مدينة غفت فلا من نساء = ولا حياة ها هنا أو ضياء
وراح ليلها كهذا المسا = ء يزدريها هازئا في الخفاء
كأنها لم تك تلك العرو = س في النهار روعة وانتشاء
أتيتها فما رأيت الهوى = ولا ربيعا زاهرا أو شتاء
بل واقعا مشى بلا منطق = و درب ماض ليس فيه رجاء
ورحت أصغي علني أختلي = بهمسة أو بسمة أو نداء
أو أجد الحياة في ما أرى = بستان أحلام ومرعى ظباء
و الحب في ألوانه ضاحك = والقلب في عليائه مستضاء
و عمت الفصول صحراؤها = و لم نجد سوى سراب الفناء
وعانق الدنيا خريف بكى = و صيف اخفاق ومهوى جفاء
مدينة بكت و عشاقها = شكوا غروب شمسها و الهواء
و عانقوا أطلالها خلسة = و أجهشوا في سرهم بالبكاء
وليس من مدائن تزدهي = و لم تصافحها أيادي نساء
أو تشتهيها عند فجر قلو = ب وبها لم تبد شمس البهاء
مدينتي و ليلها في سبا = ت غارقان دون جدوى بقاء
يعانيان من جمال خبا = و موعد بلا بنات و ماء
فياله فصل بلا غيمة = أو مطر أو أمل أو عطاء
و الحالمون قد تناسوا مديـ = نة بليل قاتل أو مساء
فهل سيأتيهم غد حالم = و تشتهي قلوبهم ما تشاء
وتزدهي أعراس أحلامهم = و تنتشي مدينتي بارتواء؟
غدا أموت ولا أكل و لا شرب = و لا وصال مع الأحياء أو حب
ولا ضياء و قبري لا أبارحه = ولا كلام و صوتي ضمه الترب
ولا أمان ولا حلم يشوقني = و لا طموح ولا ما يعشق القلب
ولا رجوع الى الأحباب ثانية = ولا اذا ما أردت الملتقى درب
وليس يعرف عني من جماعتهم = شيء وما بيننا من غيبنا حجب
غدا أموت و أغدو بينهم عدما = و مثل جمر بماء مسه يخبو
غدا أموت ولا من يقظتي أثر= كأنني لم يثرني بينهم قرب
وصوب مجهولنا أمضي فاتقا حجبا = ولا تبادى بها سهل ولا صعب
فهل أنا بالغ من غايتي عنبا = و قاطف ما اليه مؤمن يصبو ؟؟؟
غدا أموت . و هل فعلا أتيت الى = دنيا ولي كان فيها مثلكم نصب؟
لا أذكر الآن ما قد مر من زمن = أو أنه كان لي من غايتي كسب
و كل ما يحفظ المأسور من ألم = أن الحياة بكل الملتقى حرب
لم لا أكون مفارقا ما أشتهي = وأعيش مرتاحا بصحوي أزدهي
لا من عواصف تستفز عواطفا = أو من هبوب للقلوب فتنتهي
و اليوم من مطر يصلفح صحوتي = و الليل عما ساء جد منزه
يا ليته هذا طريقي موصلا = يوما الى الأحلى فؤاد موله
لم لا أكون أمير نفسي لا أميـ = رة خطوتي في رحلتي وتوجهي
وأسوق أهوائي الى ما أرتضي = من مسلك قد كان غير مشوه
وأكون من لا قلبه يشكو هوى = أو يقتفي درب النساء و يشتهي ؟
أن الذي ينهى بعزم نفسه = أقوى الرجال و ماله من أشبه
قد ركبت الحروف موج كتابه = ولبست الأحزان تاج كآبه
والقوافي من فضل فاتنة أحــ = ببتها فاعتنقت دين الكتابه
وغدا الفكر واحتي وانتصاري = أسدا سيدا بسهل وغابه
وطويت الأبعاد من غير خوف = وغلبت الأمواج دون اصابه
وسأبقى للحرف و الفكر أوفى = وأذا مت واقفا لا غرابه
والذي يحمل اليراع سلاحا = ليس يخشى جيشا أتى أو عصابه
وله الرأي و القصيدة تشدو = و سؤال يبقى بغير اجابه
ربيع عاصف أهدى خريفا = وأضحى وضعنا فيه سخيفا
وفوضى تحتسي كأس انتقام= وظلم ينتشي يؤذي ضعيفا
وليل لا يضايقه نهار= ولا كل الفصول تلت خريفا
وكل راح يركب ريح جهل = و يحسب ثوب أدران نظيفا
ويبحث عن صعود في سقوط = و بالخسران يسعى كي يضيفا
ولا من ينتقي خطوات سير = ولا من يرتقي علوا شريفا
ولا شرف مصان من مجون = ولا قلب غدا فينا عفيفا
وأين المال و الجسد الموشى = بفتنته لنأكله رغيفا
عجبت وقد رأيت الدين فوضى = ونوري ليس اطلاقا عنيفا
وخير الناس بالاسلام قوم = سماحتهم سقت خلقا لطيفا
ربيع فيه أزهر شوك حقد = و كل صار يزعجنا مخيفا
لنا يد مفسد تقفو خطانا = و كل سلوكنا أضحى سخيفا
فسمينا الظلام ضياء فجر = وجاهل قومنا رجلا ظريفا
ومن يسعى الى خير عميلا = و من يهفو الى شر عريفا
قال و حسن ضاء يغري قلبه = وراح لي بالبوح يفشي حبه:
أليس لي حق بأن أناله = و أن أريد كأمس كسبه ؟
ولم أعد أصبر بعدما طغا=موج ، و كم صرت أعاني صعبه
أريد من ذاك الشذا ثانية = وليس الا الشرع أقفو دربه
فقلت : أستاذي هو الهوى = قاتلنا و الحسن قاد حربه
و كل من نبصرها آخذة = قلوبنا ،و من تحدى قلبه ؟
و الحب مشروع لمن أراده = و الحسن للعشاق صاغ ذوبه
وأنت أولى أن تعيش ثملا = به و طول العمر تأتي شربه
وليس أحلى من حبيب مخلص = وأنت تحيا كالأمير قربه
متى ترده يأت حلوا باسما = وليس يعصي من أراد لبه .
