تحية لقلب أمــي وألف وردة
للأستاذ جميل داري
للأستاذ عمر مصلح
مع التقدير والاحترام
ولكل من مرّ وسيمرّ من هنا
ننتظر الأستاذة إشراق الأنباري بشوق
وأضواء أخرى ...
//
كنتُ سأقول...حلقتنا المميّزة لهذا الشهر
لم تنته يعد
ولا أظنّها ستنتهي !
تحية إلى أمل الإبداع في النبع*** تحية إلى عمر الميمون في الجمع
عواطف الشعر ما زالت في "تقاطرها" *** تؤجج الحلم بالأشواق والدمع
كل الذين هنا مروا لنا تركوا *** ذكرى مطيبة في القلب والسمع
كل الذين هنا مروا وقد قرؤوا *** تقاطرا نابض الأوراق والجذع
لهم تحيتنا ..لهم محبتنا *** هنا المسافة بين الضلع والضلع
هنا القصيدة في أبهى عواطفها *** كم تطفئ الظلمة النكراء بالشمع
يا أيها الشعر سافر في مواجعنا *** ويا شموس الرؤى من أجلنا شعي
تحية إلى أمل الإبداع في النبع=تحية إلى عمر الميمون في الجمع
عواطف الشعر ما زالت في "تقاطرها" = تؤجج الحلم بالأشواق والدمع
كل الذين هنا مروا لنا تركوا = ذكرى مطيبة في القلب والسمع
كل الذين هنا مروا وقد قرؤوا = تقاطرا نابض الأوراق والجذع
لهم تحيتنا ..لهم محبتنا = هنا المسافة بين الضلع والضلع
هنا القصيدة في أبهى عواطفها = كم تطفئ الظلمة النكراء بالشمع
يا أيها الشعر سافر في مواجعنا = ويا شموس الرؤى من أجلنا شعي
تحية إلى أمل الإبداع في النبع=تحية إلى عمر الميمون في الجمع
عواطف الشعر ما زالت في "تقاطرها" = تؤجج الحلم بالأشواق والدمع
كل الذين هنا مروا لنا تركوا = ذكرى مطيبة في القلب والسمع
كل الذين هنا مروا وقد قرؤوا = تقاطرا نابض الأوراق والجذع
لهم تحيتنا ..لهم محبتنا = هنا المسافة بين الضلع والضلع
هنا القصيدة في أبهى عواطفها = كم تطفئ الظلمة النكراء بالشمع
يا أيها الشعر سافر في مواجعنا = ويا شموس الرؤى من أجلنا شعي
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 01-07-2013 في 04:20 AM.
أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي
همْسُكَ يُرْبِكُ رجفة أناملي
فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ
يُهشِّم صراخه جمجمة السكون
تتراكم الاستعارات بتشخيصاتها وتجسيماتها على طول القصيدة وعرضها وهذا المقطع القصير هنا امتلأ بهذا الغنى الخيالي والمجازي وكلنا يعرف أهمية الصورة البيانية في تقريب المعنى وتجميله في عقولنا وقلوبنا لا سيما اذا اتصف الخيال بالجدة والابتكار ..
أسمع وقع حضورك: هنا الحضور خطا ذات ظلال ايقاعية فله هذا الوقع الحبيب الى النفس فهنا تجسيم المعنوي الحضور وتشبيهه بموسيقا او سمفونية ذات اثر عميق على النفس ..
همسك يربك: تشبيه الهمس بإنسان محرج مربك يولد حالة تضادية ما بين رقة الهمس وقساوة الارباك هنا التشخيص ياخذ بعدا جماليا اخاذا ..
