ان شاعرا دخل على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب وظن ان الشاعر سيأكل من طعامه في ذلك اليوم والا فانه سيهجوه . غير ان الشاعر انتبه الى ما اصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول :
تغير اذ دخلت عليه حتى *** فطنت .. فقلت في عرض المقال
يروى أن صائمًا دخل قرية في رمضان، فرأى كل من فيها يأكلون نهارًا. استغرب الأمر، وقال لهم: أما عندكم رمضان؟!
قالوا: بلى، ولكن شيخنا يصوم عنا.
فذهب إلى دار الشيخ مستغربًا، ودخل وكان الوقت نهارًا، فرأى أمام الشيخ سفرة طولها كذا ذراعًا، وعليها ما لذَّ وطاب من المآكل، والشيخ يلوك الطعام
فقال: يا شيخي، علمت أنك تصوم عن أهل البلد؟!
فرد الشيخ قائلاً: يا جاهل، من يصوم عن أهل بلد، أَلاَ يتسحر مرة كل نصف ساعة؟!!!
تقضي الشريعة الإسلامية بأنه لا صيام لشهر رمضان حتى تثبت الرؤية، وقد كان الصوم في يوم الشك مثار خلاف بين الفقهاء.
ومن طريف ما يروي أن (شريكًا) قاضي المسلمين على عهد (الرشيد)، كان في مجلس الخليفة في يوم الشك والفقهاء عنده، فلم يزالوا جلوسًا إلى الظهر ينتظرون الأنباء من هنا وهناك، فجاءت بأن الهلال لم يره أحد البارحة، وكان بين يدي الخليفة تفاح، فطرح إلى كل من الجالسين تفاحة، فأكلوا إلا القاضي (شريكًا)، فإنه لم يقرب تفاحته.
فأراد الفقيه الكبير (أبو يوسف) أن يوقع بين الخليفة وقاضيه، فقال: انظر يا أمير المؤمنين إلى قاضيك يخالفك؛ إذ إنه أبى أن يأكل ويريد أن يتم صيام اليوم.
ووجد القاضي نفسه في مأزق، ولكن بديهته أسعفته بقوله: "لم أخالفك يا أمير المؤمنين، بل هو الذي خالفك... إنما أنت إمام ونحن الرعية لا نفطر حتى تفطر أنت، وليس لنا أن نتقدمك".
قال الخليفة: (صدقت)، ثم أكل وبعده أكل شريك.
كان من عادة عمر بن عبد العزيز وهو والي المدينة أن يصلي في رمضان الصلوات الخمس كلها في مسجد رسول الله .. وبينما هو يصلي العصر رأى أعرابيًّا يأكل بجانب قبر الرسول، فدنا منه فقال له: أمريض أنت؟!
قال: لا.
قال: أعلى سفر؟
قال: لا.
قال: فما لك مفطر والناس صائمون؟!
قال الأعرابي: إنكم تجدون الطعام فتصومون، وأنا إن وجدته لا أدعه يفلت مني.
ثم أنشد:
ماذا تقـول لبائـس متوحـد *** كالوعل في شعب الجبال يقيم
يصطاد أفراخ القطـا لطعامـه *** وبنـوه أنضاء الهموم جثـوم
والقوم صاموا الشهر عند حلوله *** لكنـه طول الحيـاة يصـوم
كان أحد الفقراء يسكن في بيت قديم، وكان يُسمع لسقفه قرقعة مستمرة لأية حركة، فلما جاء صاحب المنزل، قال له الساكن: أصلح السقف، أصلح الله حالك.
فأجابه صاحب المنزل: لا تخف، إن السقف صائم يسبح ربَّه.
فقال الساكن: أخشى بعد الإفطار أن يطيل السجود وهو يصلي القيام، فلا يقوم ولا أقوم!!