ما زلت في حالة البحث
عن ذرات تراب منها كانت النشأة الأولى
عن عبق لا يحتمل أكثر من تمازج واحد
عنه ...بين أكوام البشر وحطب الحياة
وعني بين غئاء أصوات النساء
لن أستكين
فعلى تقاطع الطرق تسكن الحيرة
وينتشر الضياع
سأتبع حدسي مغمضة العينين
أتنشق عبقه وأسيررر
كما يسير أعمى لا يملك غير البصيرة
فليكن هو البصر والبصيرة
أتنصل مني
وأذوي داخل أروقة الألم
يعتريني الخريف راكضا نحوي
أمارس تهجد أنثى ضاقت بها السبل
أدندن تراتيل الرحيل
وأطلق على ضريح العمر واحد وعشرون شتلة
جففها اليباس
وأترحم على موتى
لا يتقنون فن الموت بلا ضجيج
استل الريشة
وبدأ الرسم
في الأعلى وضع الصندوق
ومعه القفل
في وسط اللوحة
كانت هي
كما يراها
منزوعة السلاح
يجردها تارة من الوجه
وأخرى من الكف
يضع المخرز في العينين
يثقب مكان القلب
يعريها من ملامحها
ينزع من عينها غفوتها
ويطيل الليل
برسم ظلال
يجر الريشة ليصادر فجرا
حملته بعض الألوان
يحرق بالريشة أقدام
مشت إليه
يعفر صخب اللوحة
بالألوان
ينثر الأسود
ينزف الأحمر
يمحى الأبيض
عندما يمل الرسم
يضعها في قلب الصندوق
ويودع جوف البحر المفتاح
لست بيضاء بالكامل ولست سوداء أيضا ..
ولا أحب الرمادي لذلك أنا قزحية الألوان أحادية التوجه ..
لست ناقمة ولا متسامحة بالمطلق ...
أخضع لقوانين قلبٍ يقطنه عقل لم يستسلم بعد ....