمل منذ ذلك الحين وحتى وفاته إماما بمسجد الملك عبد الله في عمان.
وكان يُطلب من الشيخ الشريف التلاوة في افتتاح المؤتمرات الإسلامية السنوية في القدس، مما فسح المجال أمامه للالتقاء بأهل العلم والخطباء من مختلف دول العالم.
وبحسب من تحدثوا لحلقة "أصوات من السماء" فإن الشيخ كان يمتاز بصوت مخملي قوي، يمكنه الانتقال من مقام إلى آخر حسب القصة التي تحكيها الآية، وأنه يعتمد على القراءة التفسيرية للقرآن الكريم.
المؤلفات
لم يكن الشيخ الفلسطيني مقرئا فحسب، وإنما كان أيضا من ناظمي الشعر، حيث ألّف على مدار سنوات حياته ما يقارب مئة قصيدة أشهرها "المعلم" التي مدحها النقاد. وله ديوان شعري لم يطبع.
كما كانت للمقرئ الفلسطيني معرفة كبيرة بفن الخط، وكان يتقن خط "الرقعة" و"الثلث" و"الفارسي"، وألّف كتاب اللغة العربية للصف الأول بتكليف من وزارة التربية والتعليم في الأردن، مستخدما في كتابه خط "الرقعة" في تعليم الأطفال.
ويكشف الشيخ الشريف لبرنامج "أصوات من السماء" أنه أثناء انعقاد المؤتمر الإسلامي في جدة عام 1980، تحدث الزعماء عنه، وقالوا إنه يقرأ القرآن بصورة مميزة ويجب أن يتم التسجيل له ليسمعه العالم كله، وهو ما حصل، حيث سجل القرآن بصوته في ظرف سنتين.
الوفاة
توفي الشيخ الشريف يوم 26 سبتمبر/أيلول 2016 بالعاصمة الأردنية عمان عن عمر يناهز 91 عاما.
ونعى المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ الشريف "أحد مجيدي ترتيل القرآن الكريم على القراءات السبع"، مضيفا "بوفاة الشيخ الشريف ستفتقد الأمة الإسلامية رجلا أفنى نفسه في سبيل تحفيظ كتاب الله، حيث تخرج من تحت يديه آلاف الطلبة الذين درسهم أصول التجويد وحفظهم القرآن".
*****
منقول
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية
--------------
محمد رشاد الشريف - القران الكريم على موقع السبيل https://ar.assabile.com/mohammad-rac...al-shareef.htm
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه