قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه ,
فهو يقتلع أشجارها و يحرق أعشابها و يلطخ صخورها بالدماء و يغرس تربتها
بالعظام و الجماجم , و لكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئنة و يظل فيها
الربيع ربيعا و الخريف خريفا إلى نهاية الدهور...
كانت المرأة بالأمس خادمة سعيدة
فصارت اليوم سيدة تعيسة
كانت بالأمس عمياء تسير في نور النهار
فأصبحت مبصرة تسير في ظلمة الليل
كانت جميلة بجهلها فاضلة ببساطتها قوية بضعفها
فصارت قبيحة بتفننها سطحية بمداركها بعيدة عن القلب بمعارفها
فهل يجيء يوم يجتمع في المرأة الجمال بالمعرفة , و التفنن بالفضيلة
, و ضعف الجسد بقوة النفس ؟