جسدي مشكلة عبر الزمان = والأذى يحصل في كل مكان
وبه ما كان لي من قيمة = وبه ما ضاع من فصل ائتمان
وأنا شاقية دوما به = وبه موجودة في كل آن
بشعا أو فاتنا يحرجني = ضائعا بين نفور وافتتان
وهو في المعبد درس قيم = كم يخيف الناس في يوم امتحان
وهو ذنب سائر وسط الورى = فيه ما فيه و قد كان وكان
وهو في أعينهم فاكهة = حلوة مملوءة منها اليدان
وهو منهم دائما مستهدف = كونه في عرفهم ملكا مصان
وهو في عائلتي قنبلة = تقتل الحاكم و العرش يهان
جسدي يا مذنبا في نفسه = حين أشرقت وأيقظت الزمان
وتهاديت كورد ملفتا = و تعاليت ضياء و جمان
أنك الظالم في شرعتهم = انك المذنب دوما و المدان
وجرى نحوك جمع لاهث = ودنا منك بسوء أفعوان
فجنيت الشوك و الجرح معا= وسقوطا من عيون وامتهان
قد طوينا الكتاب من بعد فتح = و شكونا الحرمان من بعد منح
وغدا ليلنا طويلا ولا يمـ = ضي ، و كان الزمان من فيض صبح
و مضينا كل يكابد بعدا = و الخسارات زاده من دون ربح
و دموع تسقي صحاري فراق = و نداء قد لاح من كل جرح:
أيها العاشقان هل من رجوع = أو سماع - اذا أردتم- لنصح؟
أين ما كان من جميل التحايا= و المواعيد حلوة و الحكايا؟
أين أنفاس حبنا في انتظار= وجميلات حلمنا و الهدايا؟
أين ساعاتنااللذيذات دوما = أين ضاعت وضاع كل هوايا؟
أين دقات هاتف مخلص ينـ = عش روحا فننتشي بالتحايا؟
قد طوينا الكتاب صيف وداع = وامتطى القلب زورقا من ضياع
لم يعد حبنا يطيق فراقا = أو يعد ما نريد بالمستطاع
ذهب الأمس حيث كل جميل = وأتى حاضر بجرح الوداع
فاذا نحن في ذهول فراغ = واذا حبنا بصيف تداع
فاذهبي حيث أنت دون جواز = واتركي عاشقا بقفر أفاع
ليس باسم الدين يذوي شاعر = و يموت الفكر ، يرمى زاهر
أو به نلغي حياة غضة = بجمال عنه يعمى ناظر .
و يداس الحسن في منبعه = ونرى الليل دعاه ناكر
وتعالوا كي نعي فلسفة = هي من دين رعاه القادر
ورمى ماكان من دروشة = و تقاليد محاها الحاضر
كيف يغفو عاقل في نومة = وبه يلهو مريض ماكر؟
ويقود الطفل كبيرا راشدا= وفراغ يتقيه عامر ؟
ديننا يدعو الى ما نجتني = منه نورا فيه خير زاخر
ويريد العقل دوما يقظا = منه عقل المرء حي ظافر
وفؤادا ليس يشكو مرضا= بل به عطف و حب غامر
وسلوكات وأفعالا سمت = وصفات يشتهيها الخاطر
ديننا لا حقد فيه شائك = أو به ظلم و فعل غادر
أو به كبت خطير قاتل = وهروب من نقاش ظاهر
بل به المسلم أقوى غالب = و جميل بسلوك طاهر
وله المنطق درب موصل = وله النص دليل ناصر
هكذا صورته لي قد بدت = وبها فخرا كياني شاعر.
أحد مازال يملي ما يشاء = من جمال لا يضاهى و بهاء
لأرى فيه حياتي حلوة = وأرى الأيام من غير فناء
وأرى الحب يغني راقصا= لا يخاف الموت أو يخشى انتهاء
وبه فاتنة هاتفة = وكلام رق من أحلى النساء:
-كيف لا تذكرني من مدة = أم ترى الحب ذوى بعد اللقاء؟
-أنت في قلبي ولا من صحوة = ونسيم أنت لي دوما و ماء
-أصحيح أم كلام عابر = وتعابير أغان و بكاء؟
-ومتى كانت جروح كذبا = وخداع عند أوفى الشعراء؟
- ----------- = -----------
- انني المشتاق يا محبوبتي = كي أرى وجهك يزداد ضياء
- سوف آتيك ولا من قلق = انك الأولى ولا من أوفياء
وبدت تمطر حسنا فجأة = وتراءى البدر من تلك السماء
ودنت مني ومدت لي يدا = وابتسامات الهوى خمر انتشاء
وجلسنا نحتسي خمر الهوى= ونرى من خير يوم ما نشاء
وكلام في مكان خالد = سوف يبقى يتهادى في الفضاء:
أنت ما أنت وأحلى ما أرى = ولذيذ الكون من كل اشتهاء
أن أمت كنت الذي ما لا أرى = أو أعش فالملتقى يبقى الرجاء
تساءلت عن حسن بجسم مقدر = وهل من فتى أولى بذاك وأجدر؟
وهل كان في هذا المجال ضرورة = وآياته تتلى بقول مصور؟
وهل من يد أولى به كي تمسه = وعين تراه من محب و مبصر ؟
وهل شدوه خمر جرى من عذوبة = فتاه بعشاق تناجوا بمسكر؟
وعما يدل الحسن دون ضرورة = فيحظى الذي لا يستحق بأكبر
هو السر يمضي في جهالة من يرى = وليس يعي ماسر جسم منور