يتسربل الوجع: تشبيه الوجع بانسان يتسربل ويغطي نفسه حتى لا تنتقل عدواه الى الاخر وجمالية الاستعارة هنا تتجلى في العلاقة بين المادي والمعنوي من خلال التشخيص الذي اضفى حياة على العبارة الشعرية
يهشم صراخه جمجمة الكون: استعارتان مكنيتان تشبيه الصراخ بفاس والكون بانسان ما حي او ميت وفي كلتيهما تجسيم قرب البعيد وكانما هنا لوحة رسمت ولكن بالكلمات الايحائية كما ان جمجمة الكون تتسع لتاويلات عدية اخفها ان الكون صار اقرب الى انسان ميت منه الى حي ففي الجمجمة اكثر من ايحاء واحد وللقارئ ان ينساق مع اخيلته وياخذ ما يناسب ثقافته ومزاجه وتكوينه النفسي ..
الاستعارة بشكل عام اقوى من سائر الصور الخيالية الاخرى لما فيها من ايجاز قادر على التعبير عن معان كثيرة فهو تشبيه بليغ حذف احد طرفيه ونحن نعلم قوة التشبيه البليغ في التعبير عن مكنونات الشعور اكثر بكثير من التعبير المباشر العادي
ويبقى نص :اتقاطر منك مجالا خصبا للكثير من التاويلات والرؤى المختلفة وكل منا ينظر اليه من زاويته التي قد تاتلف او تختلف مع الآخرين
لااجد بين يدي لهذه الأيقونة.العصفورة.الجميلة.الساحرة كنخل جيكور..المُتجلية كتاريخ بغداد العظيمة التي عرفتها وزرتها عدة مرات..احببت نسائمها وكائناتها الرقيقة الحنونة ورجالها الأكرام الأفذاذ..لن اجد سوى ماقلته من حروف متواضعة ولن اتراجع عنها نشرتها في جريدة[الأحوال] الرسمية الليبية الواسعة الانتشار والشعبية في ليبيا:
أتقاطر منك وحمى تغرق بأوصالي!!
لن نحقق شيئا
ما لم نتعلم من أخطائنا
ما لم يتحطم هذا العالم بفعل صلواتنا العائلية
ما لم نكن نحن العالم
ما لم تفجر هذه الأرض التي تغلي بين شراييننا الجحيم الموجود في داخلنا.
كان أبي كائنا جلديا صامتا
يحمل في قلبه الحقد والغضب وإدانة الوقت.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عرض وكتابة:محمد السنوسي الغزالي
• هو ذاته المعنى الذي يطرحه رودريغز..لن نتعلم من أخطاءنا ولذلك نكررها منسوخة ويكون الوطن هو الضحية ثم مبعث الالآم ...لايهم المكان ولا الزمان..فجميع المكابدات تتكرر عند تبعات الأمور..هذه هي حكاية عواطف عبد اللطيف. التي كانت نتاج الألم ذاته.
• وتلك هي المسافات التي تؤرق المبدع في الهجرة القسرية.عندما ينكسر ويعجز عن المساهمة في الحلول!!.
• ثم الهجرة غير الاختيارية.. المسافات التي تمسك به فلا يشعر بالأمان وإن كان في قلب الأمان.فالأمان يشعرك به الوطن وان كنت بعيداً عنه..فعندما يكون الوطن قلقا يقلق القلب المهموم رغم البعاد.وهذا ما تحيلنا إليه الشاعرة العراقية المهجرية عواطف عبد اللطيف عندما ترسل أشجانها عبر كتابها الوجداني [أتقاطر منك] وكتابات أخرى من نيوزيلندا وهي مهمومة بوطنها وما حوله..تهدي الكتاب لأولادها وأحفادها أيضاً..وفي ذاكرتها شجونها وهمها الممزوج بالحرقة وأيضا بالمرأة التي تسكنها..الوطن الذي تنظر إليه كل يوم يتقاطر دموعاً ودماء...فلذة كبدها كاد أن يقتل في انفجار عام 2009 ضاع ضحيته 40 إنسان غير مئات ألجرحي و المرعوبين.بالمجان..ولا تنسي همومها أيضا كسيدة عربية تدافع عن كينونتها في مواجهة التخلف والخراب فتقول في احد كتاباتها:
• (سأثأر لنفسي
ولكل زوجة فقدت زوجها أمام عينيها أو وجدته في المزابل أو على قارعة الطرقات أو في المشارح او طافيا فوق مياه الترع والأنهار ولا تعرف من الذي قتله ومن الذي اختاره ومن الذي خطط ومن الذي نفذ لتبقى الغصة تكتم الأنفاس واللوعة تذبح الروح ولا احد يمد يد العون ليساعد لان الكل يغني على ليلاه.)[1]
• هنا نلتقط بداية الخيط لدى عواطف ففي كتابها "أتقاطر منك"تقرأ الكثير من الأسرار والهموم والمآسي التي تسجل ضد مجهول.هي التي تتجلى بها فرغم مرارة الغربة..لاتشعر بالأمان وهي بعيدة ..فالأمان الذي تعيشه في نيوزيلندا هو أمان نسبي..أمان الجسد فقط أما الروح فهي مرتعبة بالوطن وعليه وبالموت المجاني:
• نوارس الروح تحلق فوق شواطئ البعد
تتناثر اللحظات الهرمة على الطرقات
ما أثقل أن...
