[1] فتح القدير المؤلف :محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب- دمشق، بيروت الطبعة :الأولى - 1414 هـ ج2 ص108 [2] سبأ: 51.
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَقْتُولَةً، «فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ»[1]
[1] - الأحاديث التي اتفق عليها البخاري ومسلم (ص: 388)3014 - 1093 -[ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب رقم 1744]
معنى الحديث: أن امرأة من المشركين وجدت مقتولة في غزوة الفتح، فلما رأى ذلك رسول الله - e - أنكر عليهم هذا الفعل، ونهاهم عن قتل النساء والصبيان، ومنع المسلمين أن يقتلوا امرأة أو صبياً عامدين متعمدين ذلك إلاّ في حالات استثنائية، كأن تقاتل المرأة أو الصبي المراهق مثلاً.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على تحريم قتل النساء والصبيان في الحرب، وهو أمر مجمع عليه فيما إذا لم يقاتلوا أو يختلطوا بالرجال. أما إذا قاتلت المرأة أو الصبي، أو اختلطوا بالرجال، فيجوز قتلهم عند الجمهور لما جاء في حديث ابن عمر أنه - e - لما دخل مكة أتي بامرأة مقتولة فقال: " ما كانت هذه تقاتل " أخرجه الطبراني، قال الصنعاني: قوله: " ما كانت هذه تقاتل " يدل على أنها إذا قاتلت قتلت، وإليه ذهب الشافعي وأبو حنيفة أيضاً. اهـ. وأما جواز قتل المرأة إذا اختلطت بالرجال المقاتلين فيدل عليه حديث البخاري عن الصعب بن جثامة أن النبي - e - سئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريهم قال: " هم منهم " أخرجه الستة، فدل ذلك على جواز قتل النساء والصبيان إذا لم يمكن الوصول إلى الرجال إلا بقتلهم وقال مالك والأوزاعي: لا يجوز قتلهم حتى لو تترس أهل الحرب بهم.منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (4/ 117)
ما يستفاد من الحديث:
1- أن الذي عليه القتل والمقاتلة، هم الرجال المقاتلون من الكفار.
2- أن من لم يقاتل من النساء، والصبيان، والشيوخ الفانين، والرهبان، لا يقتلون، لأن القتل والقتال لدفع أذى الكفار ووقوفهم في وجه الدعوة إلى الإسلام، ما لم يكن هؤلاء النساء والشيوخ، أصحاب رأي ومساعدة على قتال المسلمين فإذا كانوا كذلك فإنهم يقتلون.
وما لم يقتض الرأي رميَ الكفار بما يهلكهم عامة، كالمدافع، وفيهم نساؤهم وصبيانهم، ولا يمكن تمييزهم عنهم، فيرْمَوْنَ وَلو انقتل منهم هؤلاء الضعفاء.تيسير العلام شرح عمدة الأحكام (ص: 746)
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
الصلاة على الرسول
يقول الله تعالى:
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة إلي عباده جميعا (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
والصلاة والتسليم عليه .. رحمة بعباده لتفريج الكروب وشرح القلوب، وتيسير الأمور. وكيف لا يكون هذا كله ثمرة من يصلي على رسول الله، والله عز وجل يصلي على نبيه. فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء ذات يوم والبشرى ترى في وجهه، فقال: (إنه جاءني جبريل عليه السلام. فقال: إن ربك يقول لك أما يرضيك يا محمد ألا يصلي عليك أحد من أمتك مرة إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا.
وقال أبو سليمان الداراني: من أراد أن يسأل الله حاجته، فليكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل حاجته، وليختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الله يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما. فأكثر يا أخي من الصلاة على رسول الله .. وأعلم أن أقل الإكثار ثلاثمائة كما قال أبو طالب المكي.
