في حنجرتي
لغزٌ يتماهى فوق حدود اليأس
وحول خدود الوصف
وفي همسي تغفو ألحان الماضي
يوقظها قلبٌ لا يعرفُ سوى ومضاتِ
بدايةِ من حملوا اليقطين شعارًا
في حنجرتي ..
ينساب غناءُ تواريخ النّاياتِ
يلبّي ما أجفى عن حاضرة المعنى
أو يمنحُ خاطرتي زهو الأيامِ بريقًا
يعشق ما ولىّ عن بوح جراحاتي
يا ليل تداركْ من أحلام ربيعي أطوارًا
يا ليل أنلْ أصوات الريح بقايا أشرعةٍ
كي نفقه كنه وجود الفجر
وآياتِ الوصل خشوعًا يرفعني
كي نحمل شيئًا من أعماق البحر
نمنّي النَّفس بأنَّ البين قريبًا مرتحلٌ
كي تبقى حنجرتي ..
تروي للناس حكاياتي
وتصدَّ رياحًا لم تعبأ بجمال إراداتي
في حنجرتي ..
لحنٌ بالخلد تناهى
واسأل عنّا أدمعنا
وهوى الذكرى
******
( من الخبب )
... وطوى البهاءَ مع السَخاءِ
يروم أطيافَ الحداثةِ ،
حاملاً عِبءَ التفكّر ،
ينثر الأفنانَ والأذهانَ حول روائحِ العِرفانِ ،
لكن دونما إتقان فلسفةٍ تبينُ سميَّهُ ،
فإذا اختلافُ الرأي حول أرائكِ الأعرابِ دون مساحةٍ ،
وإذا الشحوبُ يلفُّ خِدْرَ دلائلِ الظمآى ،
تُجمِّلُ بالقنابلِ والظنون الخاتلات رسومُها التعبى ،
وتنهض من هناك تقولُ لي( ..... )
فاكتبْ لنا عن عهدِ صفو سالفٍ ،
لا تكترثْ إن قيل أنك دون روحِ حضارتي ،
أو مازجوا بين ارتياد السحر في سبل القِرى ،
مع فَوْرةٍ للذهنِ تُنبي عن مَهايع غفلةِ
، قُم حدّث المغنى عن الذكرى الشذيّ زمانُها ،
في يوم أسلمنا الفؤاد لأقحوان الحارةِ
، وتنسَّمت بالود ألحانُ العفافِ مع الوصالِ المُرهفِ ،
وترى العيون المترفاتِ تنيلُ حِسَّك زهو آمال الهوى ،
وتكاد تحتضن المواسم ريثَ تنقش ما يلوح على المشاعر من حفيف مودةٍ وحفاوةٍ ،
وهنا ارتقى الوجدان يخبر مَن مضى أو مَن أتى :
أقرارة الأحزان يا جُبّ الأسى ،
ضاعت فراشاتي وجفَّ عليّ قطرُ المنتدى ،
وتطايرتْ لحظاتُ ناياتِ النَّديم تلومني ،
أن عشتُ مرتادًا ظِلالَ ضلالةٍ عفويَّةٍ ،
أن كان يهمس في حشايَ من الطيوف بقيَّةٌ ،
أن يُتَّمتْ سورُ الحقائقِ في قوافي قصتي ،
حتى إذا مال البريق عن الحمى
ناجيتُ خِلَّ مَدائني ......