في دراستي الجامعية بجامعة حلب في النصف الثاني من السبعينيات لم اكن اداوم الا ايام الامتحانات التي تستغرق شهرا تقريبا في كل صيف
وكان لي صديق ندرس معا "اللغة العربية"
وكنا احرارا في اختيار الشهر السادس او الثامن لتقديم الامتحانات
كنا انا وهو في الصف الثاني
وكانت هناك مادة "الادب العربي" تتكون من سؤالين:
الاول نص ادبي تاريخي ياتي سؤاله من المنهاج
ونص شعري للدراسة والتحليل من خارج الكتاب
وكل واحد منهما عليه خمسون درجة
والمقرر هو عبارة عن كتابين ياتي سؤال واحد من كل كتاب وما على الطالب الا ان يختار احد السؤالين للاجابة
لذلك صديقي اكتفى بدراسة كتاب واحد بشكل عميق الى حد انه استظهر كل ما في الكتاب
واهمل الثاني لئلا يضيع او يشتت وقته وجهده
اما انا فقد قررت ان اقدم هذه المادة في الشهر الثامن
وفي اليوم المقرر تهيأ صاحبي للذهاب الى الجامعة
لكنه فجاة قال لي:
تعال رافقني وانتظرني في المقصف لنتسلى في الطريق ذهابا وايابا
قلت له :دعني فلا مزاج لي
لكنه اصر على مرافقتي له الى الجامعة
قلت له:سمعا وطاعة
وهناك وقبيل الامتحان بربع ساعة قال لي:
ليش ما تدخل القاعة وتقدم الامتحان..؟؟
قلت :ها...منشان تضحك على درجاتي انا لم ادرس حرفا من المنهاج
قال:شو رايك تجاوب عن سؤال الدراسة الادبية لترى مستواك في ذلك ولن تخسر شيئا
قلت:والله فكرة جميلة
ودخلت وكان الكل قلقا مضطربا الا انا
لاني وضعت رسوبي في جيبي
بس اريد معرفة مستواي في تحليل نص ادبي
وزعت الاوراق وبدات بقراءة النص وكان خمرية من خمريات الاعشى
حللته لغة وخيالا وموسيقا برغم جهلي لبعض مفرداته العويصة
واستغرق ذلك مني حوالي ساعة
قلت لنفسي:
ليش ما اقرا سؤال الادب او الموضوع الادبي..
كان السؤال يتعلق بالفرق بين الحنين الجاهلي والاسلامي
في الجاهلي كانت الحبيبةترحل والشاعر يبكي ويستبكي على الاطلال
وفي الحنين الاسلامي كان الشاعر يهاجر وتبقى الحبيبة في الوطن
ولما كنت اعرف الشق الاول من الموضوع جيدا كوني درست الادب الجاهلي في السنة المنصرمة قلت لنفسبي :
ساكتب في الموضوع
فكتبت كلاما كثيرا حول الاطلال وشعرائها
ولكن لم اكن اعرف شيئا عن الادب الاسلامي
وعلى حين غرة برقت في ذهني قصيدة اسلامية كانت مقررة لنا في الصف التاسع وكنت حافظا ابياتها وما زلت وهي للصمة القشيري:
حننت الى ريا ونفسك باعدت ***مزارك من ريا وشعباكما معا
بنفسي تلك الارض ما اطيب الربا ***وما احسن المصطاف والمتربعا
الى اخر القصيدة الرائعة
فكتبتها وعلقت عليها
ولكن الطمع خلاني اخترع كذبة ادبية جميلة وهي:
قلت في ثنايا موضوعي :لقد صدق احد المستشرقين الذي قال
ورسمت علامتي تنصيص ووضعت بينهما جملة من تاليفي ونسبتها الى ذلك المستشرق المتخيل
اخذني الوقت كله وكنت آخر من خرج من القاعة
وفوجئت بصديقي ينتظرني حائرا قائلا:
شو صار معك ليش تاخرت؟؟
فقلت له حكايتي
اما هو فقد خرج بعد نصف ساعة مقهورا
حلل النص الادبي بقرف ..
