قبل َ الكلام ْ
أيقظت ِ في ّ مشاعرا ً
كادت ْ تنام ْ
وظللت ُ أسأل ُ والسؤال ُيجولُ بي
كيف َ استطعت ِ بنظرة ٍ
أن ْ تَستبيحي خافقي
رغم َ الزّحام ْ
قبل َ الكلام ْ
قد ْ كنت ُ أكتب ُ كل ّ يوم
للعابرات ِ على الدروب ْ
للحالمات ِ بهمسة ٍ ورديّة ٍ
للباعثات ِ بعطرهن ّ مع النّسيم ْ
لكنني ...
لما التقيتك ِ في زمان ٍ ليس َ لي
ما عاد َ يُغريني النشيد
ما عدت ُ أكتب ُ في الهوى
أو في الغرام ْ
قبل الكلام ْ
أحتاج ُ يا زمني رجوعك للوراء
حتى أسير َ إلى الأمام ْ
وأنا المُكبّلُ والمُقيّد ُ بالسلاسل ِ والقيود
وأنا المحاصر ُ في المدينة ِ لست ُ أعرف ُ جيّدا
ماذا هنالك َ كان َ لي خلف َ الحدود ْ
قبل َ الكلام ْ
كم ْ كنت ُ أحلم ُ لو أحلّق ّ مرة ً فوق َ الغمام ْ
بيني وبينك ِ حاجزان
بيديك ِ أول ُ حاجز ٍ
والحاجز ُ الثاني هنا
قد كان َ شيّده ُ الزمان
بيني وبينك ِ دمعتان
تغفو على الوجنات ِ في هذا الظلام ْ
هل غير قلبي يحتوي فينا الأنين
والآن َ أدنو من حروفي كي يعانقك ِ النشيد
وأعيد ُ رسم حكايتي
لك ِ من جديد
لكن ّ حرفي لا يُطاوع ُ فكرتي
قبل الكلام ْ
رحل َ الكلام ْ
وينتصف ُ المساء
وحبيبتي مشغولة ٌ بنُعاسها
لم أقترب ْ من حُلمها
وحصارها ...
وغيابها ..
ورحيلها ...
وأنا هنالك َ والمسدس ُ في يدي
وقصيدتي مملوءة ٌ بحروفها
وتقول لي :
هيا انطلق ْ صوب النوافذ َ من جديد ْ
حتى تراها نائمة
في ثوبها الممزوج بالأمنيات
يا ذكريات
كانت لنا في كل ركن ٍ في الشوارع والزقاق
قبل الحصار ...
مَن باع مفتاح المدينة ِ للعدو
حتى يبيع َ الورد
للسائحين ...
للعابرين على الجراح ..
منْ يا ترى باع َ السلاح ْ
للغاصبين ...
حتى يكون َ بقُدسنا
دمُنا مُباح ْ
وحبيبتي
في سجنها السرمدي
وأنا هنا
وحدي على باب ِ القصيدة واقف ٌ
والشوق ُ يقذفني ويقذف ُ لهفتي
وتقول لي :
من أي ّ ريح ٍ قد أتيت ْ
حتى تعانق َ في المساء ضفيرتي
أشعلت َ في ّ حرائقي
وتركتني
في لجّة الشوق الجميل ْ
قد كنت ُ قبلك َ خائفة
من كل شيء ْ
من صوت ِ عصفور على غصن الندى
من نجمة تاهت ْ كثيرا في المدى
ثم ّ التقيتك َ صدفة ً
فشعرت ُ أن ّ الريح َ لي
وكذا الهواء
ووجدتني
صرت ُ المليكة َ لا أخاف ُ الليل َ أو صوت َ الرعود ْ
فمتى تعود ْ ؟
قلنا لورقاء ِ الجبل ْ
ليمامة ٍ كانت ْ تجي ءُ على خجل ْ
كان َ الكنار
منها يغار
وكذا الحجل ْ
قلنا لها كل ّ النشيد ْ
هذا النشيد ْ
هل تسمعين َ حبيبتي
صوت َ المسافر في الحروف
هل تلمحين َ على الرذاذ
وجهي أنا
هيا افتحي للعاشق ِ القروي ِ باب َ النافذة
حتى يراك ِ كما يريد
هي َ رحلة ُ المشتاق ِ في عين الصبية
هي َ أغنيات ٌ لم يقلها العاشقون
هي َ ما أريد ُ وما أكون ْ
قلنا لورقاء ِ الجبل ْ
هذا المساء ُ المشتهى
وبما حوى
من أغنيات ٍ حالمة
من أمنيات ٍ هائمة
ما زال َ لي
وبه ِ سأكتب ُ ما أريد
وبه سيكتبني النشيد ْ
بمناسبة الإفراج عن الأسير البطل الأستاذ / محمد علان من سجون الإحتلال ، بعد خوضه معركة الأمعاء الخاوية ، ألقيت في أمسية شعرية وطنية في ملتقى رجال الأعمال في نابلس بحضور حشد ...
فلســطينُ الحـبــيبةُ أعــذريــنا
فكمْ عاثَ اليهود ُبكِ العَــــرينا
دَعي الأشجانَ عنك ِوأسمعينا
من َ الألــحان ِشَدْواً أطــربينا
فَديـْنا الأرضَ من دَمــِنا وإنّا
لنا عَــهْدٌ ومـا خُــنّا اليــَـمينا
لا ما نسيت ُ وكيف َ أنسى
ذاك َ الحديث ُ وكل ّ همسه
هل تعلمين
كم ساعة وحدي على درب ِ إنتظارك ِ واقف ٌ
وهناك َ أنت ِ ولا هنا إلاي ْ
يا صوتها المجبول في
ألحان ناي ْ
قيثارة اللحن ِ الجميل
وحكاية الشوق ِ المحلق ِ في الفضاء كما الغمام ْ
أأقول ُ أنك ِ في دمي
أأقول ُ أنت ٍ حبيبتي
أأبوح لك ْ ؟
أخشى عليك ِ من الوشاة
منّي ومن ْ شوقي الكبير
أخشى عليك ِ من السهر
إن ْ هام َ قلبك ِ أو قرأت ِ مشاعري
أخشى عليك ِ من الهوى
فالحبّ يوجع ُ في الغياب ْ
بيني وبينك ِ ألف ُ باب ْ
ومسافة ٌ مثل التي
بين َ الحدائق ِ والسّحاب ْ
لكنني
ما زلت ُ رغم َ البُعد ِ أمتهن ُ الحنين ْ
وأراك ِ في كل المرايا والصور ْ
وأراك ِ في صوت ِ الكنار ِ على الغصون ْ
لو قلت ِ لي قبل َ السفر ْ
أنّ الفراق َ له أنين ْ
أن ّ الغياب َ هو العذاب ْ
لو قلت ِ لي
قبل الوصول ِ إلى المطار ْ
أنّ الدموع ْ
ستفيض ُ منا كالمطر ْ
لو قلت ِ لي
خُذني معك ْ
أنا لا أريد ُ هنا سواك ْ
لو تعلمي
كم أنت ِ بي
ما كنت ِ يوما ً تسألي
إن ْ كنت ُ يوما كنت ُ أنسى
بالله ِ قولي كيف أنسى ؟