ترى الرجل النحيف فتزدريه = وفي أثوابه أسد مزير
ويعجبك الطرير فتبتليه = فيخلف ظنك الرجلُ الطرير
فما عظم الرجال لـهم بفخر = ولكن فخرهم كرمٌ وخير
بغاثُ الطير أكثرها فراخاً = وأمُّ الصقر مقلاتٌ نزور
ضعافُ الطير أطولـها جسوماً = ولم تطل البزاةُ ولا الصقور
لقد عظم البعيرُ بغير لب = فلم يستغنِ بالعظمِ البعير
يصرفه الصبي بكل وجه = ويحبسه على الخسفِ الجرير
وتضربه الوليدةُ بالـهراوي = فلا غيرٌ لديه ولا نكير
فإن أك في شراركم قليلاً = فإني في خياركم كبير
يعاتبني في الدين قومي وإنما = ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
أسد به ما قد أخلوا وضيعوا = ثغور حقوقٍ ما أطاقوا لـها سدا
وإن الذي بيني وبين بني أبي = وبين بني عمي لمختلفٌ جدا
فإنْ أكلوا لحمي وفرتُ لحومهم = وإنْ هدموا مجدي بنيتُ لـهم مجدا
وإنْ ضيعوا غيبي حفظت عيوبهم = وإنْ هم هووا عني هويتُ لـهم رشدا
وإن زجروا طيرا بنحس تمر بي = زجرت لـهم طيراً تمر بهم سعدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم = وليس رئيسُ القوم من يحمل الحقدا
لـهم جلُّ مالي إن تتابع لي غنى = وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
وإني لعبدُ الضيف ما دام نازلا = وما شيمةٌ لي غيرها تشبه العبدا
على أنَّ قومي ما يرى غير ناظرٍ = كشيبهم شيباً ولا مردهم مردا
بفضلٍ وأحلام وجودٍ وسؤددٍ = وقومي ربيعٌ في الزمان إذا اشتدا