لماذا..؟
لانهم وضعوا سؤالين اختياريين ولكن من كتاب واحد
وهو الكتاب الذي لم يفتحه صديقي
على اساس ان كل سؤال ياتي من كتاب واحد
وهكذااسقط في يده
كنت سعيدا
وكان تعيسا
وبعد شهر ظهرت النتائج:
درجتي:53
ودرجته:37
وقتها ضحكت كما لم اضحك من قبل
كنت ساديا اتلذذ بنجاحي وبرسوب صديقي الذي كان يشاركني الضحك "وشر البلية ما يضحك"
لكن خففت عنه بان "عزمته" الى احد المطاعم على حسابي
فقد وفر علي وقتا وجهدا وقلقا
صديقي هذا الان مدرس لغة عربية في بلدتنا "عامودة" بعد ان خدم اربع سنوات في الكويت
وما زالت الصداقة قائمة بيننا
والى لقاء اخر في حديث الذكريات
والمواقف التي لا تنسى
دمتم بخير
الأخت سولاف
الأخ جميل
الأخوة والأخوات الكرام
كل الشكر لمن بدأ هذا الملتقى الرائع لنتلمس همومنا ونتشارك أفراحنا وأحزاننا فنحن أمة مبتلاة في كل العصور والأماكن .
لكن عندما يكون واقع الحال ما مررت به أنا وكثيرون مثلي من احتلال غاصب يكون ذلك أهون من أن يكون من قريب يتكلم بلساني ومن أبناء بلدتي وعروبتي وديني فيكون ذلك أكثر ألما ويفطر القلب ويجعلنا مقهورين حد الوجع .
لكن لكل شيء نهاية وما نمر به اليوم ليس غريبا عنا لأن حبيبنا المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام أخبرنا به وبشرنا بزواله ونرجو أن يكون ذلك قريبا .
تحياتي وشكري العمقين للجميع ونسأل الله لكم السلامة والسعادة والتوفيق ,
مع التقدير
في شهر شباط الماضي
عندما كنت في دبي تم الإتصال بي لتنظيم دعوة عشاء لمجموعة من العراقيين ,,وفور عودتي إلى نيوزيلاند بدأت بالتحضير لذلك
الخطوة الأولى: تبدأ في إيجاد المكان الملائم ,,كنا قد تعودنا على الحجز في نادي معين وكانت كل الدعوات ناجحة ,, ولكن لقصر المدة كان النادي محجوزاً.
وبدأنا نتنقل من نادي إلى أخر ومن قاعة إلى أخرى وقد أخذ منا أنا وزميلاتنان لي ذلك ثلاثة أيام لنستقر على قاعة أحد النوادي .
الخطوة الثانية : أحتيار نوع الطعام من المقبلات حتى الحلويات وطريقة التقديم والإتفاق على التسعيرة ومبلغ حجز القاعة .
الخطوة الثالثة : كيفية ترتيب القاعة وتحديد الوقت وعدد المدعويين وغيرها من التفاصيل الصغيرة كالشراشف والعصير وألخ... تم الإتفاق على حجز القاعة من الساعة السابعة الى العاشرة وأن يكون موعد العشاء الساعة الثامنة مساءاً
الخطوة الرابعة : أخذ موافقة الجهة المضيفة على التفاصيل والمبلغ النهائي
الخطوة الخامسة : توقيع عقد ودفع مبلغ من المال كمقدمة
الخطوة السادسة : توجيه الدعوات وتأكيد الحضور
وفي اليوم المحدد
عملنا من الصباح الى الساعة الخامسة مساءاً كمتطوعين مع العراقيين
وصلت البيت الساعة السادسة أبدلت ملابسي وتوجهت بعدها مباشرة مع زميلتي لدعوة العشاء
وصلنا القاعة الساعة السابعة إلا خمس دقائق وجدنا نصف الحضور يقفون عند الباب ممسكين بهواتفهم النقالة يحاولون الإتصال ,,إرتابنا الخوف ,,وأول ما نزلت من السيارة تبين إن الكل يحاول الإتصال بي لأن القاعة مغلقة ولا يوجد أحد .
تسمرت في مكاني وكاد نبضي يتوقف فأنا المسؤولة عن كل شيء ,,يالله ماذا سأعمل!!!!
بدأت وزميلتي نلف حول المبنى وجدنا باباً مفتوحة دخلنا منها وجدنا عاملة واحدة تحاول أن تغلق الأبواب والقاعة مظلمة
وتتهيأ للخروج
سألتها أين هيلين
اجابتني غادرت إلى البيت
قلت لها كيف
قالت لماذا
أخرجت العقد من حقيبتي لتطلع عليه
أمسكت الهاتف وخرجت من القاعة
عادت بعد قليل لتخبرني إن هيلين قادمة في الطريق
طيب ما هو الحل !!!!
