رسائل أدبية كتبتها الأديبة الشاعرة / عواطف عبد اللطيف ..وقد بدأت هذه المجموعة الرائعة بأية من الذكر الحكيم : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) ...
وهذه الرسائل جاءت تحمل في طيّاتها الشجن والوجع ، من واقع أليم عاشته ومرّت به ، وحاضر تعيشه ويعيشها ، واقع فيها تعاني من غُربتين : غربة النفس ، لشعورها بالوحدة القاتمة ، الوحدة التي تحاصر روحها ونفسها ، بعد الفقد الموجع للزوج وصديق الحياة ، الرحيل الذي جاء قاسيا بطريقة ترفضها الإنسانية ...فكان ضحيّة الترهل والتخبّط والمآسي التي أصابت العراق في قلبه ...فطريقة رحيله كانت وستبقى جُرحا ً غائرا في النفس لا يمكن أن يندمل ...ومن هنا فما زالت الأديبة المبدعة تتشبث بالصبر وتتسلح به نتيجة إيمانها العميق ووازعها الديني الراسخ ..إيمانا منها بقيمة الصبر ...عواطف عبد اللطيف هي خنساء من خنساءات العصر ...صبرت واحتسبت عند الله ...وطوبى لها بصبرها ورباطة جأشها ...وإن كانت تحاصرها بين الحين والآخر رياح الشوق والحنين لماضٍ حاضرٍ في نفسها ..لحياة كانت فيها تعيش حياةً ماتعة هانئة ...
الغربة الثانية : هي الغربة الجغرافية ...فالشاعرة المبدعة عواطف تعيش في المنفى ، تعيش قسرا ً بعيدة عن بلاد ٍ تسكن في وجدانها ، وربما هذا هو دَيْدن العراقي ، فالعراقي أصيل يحبّ بلاده بطريقة غير نمطية ..تجده دائما يزهو بها ، فكيف إن كان العراقيّ شاعرا حباه الله الحس المرهف ..والشفافية الحادّة ...فمثلا : ورغم أن الشاعرة والأديبة العراقية عواطف لا تهتم للرياضة ..لكنها كانت تبارك وتفرح لإنتصارات الفرق العراقية في المحافل الدولية ...تجدها تتابع المشهد العراقي رغم قساوة الغربة ووجع المنفى وضيق الأفق ...
هذه الرسائل الأدبية ...ومن خلال قراءة فاحصة واستعراض لما حملته من معان ٍ عميقة ودلالات وإشارات ...اعتمدت الكاتبة فيها أسلوبا سهلا ، فجاء أسلوبها سهلا ممتنعا ، ابتعدت في صياغتها عن وعورة الألفاظ ، ولم تلجأ لصفّ الصور البيانية النافرة التي يلجأ لها الكثير من الكتّاب ، ربما أرادت أن تعبّر عمّا يجول ويدور في مكنونات نفسها بطريقة تلقائية بسيطة تخاطبُ من خلالها ذائقة المثقف القاريء على اختلاف المستويات الثقافية ...في كل رسالة من هذه الرسائل اعتمدت الكاتبة أسلوب الدفقة التعبيرية ، فتجدها تارة تُسهبُ وتارة تميل للإختصار ، حسب الحالة الشعورية التي تعيشها ...
من السمات الملفتة للإنتباه في هذه الرسائل ، أن الكاتبة ابتعدت عن الصنعة والتكلف تماشيا مع الفكرة العامة التي تسيطر على هذه الرسائل ...فهي رسائل وجدانية شجيّة ، فيها لواعج حبّ للأرض ( العراق ) والإنسان ..
وحتى فقدها لوالدتها ترك أثرا موجعا ً في نفسها ، ذلك أن الفراق والرحيل كان في ظلّ غيابها وحرمانها أن تكون قريبة منها في موكب الوداع الأخير ..حرمها من النظرة الأخيرة ..وقد تجلّى حزنها في رسالتها المبكية وهي تودّع أمها من خلال الرسالة التي حملت الرقم (63) ...
رسائل تجاوزت الستين دمعة ...الستين شوقا ...تستحق التوقف والقراءة العميقة ، وهي بمجموعها تشكل ُ عملا أدبيا ًرائعا ، فيه من الأفكار التي قدمتها والمعاني الإنسانية التي تلامس القلب والوجدان ...
عواطف عبد اللطيف ...أديبة وشاعرة عراقية عربية ، حظيت نصوصها الشعرية والنثرية على حدٍّ سواء باهتمام الدارسين والنقاد والأدباء ...فهي قامة باسقة حلّق حرفها في فضاء الإبداع ...وما هذه الرسائل إلا نموذجا مدهشا من نتاج قلمها وصدق بوحها ، وهي بحق تشكل إضافة مهمة في مشوارها الأدبي الرائع والحافل ...
الوليد
الأرض المحتلة
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 05-21-2016 في 10:17 AM.
رسائل أدبية كتبتها الأديبة الشاعرة / عواطف عبد اللطيف ..وقد بدأت هذه المجموعة الرائعة بأية من الذكر الحكيم : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) ...