وفيه من الآيات ما دل كاشفا = لآلئ احسان و خير مقدر
وحب من الله الذي شاء رحمة = وأمطرنا من كل نبع بأكثر
وراحت تضاريس الجمال تشدنا = اليها في كل صوب و معبر
فمن واحة الأعناب نسمة فتنة = و من روضة التفاح صحوة مثمر
ومن شجر الزيتون منبع لذة = ومن يانع الرمان أقوى مخدر
فما أروع الجنات وقت ربيعها = وقد شملت دنيا سهول و أنهر
وظل النهار الطلق يسمو بجاذب = له مشمس طول الحياة و ممطر
عش يقينا . كل شيء ممكن = فعدو لاذع قد يحسن
وصديق مخلص يخدعنا = و شجاع لجبان يذعن
وسليم العدل فيه باطل = و جميل من قبيح ممكن
والذي يفسد ما تبصره = قد تراه دون سوء يتقن
فتأكد أن لا من مطلق = بل هي الدنيا غموض موهن
قد تبادلنا جهالات ولا = كافر منتبه أو مؤمن
بل وقاحات سقينا بعضنا= ومضينا سوء أمر نعلن
فكفى نحن بلغنا رشدنا= ليس يغرينا سقوط مزمن
ممرضة مضت ترمي بداء = ولم تترك لقلبي من دواء
ولم أعلم بأن السهم منها = مصيب حين جئت لظى فنائي
قصدت علاج نقص منه أشكو= فزاد جحيم احساسي ودائي
وراح جمالهامن غير عطف = يعذبني بنارمن بهاء
و فتنة ذلك الجسم الموشى = بأحلى الحسن تسري في دمائي
فلا يقظا أنا أدركت وقعي = ولا موت أتاني بالشفاء
ممرضة جنت من كل حسن = و فاقت فتنة كل النساء
ولم تشفق على من راح يدنو = و لم يسلم قريب مثل ناء
بقول ينحني من راح يصغي = و يخضع اذ يرى ذو كبرياء
وينسى الأمر ذو مرض أليم = و يهذي من ملامسة اشتهاء:
-مريض ، لا ، أنا لا شيء أشكو= وأين أنا؟أأنت ضحى سناء؟-
وتضحك من وعت احساس صب = وتؤنسه بنصح أو دعاء
وتهزأ من تصرفه لعوب = وترميه بأوصاف ازدراء
ممرضة تنير فلا ظلام = و يهرب كل ليل من ضياء
وتشفي قبلما يأتي طبيب = وتبطل فعل طب الأقوياء
ويخشاها طبيب لو أرادت = ويهوى في الخطى ثوب الرجاء
وتمضي كالأميرة في تهاد = وموج تغنج عند اللقاء
فما أحلى كلاما من شفاه = وأنفاسا تجيء مع الهواء
وما أشهى التأمل في مروج = وتحليقا لذيذا في السماء
لم أكن أقبل التعلم أصلا = و أنا من عاش الطفولة جهلا
و تأخرت عن بدايات درسي = سنوات و الليل يحجب غقلا
وغدا اليأس من انقشاع ضباب = جد أقوى وما غدا الطفل أهلا
و بكيت القرآن أجهله حر = فا و معنى وأن أرتل فصلا
و أتيت الضياء من بعد عشر = وقليل أغيد ما كان ولى
وعرفت اجتهاد عقل رزين = وتفوقت في الدراسة فحلا
غير أني لم أمض في الدرب من سو = ء حظوظ والفقر قد كان وحلا
لمن زها النخل و الأعناب و التين = والخوخ نادى ؟ لمن تلك البساتين؟
لمن بدا ياسمين في أصائله = وضاء فل و أزهار و نسرين؟
لمن تراقصت الأنوار من شهب = والقوس من قزح أبداه تلوين ؟
قالت لك البحر تستجلي نفائسه = وما سقاه مع الأيام تزيين
لك السهول وما أعطت سنابلها = لك الجبال اذا ماكان تمكين
لك اللآلئ في الدنيا تألقها = تغريك منه متى تبدو عراجين
لك الكواكب في ليل تطارده = لك الزهور خمور و الرياحين
وفي مروج الهوى الأحلام وارفة = وفي الفضاء عصافير حساسين
فانظر كما شئت حيث الحسن مبتسم = وكيف تمنع عن طير أفانين
فقلت تلك أمان لست أبلغها= أو سوف تصبح لي تلك الميادين
وعانقت صمتها من رحت أسألها= وراح يسرقني التفاح و التين
وأكتفي بجميل القول من سحبي = ولا غد سوف يسقيني ولا حين
وسوف أحفظ ما قالت مواسية = وليس عشر ستنسي أو ثمانين
يمينا دعا في حنو يسار = وكان باحساس قلب نهار
وعرجت أبغي اليه وصولا = ولا كان لما أردت انتظار
ولا مست آية خلق عظيم = ولا من له مثل هذا اقتدار
ورحت أذوب وقد صادفتني = هضاب ، وغذت من يعانق نار
وأيقظني سحر بحر هواها= و كم تشتهي صحو موج بحار
وأحسست أني فتى ليس يفنى = ولو مت أبقى بهذا أثار
فيا عدما صرت أحلى قطاف = تشوقه فتية و كبار
و مبعث ما نشتهي بجنون = وكأس خمور علينا تدار
تبوأت عرشا و كنت أميرا = و كل بحسنك هذا ينار
و هل من ربيع كنور البنات = له قد شدا بلبل و هزار