أخذ البعض من الزملاء يتصل بمطاعم أخرى
والزميلات يفكرن بجلب طعام من عدة أماكن لو تم تهيئة القاعة لنا فقط
الكل يحاول تهدئتي وأنا في حيرة
فتحوا لنا أبواب قاعة أخرى بشكل موقت
وصلت هيلين
جلست بجانبي وهي تبكي وتعتذر
فعندما نقلت الموعد من الجدول الخاص الى الجدول العام للمطعم بدلاً من أن تكتب 22\2 كتبت 22\3 وتقول إن لها خدمة طويلة لم يحصل معها يوماً ما حصل اليوم
قلت لها ما العمل
قالت لا تقلقي ,,,لن أدعك في حيرة ,,سأحاول تدبر الأمور ولكن العشاء سيكون الساعة الثامنة والنصف بدلاً من الثامنة ولن يكون بنفس المواصفات التي تم الإتفاق عليها عند توقيع العقد بل بما متوفر
لم يكن لدينا خيار
ولكن من حسن الحظ تأخر وصول أصحاب الدعوة بسبب وجود حادث في الطريق بين جهتي أوكلاند
بدأ الكل العمل
وصل ما يقارب 20 عامل
كل واحد يعمل بمكان
والسيدات العراقيات يحاولن تهيئة القاعة
وفي الثامنة إلا ربعاً وصل الجميع والقاعة كانت جاهزة
أفتتحت الدعوة وألقيت قصيدة عن بغداد ,,ثم توالت بقية الفقرات
وأنا أراقب حركة من في المطبخ من بعيد
وفي الساعة الثامنة والنص تماماً
تم وضع البوفية ودعوة الضيوف على العشاء
عندها جلست على أحد الكراسي بعيداً أمسح دمعتي
وأردد الحمد لله
الحمد لله
السيدة عواطف
كنت أقرأ ودقات قلبي تزداد هيجانا
منذ وصولك القاعة والناس متوتيرن
أمامها .
موقف صعب لا تحسدي عليه اطلاقا
لكن الله سلم في اللحظة الأخيرة ,
محطه من المحطات التي تعرضت لها في مشوار حياة
متلاطمة الأمواج , لكن الله سبحانه يلطف بعباده وييسر لهم الأمور .
تحياتي
أستاذنا المكرم وشاعرنا الحبيب .. جميل القلب والروح والاسم ..
أشكرك حقا على هذه المساحة الرائعة بالرغم من المواجع التي تليت ولكنها تريح النفس وتفضفض عن القلب بعض كربه ..
كل المحبة للجميع ..
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
عندما كنت في دبي تم الإتصال بي لتنظيم دعوة عشاء لمجموعة من العراقيين ,,وفور عودتي إلى نيوزيلاند بدأت بالتحضير لذلك
الخطوة الأولى: تبدأ في إيجاد المكان الملائم ,,كنا قد تعودنا على الحجز في نادي معين وكانت كل الدعوات ناجحة ,, ولكن لقصر المدة كان النادي محجوزاً.
وبدأنا نتنقل من نادي إلى أخر ومن قاعة إلى أخرى وقد أخذ منا أنا وزميلاتنان لي ذلك ثلاثة أيام لنستقر على قاعة أحد النوادي .
الخطوة الثانية : أحتيار نوع الطعام من المقبلات حتى الحلويات وطريقة التقديم والإتفاق على التسعيرة ومبلغ حجز القاعة .
الخطوة الثالثة : كيفية ترتيب القاعة وتحديد الوقت وعدد المدعويين وغيرها من التفاصيل الصغيرة كالشراشف والعصير وألخ... تم الإتفاق على حجز القاعة من الساعة السابعة الى العاشرة وأن يكون موعد العشاء الساعة الثامنة مساءاً
الخطوة الرابعة : أخذ موافقة الجهة المضيفة على التفاصيل والمبلغ النهائي
الخطوة الخامسة : توقيع عقد ودفع مبلغ من المال كمقدمة
الخطوة السادسة : توجيه الدعوات وتأكيد الحضور
وفي اليوم المحدد
عملنا من الصباح الى الساعة الخامسة مساءاً كمتطوعين مع العراقيين
وصلت البيت الساعة السادسة أبدلت ملابسي وتوجهت بعدها مباشرة مع زميلتي لدعوة العشاء
وصلنا القاعة الساعة السابعة إلا خمس دقائق وجدنا نصف الحضور يقفون عند الباب ممسكين بهواتفهم النقالة يحاولون الإتصال ,,إرتابنا الخوف ,,وأول ما نزلت من السيارة تبين إن الكل يحاول الإتصال بي لأن القاعة مغلقة ولا يوجد أحد .
