في الثلثِ الأول من مراهقتي
كنت يانعا كثيرا
أتسلّقُ جدار دارنا
وأغنّي أغنية كاظم الساهر " غزال وما يصيدونة "
فتسمعني أبنة جارنا الجميلة
كل همّي أن ألقى أعجابا منها على صوتي الرفيع أنذاك
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
الوطن يُقصي أبناءه
الوطن يأكل أبناءه
الوطن يُبكي أبناءه
قتلا و حرمانا و جوعا
ويعيش فيه الزنادقة مترفين
و يهنأ فيه السراق مرغّدين
ويرقص فيه السياسيين و القوادين و المتحزبين
وكل من حشّد و أسرج على وئد ابناء هذا الوطن
متى تكشف عنّا يا الله !؟
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي
ليلٌ صبور
احدودب ظهر قلبه
وهو يحاول قتل النزعة الحزنية بي
قدحينِ من الشّاي الداكن
شحنات كبيرة من الهمِّ
أرتالٌ من العبارات المؤلمة
زمرٌ من المشاهد وكأنها في استعراض
زخاتٌ من الصفعات يقدمها صديقي
نصائح ساخنة
قلبٌ يسدّ آذان الإصغاء
حوار لا يتمخّض منه قرار رشيد
هكذا كانت جلستي المعتادة
مع صديقي الذي أثخنته وجعا جرّاء فضفضتي
التوقيع
قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي