رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
🔹فائدة جليلة وجميلة للقرطبي رحمه الله حينما قال :
"لماذا شبّه الله - سبحانه - الدّنيا بالماء" عند قوله تعالى :
"واضرب لهم مثَلَ الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء..." 45 الكهف .
قال الحكماء:
شبّه الله - سبحانه وتعالى - الدُّنيا بالماء:
1- ﻷنّ الماء ﻻ يستقرّ في موضع،
كذلك الدُّنيا ﻻ تبقى على حالٍ واحدة.
2- وﻷنّ الماء يذهب وﻻ يبقى،
فكذلك الدنيا تفنى. ولاتبقى.
3- وﻷنّ الماء ﻻ يَقدر أحدٌ أن يدخلَه وﻻ يبتلّ، وكذلك الدُّنيا ﻻ يسلم أحدٌ من فتنتها وآفتها.
4- وﻷنّ الماء إذا كان بقدرٍ كان نافعًا مُنبتًا، وإذا جاوز المقدارَ كان ضاراًّ مُهلكًا، وكذلك الدُّنيا ؛ الكفافُ منها ينفع، وفضولُها يضرّ".
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
نقلا عن صفحة أستاذنا ؛ وأستاذ الجيل أ. عمر سليم يحفظه الله و عينه تحرسـه :
عمر سليم
١٧ دقيقة ·
لغة:
المُعصِر :
المعصر من الفتيات بمنزلة المرهق من الشباب ,وقيل هي التي قاربت الحيض ,ويقال أعصرت الجارية إذا أدركت .
والمعصرات السحاب فيه المطر ورد في التنزيل :وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجّاجا .وأُعصِر الناس أُمطروا ,وبذلك قرأ بعضهم ؛فيه يُغاثُ الناس وفيه يُعصَرون )أي يُمطرون ,ومَن قرأ يعصِِرون فهو من عصر العنب والزيتون .
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ»[1]
ــــــــــــــــــــ
[1] - السنن الكبرى للبيهقي (7/ 215)(13758 ) والمستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 176)(2687) وسنن ابن ماجه (1/ 633)(1968 )ومصنف ابن أبي شيبة -دار القبلة (9/ 410)(17721) حسن لغيره
[ش (تخيروا لنطفكم) أي اطلبوا لها ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعدها من الخبث والفجور. (وأنكحوا إليهم) أي اخطبوا إليهم بناتهم] .
(تخيروا لنطفكم) أي تكلفوا طلب ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعدها عن الخبث والفجور ذكره الزمخشري ، والنطفة الماء القليل، ويريد هنا المني، والمراد تخير المناكح فلا تختار إلا كفؤا والمنكح فلا ينكح إلا كفؤا كما يدل عليه قوله: (فانكحوا الاكفاء) أي الأمثال لكم أي زوجوا من هو مثل وهذا التخير من الولي لنطفة وليته. (وانكحوا إليهم) فيتخير الرجل لنطفته أي أنكحوهن إلى أكفائكم وفي الحديث دليل على اعتبار الكفائة.التنوير شرح الجامع الصغير (5/ 24)
رد: { نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}
عَنِ ابْنِ عُمَرَ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ " بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ:شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ،وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،وَالحَجِّ،وَصَوْمِ رَمَضَانَ ".رَواهُ البُخارِي ومُسلمٌ[1].
ـــــــــــــــــ
[1] - صحيح البخاري (1/ 11) (8 ) وصحيح مسلم (1/ 45) 20 - (16)
[ ش (بني الإسلام على خمس) أعمال الإسلام خمس هي له الدعائم بالنسبة للبناء لا وجود له إلا بها]
يقول الشعراوي في هذه الآية ردٌّ على الفلاسفة الذين قالوا بأن الله تعالى قادر وخالق، لكنه سبحانه زاول سلطانه في مُلْكه مرة واحدة، فخلق النواميس، وخلق القوانين، ثم تركها تعمل في إدارة هذا الكون، ونقول: لا بل هو سبحانه { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ.. } أي: أمْر الخَلْق، وهو سبحانه قيُّوم عليه.