أنصت لحديث الأرصفة وهي تمسح أقدام العابرين
وفي جدار الروح شقوق مشبعة بالهم
الحجارة بقيت هناك!!!!
تعترض سير المارّة
ونشيد الرحيل يغرق في بحار مشبعة بالوهم
لا براري للوجع [2]
• إذاً لا أمان برغم المسافات الطويلة بينها وبين الحرائق!!كم هو الوطن مؤلم وجارح عندما يكون ذاته مجروحاً غير آمن..ما أقسى الشعور وأنت تتقاطر للوطن ومنه :
• وتراب الوطن المعفر برائحة النخيل
ومن على خاصرة الصبر
بين كرٍّ وفَرٍّ
تتهاوى المسافات
صوت قصير يحصي أفكاري
يهرول في مداراتي
لأعيد ترتيب الزمن
وترتيب الفصول
أنسى كل أمكنتي إلا مكانك[3]
• يقول الشاعر والناقد الشاعر جميل داري عن عواطف في إحدى قراءاته:
تسند رأسها المتعبة إلى وسادة الشعر تلوذ به واحة خضراء في صحراء الغربة والمنفى
القصيدة عندها همسة أليمة وصرخة جارحة
تمتد من قلبها المثخن إلى آخر نجم شريد تمتشق الشعر للوصول إلى المحال...
فشعرها الممتزج برائحة الجرح هو نوع من الحرائق
التي تولد كالعنقاء فيها من جديد..
إنها تستخدم موسيقى روحها الشجية..[4]
• إنها إذا نستولوجيا حارقة تلك التي تعتريها .وشعورها بالظلم يتجلى في حروفها.فذات كتابة بنفس الألم تقول:
• في غفلة السنين
عندما يختزل الفجر الآهات
ترتعش الغيوم خوفاً
تنسد آفاق الحلم كيلا يهرب من بين المسافات
تحمل الريح مواويل الفرح في رحلة الضياع خارج المدار
وشقائق الألم تنبت وتتفتح فوق خاصرة الزمن
يجرحني الفراق
تتلاحق الانكسارات ويغرز الظلم أشواكه الغادرة داخل روحي [5]
• ما أقسى هذه الانكسارات..لذلك أتفهم حجم الألم على العراق لدى عواطف..واعرفه فذات مرة كتبت عن أن كل من لم يرى العراق ونخيلها فهو محظوظ ومن لم يتجول في حدائق حمورابى هو أيضا من السعداء ذلك لأنه مهما أشتغلت المخيلة لن تدرك حجم الجمال ألذي افسد إلا إذا كان قد رآه مرأى العين وهو بكامل أناقته ومهما ذهب الخيال بعيدا لن يعرف ألذي لم تتكحل عيناه ببغداد مساحة السحر الذي تم العبث به لذلك اعتبر نفسي احد التعساء الذين قدر لهم أن يتجولوا فى بغداد والبصرة والفاو وبابل..فكيف إذا كانت هي ابنة العراق التي تنفسته وقاربت العبق فيه؟؟ تعرف حجم الخراب جيداً..بل اجزم أن حجم الألم الذي بها لايستوطن إلا في قلب من خبر بغداد وتنسم أريجها وتكحلت عيناه بسحرها ولذلك هي تقول هنا بالحرف:
• وَسَلِ الزَّمانَ اللاّ يُطاقْ
عنّا.. وعنْ نارِ الوَداعْ
وعنِ الفِراقْ
وعنِ الأرامِلِ والجِياعْ
والباحثينَ عن الكرامةِ في العراقْ
والحبّ في زمَنِ الضَّياعْ
