إلتفاف حول خاصرة " ..الـ صُبح .. "

لبث الصُبح ،

ينسج من أيام انتظاراتنا اعشاش العناكب ..

،

سنجوبتي..!

هل انت بخير؟

هل انا بخير يا صديقي؟

جيوب الأسئلة مثقوبة،

و الإجابات لا تهدأ من روع الحنين..!

أوراق هذا العمر الغريب ، كلها كُتبت بِ اسمك ..

في اوراق عمرك ..

ماذا اكون ..؟

هذا الصباح الضبابي ، يبدو حزيناً اليوم ..

والطرقات يخيم عليها الصمت ..

اجلس قرب النافذة ، وحدي ..

ومعي حرفٌ هزيل لا يُحتمل ..

وحنين موجع ، يفتك بِ خاصرة البوح ..

حتى يقتلني الصمت منك ..

تحتضر االنوافذ في عيون المنتظرين ..

حتى تموت وحيدة ..

بالامس في حلمي ،

كنتُ بالحضور انيقة..

و كنت بِ لقائي حزين ..

حينما تعلم ان الواقع سيقيدك ..

ارحم قلبك وانسى الخيال ..!

الى صديقي ، البعيد ..

كيف حالك يا صديق الصمت ..

يا من أحن الى مشاركته حول طاولة السكوت ..

لازلت اتذكر بعد كل تلك السنين ، كيف التقينا صدفة بسبب ضيق الحياة ، وزحام طرق الغربة بداخلنا ..

ف جرفتنا سيول تلك المدينة التي كنت تسكنها ، لِ نستريح على ذات الطاولة ..


لم نقل شيئا ابدا ..

أيامنا الخانقة تكفلت ب صنع لغة بيننا قوامها الصمت ، والتأمل في الفراغ الذي كان يسكننا ..

حتى دُفنت في افواهنا احاديث كثيرة ، ابتلعناها ك الغصص ..

ما أوسع مقابر صدورنا يا صديق الامس ..

،

ألن تزور موتى حديثنا الذي كفنته ب صمتك ..؟

أ لن ترش قبور ذكرياتنا ب حضورك..

أ لن تتلو سورة الفاتحة على أوجاع السنين الاخيرة ..

لعل روح الذكريات ترقد بسلام ..!

وهل تعلم،
انه لازال يفتش عنها بين أوراقه القديمة.. وملفات الصور..
وانه، ينتظرها في صالات المغادرة في كل مطارات النسيان..
هل تعلم،
انه لازال يعد فنجان حديثها الاخير، ويخشى ان يفور على نار صمته..
الذي لا تقتله ثرثرة عابرة..