البحرُ سرُّ الكونِ
كم للبحرِ مِن أسرارِ
والموجُ أحلامُ القلوبِ وثورةُ الأحرارِ
والأفْقُ شِعري،
هاجرَتْ كالطيرِ فيه مواكبُ الأفكارِ
زمنٌ يَهيمُ بلا مَدى
أَفنَى ولا يُفني الفَنا أشعاري
والبدرُ عيناكِ، ائذني للبدرِ ليلَ السحرِ أن يرنو إلى أزهاري
والنجمُ ثَغرُكِ
هِئتِ لي
جُزتُ النَّوَى وأراكِ باستمرارِ
والريحُ همسُكِ
بُحتِ لي بالعشقِ
لم أشبعْ من الأسمارِ
هل أنتِ لي؟
أم أنّ لي في الوهمِ ما بالبيدِ من أنهارِ؟
لا تَعجبي
جُنَّ الذي عن عينِه جَنَّتْ أنوثةُ فتنةِ الأبكارِ
للشِعرِ أنتِ، الشِعرُ لي،
لا تَهجري قلبي بلا أعذارِ
ناجيتُ قلبَكِ هائما
دوّنتُ فيكِ عجائبَ الأسفارِ
والبحرُ يا للبحرِ
كم أصغَى لِصَبٍّ مُبتَلَى إذْ يَصطلي بالنارِ
والبحرُ يا للبحرِ
في عينيكِ
كم أَخفَى مِن الأسرارِ
محمد حمدي غانم
3/8/2018
في قصيدة "أجمل أشعارك" أشير إلى أسماء 30 قصيدة ومقطوعة سابقة لي بالإضافة إلى روايتي "حب في القطار"، وهو تحدّ لم يكن سهلا لأنه تطلب صياغة أسماء القصائد المكتوبة على أوزان مختلفة داخل هذه القصيدة دون كسر وزنها، وقد نجحت في هذا في معظم القصيدة مع اضطراري في مقطع صغير واحد إلى استخدام التفعيلة فاعلن في موضع القافية وليس من المعتاد دخول هذه التفعيلة في صيغة الخبب من البحر المتدارك مع أنها التفعيلة الأصلية للبحر المتدارك.. بالنسبة لي، أنا مستسيغ للموسيقى الناتجة وأرى جوازها هنا بحكم الضرورة، وقد جمعت كل أسماء القصائد التي ألجأتني إلى هذه الضرورة في عدة سطور متلاحقة في مقطع واحد حتى يكون متسقا موسيقيا بدلا من بعثرتها عبر القصيدة ما قد يسبب نتوءات موسيقية بلا داعٍ.
وقد وجدت أن الطريقة الوحيدة المناسبة لنشر قصيدة "أجمل أشعارك" بكل إشاراتها المرجعية، هي وضعها هي والقصائد المشار إليها في ديوان واحد يحمل نفس الاسم.. أرجو أن يعجبكم.
أجمل أشعارك:
---------
يا أنثى غاضبةً منّي:
أضنْنتِ عليَّ بأزهارِكْ؟
أنا أحلى أحلامِ مُراهِقَةٍ عشقَتْني
وبكارةُ أسرارِكْ
أنا أولُ حبٍّ رئتاكِ استنـشقـتا
وسذاجةُ أفكارِكْ!
أنا أولُ خفقةِ قلبٍ أَنْسَتْ جَفنيكَ النومَ
ولذّةُ أسمارِكْ
أنا زهرةٌ عشقٍ بكتابِكِ خَجْلَى
وروايةُ حبٍّ بقطارِكْ(1)
أناْ كلُّ مُغامَرةٍ أُولى جرّبها قلبُكِ وَجِلاً
لا يدري أَيَسيرُ إلى الجنّاتِ بعشقي
أم يَهوي في نارِكْ
وحياؤكِ منّي حينَ هَزمتِ حياءَكِ منّي!
وحوارٌ ما زلتُ كَدُرٍّ أَحفظُهُ عندي
مُتّشحًا بوقارِكْ
والغيرةُ حينَ يُغازلُ غيرَكِ شِعري
فتكادُ تُمزّقُها وتُمزّقُني
نَهشَةُ أَظفارِكْ
وقصيدةُ عشقٍ يَحفظُها قلبُكِ عنّي(2)
وتَرنُّمُ أوتارِكْ
واللهفةُ حينَ يَمَسُّ شعورَكِ غَزَلي
فَتَهُمّينَ بِسُؤلِي وأَهمُّ بإخبارِكْ!
هو ذاكِ أنا
أنا شمسُ نهارِكْ
أو أكثرُ مِن ذاكِ أنا!
أناْ بدرُ مَدارِكْ
أنا رجلٌ شكّلَ مِن صلصالِكِ أنثى
تَعرفُ كيفَ تُثيرُ الشاعرَ في أعماقي
كي يُبدعَ أجملَ أشعارِكْ!
وأنا مَن زِدْتِ لأجلي عَبَقا
فازددتُ لأجلِكِ أَلَقا
فسقطتِ بناري كفراشةِ(3) نورٍ
وفؤادي بهواكِ احترقا
ورسمتُكِ في حُلمي أمنيتي
وجعلتُكِ في فني مُلهمتي
مع أنّكِ كنتِ مُشاغِبَتي(4)
أحببتُكِ حينَ رأيتُكِ صُدفةْ(5)
ووجدتُ البحرَ الساحرَ
في عينيكِ يُخبئُ سرَّ الكونِ(6)
فَرُحتُ أُوشوشُ صَدَفَهْ!