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
كان نفر من قريش يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منهم أبو لهب، والحكم بن أبي العاص بن أمية، وعقبة بن أبي معيط، وعدي بن حمراء الثقفي، وابن الأصداء الهذلي, وكانوا جيرانه لم يدخل الإسلام منهم فيما بعد إلا الحكم بن أبي العاص، فكان أحدهم يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي، حتى اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا؛ ليستتر به منهم إذا صلى وازداد عقبة بن أبي معيط في شقاوته وخبثه،
فقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت، وكان أبو جهل وأصحاب له جلوسًا, إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم وهو عقبة بن أبي معيط فجاء به فانتظر، حتى إذا سجد النبي وضعه على ظهره بين كتفيه, يقول عبد الله بن مسعود: وأنا أنظر، لا أغني شيئا عنه لو كانت لي منعة، فجعلوا يضحكون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد، لا يرفع رأسه، حتى جاءت فاطمة رضي الله عنها، فطرحته عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال:
«اللهم عليك بقريش ثلاث مرات، فشق ذلك عليهم إذ دعا عليهم، وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمي: اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط». فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعي في قليب بدر."
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - e -:" أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: الحَيَاءُ، وَالتَّعَطُّرُ، وَالسِّوَاكُ، وَالنِّكَاحُ "[1].
------------------
[1] - سنن الترمذي ت شاكر (3/ 383) (1080) والمعجم الكبير للطبراني (11/ 186) (11445) وتهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 490) (772) حسن لغيره
(أربع من سنن المرسلين) جمع سنة وهي الطريقة وإذا كانت من طرائقهم وقد أمر نبينا - e - أن يقتدى بهم قال تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] وقد أمرنا باتباعه - e - {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7] فإخبارنا بأنها من سننهم حث لنا على فعلها والإتيان بها (الحياء) ضبط بالمهملة والنون وهو المناسب لقرينة وضبط بالمثناة التحتية معها وقد ورد في الحياء عدة أحاديث وتقدم تفسيره بأنه تغير وانكسار يلحق الإنسان من خوف ما يعاب به وقد قيل: إنه اكتسابي وكيفية اكتسابه أن الإنسان إذا هم بأمر فمن حقه أن يتصور أقل من في نفسه أن يطلع على عيبه وكذلك لا يستحي الإنسان من الحيوان غير الناطق ولا من الأطفال الذين لا يميزون ويستحي من العالم أكثر من الجاهل.
قلت: ويرشد إلى هذا التصوير قوله - e -: "استحي من الله استحياك من رجلين صالحي عشيرتك" أخرجه ابن عدي عن أبي أمامة وعلى أنه أريد به الأول أعني بالنون بعد المهملة فالمراد خضب الشيب بالحناء.
وقد اختلف العلماء في خضب غير الشيب بالحناء كاليدين والرجلين لغير ضرورة فقال العجلي من أصحاب الشافعي أنه حرام وتبعه النووي (قال التمازى رحمه الله: قال شيخنا في كتابه وكلام صاحب البيان والماوردي والرافعي وغيرهم يقتضي الحل وهو المختار انتهى.
قلت: وقد أورد المرعي شارح التنبيه عدة أحاديث في (إباحيته بل في استحبابه ولكنها ضعيفة إلا أن الأصل الجواز والتحريم لم يقم عليه دليل وما ذكره المانعون من التشبه بالنساء ممنوع. (والتعطر) وهو استعمال الطيب وقد حبب إليه - e - كما حبب إليه الثالث وهو (النكاح) فإنه من سنن المرسلين وإن كان منهم من لم ينكح كيحيى وعيسى عليهما السلام (والسواك) فإنه مما كان يحبه - e - وكثرت منه الأحاديث والحديث حث على هذه الأربعة .التنوير شرح الجامع الصغير (2/ 257)
[1] - الأحاديث التي اتفق عليها البخاري ومسلم (ص: 650)6407 - 1804 -[ش أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب صلاة النافلة في بيته .. رقم 779 (مثل الحي والميت) من حيث النفع والنصرة والاعتداد به]
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
عَنْ زُبَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ عَنْ المُرْجِئَةِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ e قَالَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»[1]
ــــــــــــــ
[1] - الأحاديث التي اتفق عليها البخاري ومسلم (ص: 44)48 - 38 -[ش أخرجه مسلم في الإيمان باب بيان قول النبي e سباب المسلم رقم 64 (المرجئة) الفرقة الملقبة بذلك من الإرجاء وهو التأخير سموا بذلك لأنهم يؤخرون العمل عن الإيمان يقولون لا يضر مع الإيمان معصية. (سباب المسلم) شتمه والتكلم في عرضه بما يعيبه ويؤذيه. (فسوق) فجور وخروج عن الحق. (كفر) أي إن استحله. والمراد إثبات ضرر المعصية مع وجود الإيمان]