مساجلة النبع الشعرية

أتمنَّى مُخْلصاً أن تَفْهَميني = رُبَّما .. أخطأتُ في شرح ظنُوني
رُبَّما سرتُ إلى حُبِّكِ معصوبَ العيونِ = ونَسَفْتُ الجسرَ ما بين اتِّزاني و جُنوني
أنا لا يمكنُ أن أعشقَ إلاّ بجُنوني = فاقْبَلِيني هكذا .. أو فارْفُضِيني ..

نزار قباني

نعيب زماننا والعيـب فينـا=وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ=ولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ=ويأكل بعضنا بعضا عيانـا

الأمام الشافعي

نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، = يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تَأسّينَا
حَالَتْ لفَقْدكُمُ أيّامُنا، فَغدَتْ = سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛ = وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانِيَةً = قِطافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما = كُنْتُمْ لأرْوَاحِنَا إلاّ رَيَاحِينَا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يُغَيّرُنا؛ = أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!

ابن زيدون

نَسيتُ وَما أَنسى عِتابًا عَلى الصِدِّ =وَلا خَفَرًا زادَت بِهِ حُمرَةُ الخَدِّ
وَلا لَيلَةً قَصَّرتُها بِقَصُورَةٍ=أَطالَت يَدي في جيدِها صُحبَةَ العِقدِ
وَمَن لي بِيَومٍ مِثلِ يَومٍ كَرِهتُهُ=قَرُبتُ بِهِ عِندَ الوَداعِ مِنَ البُعدِ
وَأَلا يَخُصَّ الفَقدُ شَيئًا فَإِنَّني=فَقَدتُ فَلَم أَفقِد دُموعي وَلا وَجدي

المتنبي

دَعيني أَركَبُ الأَهوالَ إِنّي = رَأَيتُ رُكوبَها فيهِ اِتِّداعي
فَإِنَّ بِأَرضِنا بَقَراً شِباعاً = وَلَكِن بَينَ آسادٌ جِياعِ
وَهَل يَهنا البَهيمَةَ خِصبُ مَرعىً = إِذا ما آنَسَت صَوتَ السِباعِ
إِذا راعَ الوِداعُ قُلوبَ قَومٍ = فَلي قَلبٌ يَحِنُّ إِلى الوِداعِ
وَإِن يَنزَع إِلى الأَوطانِ غِمرٌ = فإِنَّ إِلى النَوى أَبَداً نِزاعي
يُراعُ لِفُرقَةِ الأَوطانِ نِكسٌ = ضَعيفُ العَزمِ أَخلى مِن يَراعِ
وَكَم مِن فُرقَةٍ طالَت فَكانَت = بُعَيدَ اليَأسِ داعِيَةَ اِجتِماعِ
تُقارِعُني الحَوادِثُ عَن مُرادي = وَأَرجُو أَن يُذلِّلَها قِراعي

ابن المقرّب العيوني

عبث النسيم بقده فتأودا = وسرى الحياء بخده فتوردا
رشأ تفرد فيه قلبي بالهوى = لما غدا بجماله متفردا
مغرى بإخلاف المواعد في الهوى = يا ليته جعل القطيعة موعدا
حسن الغصون إذا اكتست أوراقها = ونراه أحسن ما يكون مجردا

صفي الدين الحلي

دَمُ الثّوارِ تعرفُه فرنسا=وتعلم أَنه نورٌ وحَقّ
جرى في أَرضِها، فيه حياةٌ=كمُنْهَلِّ السماءِ، وفيه رزقُ
بلادٌ ماتَ فِتْيَتُها لِتحيا=وزالوا دونَ قومِهمُ ليبقوا
وحُرِّرَت الشعوبُ على قَناها=فكيف على قناها تُسْتَرَق؟
بني سورِيَّةَ، اطَّرِحوا الأَماني=وأَلْقُوا عنكمُ الأَحلام، أَلْقُوا
فمِنْ خِدَعِ السياسة أنْ تُغَرُّوا=بأَلقاب الإمارةِ وهْيَ رِقُّ
وكم صَيدٍ بدا لك من ذليل=كما مالت من المصلوب عُنْق

أحمد شوقي

قومـي فقتلـك كـان حلمـاً بائـسـاً ** من غيـر حبّـك لـن تُحَـل قيـودي
ولتعلمـي أنّـي غفـرت ولـم يــزل ** يمضي هـواك ويستبيـح حـدودي
هي ميزة العشّاق نسيـان الخطـا ** مـا ضـاع يكفينـي عقابـاً عـودي



باسم الحاج

دعِ الوشاة وما قالوا وما نَقَلوا=بيني وبينكم ما ليس ينفصلُ
لكم سرائرُ في قلبي مخبَّأةٌ=لا الكُتْبُ تنفعني فيها ولا الرُّسُلُ
رسائلُ الشوقِ عندي لو بعثتُ بها=إليكمُ لم تَسَعْها الطُّرْقُ والسُّبُلُ
أُمسي وأُصبحُ والأشواقُ تلعبُ بي=كأنما أنا منها شاربٌ ثَمِلُ

بهاء الدين زهير

لا تحسَبي الأوراقَ قد مُـلأتْ ** وزنـاً وإعـلالاً وإبــدالا
سطَّرتُ أشعاراً فرحـتُ بِهـا ** ليصيرَ قَولـي عنـكِ أفعـالا


فراس عضيبات