ومنحتُكِ مِن قلبي زهرةَ حبي(7)
وبشِعري سَمّيتُكِ "باربي"(8)
وجعلتُكِ فصلا من لغةِ العاشقِ(9)
يا شِعرييا دُرّةَ أدبي(10)
ما أحلى الأسرَ لِمَن نَهوى(11)
تَغدو الدنيا مدهشةً(12) كالحلمِ الذهبي
لَمْ أَبلُغْ مِن حبِّكِ أَرَبي
ترميني عيناكِ بعشقٍ(13)
والقلبُ بلادُ الأحلامْ(14)
سأظلُّ أُحبُّكِ يا فاتنتي حتى تَتهاوَى الأجرامْ(15)
لكني أطلقتُ سراحَكِ رَغْما عنّي
حتى لا تسقطَ غرناطةْ(16)
يا عبقَ القهوةِ في فنّي ومَذاقَ الشكولاطةْ
خضراءُ مواسمُ عشقِكِ(17)
أَمْ عيناكِ بطعمِ النَّعناعْ(18)
في الغربةِ عن أحضانِكِ
ما زالتْ تَعصرُني الأوجاعْ
فأجيبي(19)
يا ملكةَ بابلْ20)
ما أفعلُ بالتوتِ الذابلْ؟ (21)
مَن يُحرَمْ قطفَ ثمارِ الرَّوضِ
فقد يَكفيه جمالُ الرُّوحْ(22)
لو رمزًا باستحياءٍ للمُتلهِّفِ بالأشواقِ يَبوحْ(23)
وأنا دومًا سوفَ أظلُّ أحبُّكِ مِن بَعيدْ(24)
وسيبقى شوقي لكِ يَسري نَبضًا في الوريدْ
يا أُغنيتي، يا ملهمتي، يا بكرَ القوافي(25)
في شَغَفٍ يتماوجُ عطرُكِ في ضفافي
لكنَّ غرامَكِ يا مُنيَةَ قلبي لا يَجوزْ
فأنا يا ساحرتي صيادٌ عجوزْ(26)
وصبيٌّ شابَ(11) أنا،
أناْ طفلٌ كبيرْ(27)
وفريدةُ قدٍّ(28) قَدْ فَتَنـتْني ولها أسيرْ
ما زالتْ تلميذةَ عشقٍ في السنةِ الأولى(29)
لكنْ سحرتْني فَتَحَيَّرَ عقلي مذهولا
ولهذا يا غايةَ أملي
قررتُ فراقَكِ فاحتملي
ناديتُكِ: لُوذي مِن حبّي(30)،
إلاّ أعدمتُكِ بالقبلِ!(31)
جاهدتُ كثيرًا أشواقي
حتّى ما مَسَّكِ مِن قِبَلي
ضُرٌّ أو سوطٌ مِن خَجَلِ
وبهذا تَدرينَ بأني
مكرًا منكِ ورغمًا عني
أحببتُكِ منذُ أَردتِ لنفسِكِ حبي
مع أني عاندتُ وقاومَ عقلي قلبي
حتى أغرقَني شلالُكِ في أنهارِكْ!
وهُزمتُ على أسوارِ جمالِكِ دونَ معارِكْ!
فأجيبي يا بارعةَ العينينْ
مِن دونِ غموضِ الأنثى أو مَينْ:
هل إنّي وكذلكِ أنتِ ضحايا استهتارِكْ؟
أم أنّكِ أنتِ ضحيّةُ عشقي؟
أم أني أجملُ أقدارِكْ؟
5/3/2020
لو صمتَتْ لم تُرسلْ ردا
قد أضعفُ حتى أتردَّى
هل يُرضيها أن أرهُفَ أكثرَ حتى أصبحَ وردا
يتنهدُ عطرا بينَ يديها
وفَراشا يَتخطّفُ ألفَ ربيعٍ بِكرٍ مِن خديها
أن أصبحَ شِعرا يلمعُ بالبهجةِ في عينيها؟
أن أنسكبَ كشلالِ السكّرِ في شفتيها؟
وأذوبَ أذوبَ وأتلاشى؟
مقطع من قصيدة "لو صمتت أكثر".. شاهدوا إلقائي لها كاملة في جو رومانسي على ضوء شموع الليد أثناء انقطاع التيار الكهربي
ملاحظة: في بعض القوافي يجب إدغام التنوين باللام كما في لغة قريش التي نقرأ بها القرآن الكريم، لهذا أنصح بمشاهدة إلقائي للقصيدة: https://youtu.be/arrJN9F6rm0
يا مَن بَخٍ لّي: لَستَ خِلّي
إن شِئتَ عن قلبي التَّخلِّي
رفقًا بعشقٍ صارخٍ لّي:
وحدي عذابي صارَ اخًا لّي
يا مازجًا بالشهدِ خَلّي
عنّي جفاكَ الآنَ خَلِّي
قد خِلتُني لكَ فَلْتخَلْ لي
أَهَوَاكَ لي؟.. فأَجِبْ أجلْ لي
ولْتَعلَمَنْ: عشقي أجلّي
نامتْ رُؤاكَ عن التجلِّي
والسُّهدُ لي يا مُرتجًى لّي
أسعى إليكَ ولَمْ تَجُلْ لي
والدمعُ خيلٌ مُسرَجٌ لّي
وأنا نُهاكَ وأنتَ جُلّي
بل زِدتَني وغدَوْتَ كُلّي
طابتْ جِنانِكِ لي فَكُلْ لي
وارْوِ المُنَى بالوصْـلِ كُنْ لّي
تِلقاكَ زادي فلتَكِلْ لي
واعلمْ فؤادي مُشتكٍ لّي
كلاّ، تكلّلَ كُلَّ كَلِّ
فاخفَضْ جَناحَكَ واستكِنْ لّي
فالفرْحُ يغدو ممكنًا لّي
محمد حمدي غانم
24/7/2015