وهذه الرسائل جاءت تحمل في طيّاتها الشجن والوجع ، من واقع أليم عاشته ومرّت به ، وحاضر تعيشه ويعيشها ، واقع فيها تعاني من غُربتين : غربة النفس ، لشعورها بالوحدة القاتمة ، الوحدة التي تحاصر روحها ونفسها ، بعد الفقد الموجع للزوج وصديق الحياة ، الرحيل الذي جاء قاسيا بطريقة ترفضها الإنسانية ...فكان ضحيّة الترهل والتخبّط والمآسي التي أصابت العراق في قلبه ...فطريقة رحيله كانت وستبقى جُرحا ً غائرا في النفس لا يمكن أن يندمل ...ومن هنا فما زالت الأديبة المبدعة تتشبث بالصبر وتتسلح به نتيجة إيمانها العميق ووازعها الديني الراسخ ..إيمانا منها بقيمة الصبر ...عواطف عبد اللطيف هي خنساء من خنساءات العصر ...صبرت واحتسبت عند الله ...وطوبى لها بصبرها ورباطة جأشها ...وإن كانت تحاصرها بين الحين والآخر رياح الشوق والحنين لماضٍ حاضرٍ في نفسها ..لحياة كانت فيها تعيش حياةً ماتعة هانئة ...
الغربة الثانية : هي الغربة الجغرافية ...فالشاعرة المبدعة عواطف تعيش في المنفى ، تعيش قسرا ً بعيدة عن بلاد ٍ تسكن في وجدانها ، وربما هذا هو دَيْدن العراقي ، فالعراقي أصيل يحبّ بلاده بطريقة غير نمطية ..تجده دائما يزهو بها ، فكيف إن كان العراقيّ شاعرا حباه الله الحس المرهف ..والشفافية الحادّة ...فمثلا : ورغم أن الشاعرة والأديبة العراقية عواطف لا تهتم للرياضة ..لكنها كانت تبارك وتفرح لإنتصارات الفرق العراقية في المحافل الدولية ...تجدها تتابع المشهد العراقي رغم قساوة الغربة ووجع المنفى وضيق الأفق ...
هذه الرسائل الأدبية ...ومن خلال قراءة فاحصة واستعراض لما حملته من معان ٍ عميقة ودلالات وإشارات ...اعتمدت الكاتبة فيها أسلوبا سهلا ، فجاء أسلوبها سهلا ممتنعا ، ابتعدت في صياغتها عن وعورة الألفاظ ، ولم تلجأ لصفّ الصور البيانية النافرة التي يلجأ لها الكثير من الكتّاب ، ربما أرادت أن تعبّر عمّا يجول ويدور في مكنونات نفسها بطريقة تلقائية بسيطة تخاطبُ من خلالها ذائقة المثقف القاريء على اختلاف المستويات الثقافية ...في كل رسالة من هذه الرسائل اعتمدت الكاتبة أسلوب الدفقة التعبيرية ، فتجدها تارة تُسهبُ وتارة تميل للإختصار ، حسب الحالة الشعورية التي تعيشها ...
من السمات الملفتة للإنتباه في هذه الرسائل ، أن الكاتبة ابتعدت عن الصنعة والتكلف تماشيا مع الفكرة العامة التي تسيطر على هذه الرسائل ...فهي رسائل وجدانية شجيّة ، فيها لواعج حبّ للأرض ( العراق ) والإنسان ..
وحتى فقدها لوالدتها ترك أثرا موجعا ً في نفسها ، ذلك أن الفراق والرحيل كان في ظلّ غيابها وحرمانها أن تكون قريبة منها في موكب الوداع الأخير ..حرمها من النظرة الأخيرة ..وقد تجلّى حزنها في رسالتها المبكية وهي تودّع أمها من خلال الرسالة التي حملت الرقم (63) ...
رسائل تجاوزت الستين دمعة ...الستين شوقا ...تستحق التوقف والقراءة العميقة ، وهي بمجموعها تشكل ُ عملا أدبيا ًرائعا ، فيه من الأفكار التي قدمتها والمعاني الإنسانية التي تلامس القلب والوجدان ...
عواطف عبد اللطيف ...أديبة وشاعرة عراقية عربية ، حظيت نصوصها الشعرية والنثرية على حدٍّ سواء باهتمام الدارسين والنقاد والأدباء ...فهي قامة باسقة حلّق حرفها في فضاء الإبداع ...وما هذه الرسائل إلا نموذجا مدهشا من نتاج قلمها وصدق بوحها ، وهي بحق تشكل إضافة مهمة في مشوارها الأدبي الرائع والحافل ...
الوليد
الأرض المحتلة
استحقت هذه القراءة العميقة لعمق الرسائل أن تكون لتبقى
كل رساله لوحة فنيه تفوق كل مارسمه بيكاسو ورمبرانت.. او كقلادة لؤلؤ غاص الغواصون عميقا ليختاروا حباتها من أعماق المحيط..لو كنت رساما لرسمتك رمزا للصبر والوفاء..ولو كنت نحاتا لنحتت تمثالا لك رمزا للألم..
أنين ووجع يتسللان الى أعماق القارئ شاء أم أبى..لكن ..أوليست جريمة أن نتفرج على طائر ذبيح يرقص..؟؟ أم نطرب لغناء عندليب ينادي حبيبته البعيده؟؟ لكن ياسيدتي ماباليد حيله فابكي وانشدي كما شئت..