تسمرت في مكاني وكاد نبضي يتوقف فأنا المسؤولة عن كل شيء ,,يالله ماذا سأعمل!!!!
بدأت وزميلتي نلف حول المبنى وجدنا باباً مفتوحة دخلنا منها وجدنا عاملة واحدة تحاول أن تغلق الأبواب والقاعة مظلمة
وتتهيأ للخروج
سألتها أين هيلين
اجابتني غادرت إلى البيت
قلت لها كيف
قالت لماذا
أخرجت العقد من حقيبتي لتطلع عليه
أمسكت الهاتف وخرجت من القاعة
عادت بعد قليل لتخبرني إن هيلين قادمة في الطريق
طيب ما هو الحل !!!!
أخذ البعض من الزملاء يتصل بمطاعم أخرى
والزميلات يفكرن بجلب طعام من عدة أماكن لو تم تهيئة القاعة لنا فقط
الكل يحاول تهدئتي وأنا في حيرة
فتحوا لنا أبواب قاعة أخرى بشكل موقت
وصلت هيلين
جلست بجانبي وهي تبكي وتعتذر
فعندما نقلت الموعد من الجدول الخاص الى الجدول العام للمطعم بدلاً من أن تكتب 22\2 كتبت 22\3 وتقول إن لها خدمة طويلة لم يحصل معها يوماً ما حصل اليوم
قلت لها ما العمل
قالت لا تقلقي ,,,لن أدعك في حيرة ,,سأحاول تدبر الأمور ولكن العشاء سيكون الساعة الثامنة والنصف بدلاً من الثامنة ولن يكون بنفس المواصفات التي تم الإتفاق عليها عند توقيع العقد بل بما متوفر
لم يكن لدينا خيار
ولكن من حسن الحظ تأخر وصول أصحاب الدعوة بسبب وجود حادث في الطريق بين جهتي أوكلاند
بدأ الكل العمل
وصل ما يقارب 20 عامل
كل واحد يعمل بمكان
والسيدات العراقيات يحاولن تهيئة القاعة
وفي الثامنة إلا ربعاً وصل الجميع والقاعة كانت جاهزة
أفتتحت الدعوة وألقيت قصيدة عن بغداد ,,ثم توالت بقية الفقرات
وأنا أراقب حركة من في المطبخ من بعيد
وفي الساعة الثامنة والنص تماماً
تم وضع البوفية ودعوة الضيوف على العشاء
عندها جلست على أحد الكراسي بعيداً أمسح دمعتي
وأردد الحمد لله
الحمد لله
الحمد لله على سلامتك
سيدة النبع الكريمة عواطف
وهبك الله عقلا راجحا وقلبا كبيرا يقفان الى جانبك في الشدائد والملمات وقبل ذلك ايمانك العميق بالله الذي لا يتخلى عنك في سرائك وضرائك
اتمنى لك الفلاح في غربتك المزمنة
وكوني بالف خير وسلام
هذه هي الحياة صندوق من الذكريات كثيرها يحما الأسى وقليلها سار ومفرح
وبين هذه وتلك تمضي أيامنا وتنصرم سنوات العمر فالحمد لله على كل شيء
شكرا اخي العزيز على زاويتك الرائعة فهي رحلة مع الايام رائعة
تحياتي
اخي المبدع العزيز الدكتور اسعد
بارك الله بك وسدد خطاك
هي الحياة مأساة كبيرة وكوميديا سوداء وكا منا يؤدي دوره فيها
الزاوية رائعة بحضوركم ورائحة قلوبكم الشذية ذات النبض الصادق
اتمنى ان تتحفنا بالمزيد من مواقفك الرائعة ففي ذلك عبرة وعظة لنا جميعا
كن بخير