وإلا فما معنى { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ... } البقرة الآية 255 إن قُلْنا بصحة ما تقولون؟ بل هو سبحانه خلق الكون، ويُدبِّر شئونه على عينه عز وجل، والدليل على قيوميته تعالى على خَلْقه أنه خلق الأسباب على رتابة خاصة، فإذا أراد سبحانه خَرْق هذه الرتابة بشواذ تخرج عن القوانين المعروفة كما خرق لإبراهيم - عليه السلام - قانون الإحراق، وكما خرق لموسى - عليه السلام - قانون سيولة الماء، ومسألة خَرْق القوانين في الكون دليل على قيوميته تعالى، ودليل على أن أمر الخَلْق ما يزال في يده سبحانه.
ولو أن المسألة كما يقول الفلاسفة لكان الكون مثل المنبه حين تضبطه ثم تتركه ليعمل هو من تلقاء نفسه، ولو كان الأمر كذلك لانطفأتْ النار التي أُلقِي فيها إبراهيم عليه السلام مثلاً.
لذلك لما سُئِل أحد العارفين عن قوله تعالى: { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } الرحمن الآية29ما شأن ربك الآن، وقد صحَّ أن القلم قد جفَّ؟
قال: أمور يبديها ولا يبتديها، يرفع أقواماً ويضع آخرين.
إذن: مسألة الخَلْق إبداء لا ابتداء، فأمور الخَلْق مُعدَّة جاهزة مُسْبقاً، تنتظر الأمر من الله لها بالظهور.
وقلنا هذا المعنى في تفسير قوله تعالى: { إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } يس الآية82فكلمة { يَقُولَ لَهُ... } تدل على أن هذا الشيء موجود بالفعل ينتظر أنْ يقول الله له: اظهر إلى حيِّز الوجود.
فالحق سبحانه { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ.. } ثم تعود إليه سبحانه النتائج { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ..} فالله سبحانه يرسل إلى الأرض، ثم يستقبل منها؛ لأن المدبِّرات أمراً من الملائكة لكل منهم عمله واختصاصه، وهذه المسألة نسميها في عالمنا عملية المتابعة عند البشر، فرئيس العمل يكلف مجموعة من موظفيه بالعمل، ثم لا يتركهم إنما يتابعهم ليستقيم العمل، بل ويحاسبهم كلاً بما يستحق.
والملائكة هي التي تعرج بالنتائج إليه سبحانه { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } فالعود سيكون للملائكة، وخَطْو الملائكة ليس كخَطْوِك؛ لذلك الذي يعمله البشر في ألف سنة تعمله الملائكة في يوم.
ومثال ذلك ما قرأناه في قصة سليمان - عليه السلام - حين قال: { أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } النمل الآية38 وهذا الطلب من سليمان - عليه السلام - كان على ملأ من الإنس والجن، لكن لم يتكلم بشريٌّ، ولم يتصدَّ أحد منهم لهذا العمل، إنما تصدّى له عفريت، وليس جِنِّياً عادياً، والعفريت جنى ماهر له قدراته الخاصة، وإلا ففي الجن أيضاً من هو (لبخة) لا يجيد مثل هذه المهام، كما في الإنسان تماماً.
قال العفريت: { أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ...} النمل الآية39 وهذا يعني أنه سيتغرق وقتاً، ساعة أو ساعتين، أما الذي عنده علم من الكتاب فقال: { أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ... } النمل الآية40 يعني: في طرفة عين لما عنده من العلم؛ لذلك لما رأى سليمانُ العرشَ مستقراً عنده في لمح البصر، قال: { قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ... } إذن: الفعل يستغرق من الزمن على قدْر قوة الفاعل، فكلما زادتْ القوة قَلَّ الزمن، وقد أوضحنا هذه المسألة في كلامنا على الإسراء والمعراج.
ومعنى: { مِّمَّا تَعُدُّونَ } أي: من سنينكم أنتم.
ثم يقول الحق سبحانه: { ذٰلِكَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ.. }.