نهداك أم عيناك أم شفتاك = قد أوقعا قلبي في دجى الأشراك
أم ما قرأت فصوله في لهفة = أبداه في نور الضحى خداك
ام حلو عذب سال من ثغر الهوى = فخشيته لما التقى بشذاك
أم ذلك السر الذي أخفيته = و به دعوت الى الخضوع فتاك ؟
ما عدت أخشى واحدا لكن جحيـ = م اثنين ان هجما بحسن هلاك
فخضعت مشتاقاالى ما أشتهي = وصرخت : لست أطيق ترك ملاكي
دنياي ما ضحك النهار بساحها = لو لم تكن تخلو بها دنياك
و العمر لا معنى له مهما يطل = ان لم يوقع بالعناق هواك
اني خلقت مراهقا و أعيش يا = أنثى جميع مراحلي أهواك
و طبعت من صغري على تلك الخطى = و السير وسط النار و الأشواك
وجنيت من ذوبان قلبي حسرة = و خسرت حلمي بعد كل عراك
لكنني أبقى الشهيد اذا مضت = روحي ، و شل القلب من انهاك
و السر أن الحب و الحسن الذي = يهوى الجميع يشل كل حراك
و الصمت وفق تجاهل يقضي عليـ = نا بالسلاح القاتل الفتاك .
قدرة الله هذه في الوجود = تجعل الشوك من جميل الورود
و الرياح الهوجاء فصل سكون = و البعيد القريب دون صدود
تجعل الحب ساقيا كل قلب = يتسامى في الكون دون قيود
و الفراغ الرهيب موج نشاط = فيه خير المسعى وبذل الجهود
تجعل اليأس مرتقى أمل يسـ = ـقي رؤى الحلم دون قيد حدود
والليالي أشهى الصباحات اشرا = قا و مأتى تلك المنى و الجهود
تجعل المستحيل من ممكن سهـ = ل اذا ما أتيته مشهود
والغنى ينتهي بفقر شنيع = و القوي المتين غير شديد
و الجميل المحبوب جد قبيح = والأمير العزيز دون العبيد
تجعل الشيء يشبه الضد في لمـ = حة عين تأتي بأمر جديد
قدرة الله قد تجلت فكانت = كل شيء أمامنا في الوجود
ودعتنا كي نستضيء يقينا = ونرى جنة بقلب ودود
ونعي ما وجودنا في حياة = و غدا كيف ننتشي في اللحود
وتعود الحياة لا تنتهي رهـ = ـن امتداد من نعمة المعبود
لا يعيد الموت من مات الينا = ان أردنا ذاك يوما أو أبينا
أو نرى في يقظة مفقودنا = قد أتانا أو اليه قد أتينا
قد طواه الزمن الساري و منـ = ـه نفضنا دون اشعاريدينا
وحملناه الى حيث البقا = ء ، وكم من نار حب قد بكينا
كيف ننسى من جسوم عضوها = أو من الأخيار من كان لدينا
وله صوت بحق ملفت = وله صورة بدر ان رأينا
وله كم موقف في ساحنا = وله حكم دقيق ان صغينا
امتطى صهوة أفكار علت = وثقافات زهت نورا لجينا
وشدا مثل هزار شاعرا= وسما في لغة عزت علينا
وبدت أخلاقه مثل الشذا = و بصدق الحب يشتاق الينا
فسلام من سواقي حبنا = وتحايا من أما ني ما اشتهينا
وله خير جنان حاضن = من اله قد وقانا ما خشينا
خوخ واجاص في شجري = وسفرجل من أحلى الثمر
و تضاريس في بادية = من أسحار تغوي نظري
وأنا موقوف في طرق = لا أدري ما جهة السفر
أغرت عيني فتن كبرى = وجثا قلبي قرب الدرر
وزكا زهر و حلا زمن = وبكى صب و همى مطرى
فاذا موجي غضب سار = واذا بحري يلغي جزري
وأنا المفتون بلا صحو = وأنا المذبوح على حجر
آت يجني عنبا و هوى = وأنا لا يكرمني شجري
وفهمت اللعبة في عبث = وقرأت بحرماني صوري :
لن تكسب شيئا من سعي = أو تسمو يوما عن ضرر