يَنداح ُ فوقَ الكَتْف ِ
شَوقي للفُراتِ ،
وللنَّخيل ِ،
وبيتِنا وقتَ الأصيل ِ،
وللوُجوهِ السُّمْرِ يَعْلُوها الشَّمَمْ
ونسيمِ بَغدادَ العليلْ
وشَذاهُ عندي بالزّمانِ[6]
• ذلك هو الوجع الذي حبس أنفاسي ودفعني للكتابة..إذ ليس كل من هو مغترب عن الوطن يشغله ما يحيط به من جمال وآفاق رحبة وحرية كاملة عن الوطن..بل يعيش فيه الوطن بكامله..ربما يتمنى ان يكون وطنه يتماهى مع ماحوله..لأنه يريده هكذا.
• ومن هنا نقرأ كيف هي الفجيعة تتنامى في قلبها وتتالى خواطر وقصائد وكتابات فهي في كل ما تكتب ستجد نخيل جيكور ومطر السياب وكل الشناشيل التي يزخر بها وطنها..كأن تقول:
• أنت وَحدك من يجيد العَزف على وَتر الإحساس
لتغطي أسراب المشاعر وجه السماء
وهي تغرد للحياة
تمنع خفافيش الليل من احتضان الغيوم
تشطب تواريخ الوجع من ذاكرتي
وتعكس ظلال ابتسامتك الأمل على نهاري
أراك بعين قلبي فيهتز نشوة تغمر آفاقي
تستدرجني لهفتي إلى طريقك
لأستنشق عبير الصباح بقربك [7]
• قالت لي كاتبة عربية ذات مرة التقت بها:مبهورة انا بكل هذه الأناقة وهذا الجمال الذي تحمله سيدة بكل هذه الهموم.
• في غربتها..تقوم عواطف عبد اللطيف بعديد من المناشط الثقافية والفكرية والعلمية في دائرة هموم الوطن والغربة عنه..فإضافة إلى خبرتها في النظم الالكترونية فهي ناشطة سياسية واجتماعية وشاعرة وكاتبة حضرت عديد من المؤتمرات داخل وخارج العراق و عضوة بالهيئة الإدارية لجمعية الثقافة العربية النيوزلندية..وتهتم بشئون الوطن من مسافات البعد وتتجول في الوطن وحواليه وحوله من فترة إلى أخري..ففيه فلذاتها وأحفادها وملاعب طفولتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
هوامش:
• من قصيدة قبلة المجانين لأوغستو رودريغز-من الأكوادور-ترجمة: غدير أبوسنينة
1. من مقال للكاتبة عنوانه :لو كان الظلم رجلاً لقتلته.
2. مدارات الحنين-كتاب أتقاطر منك.
3. حلــــــــــــــــم- نفس المصدر.
4. من قراءة لجميل داري حول ديوان خريف طفلة للكاتبة.
5. من خاطرة عنيدة هي أيامي للكاتبة.
6. من نص كَثُرَ السؤال-ديوان خريف طفلة للكاتبة
صديق النبع الوفي
وقفة شكر
مع إنحناءة تقدير لحضرتك
كنت من أول المبادرين لقراءة نصوصي
وشرفتني بما كتبته عني
وتحتفظ أختي في ليبيا بنسخ من الجريدة وأنا في شوق للحصول عليها
باقات ورد لقلبك الأبيض
ولنقاء روحك
محبتي
وتقديري
وشكري
يقول الشاعر الليبي الراحل علي الفزاني وهو رفيق لي في عدة رحلات الى بغداد والبصرة وبابل والفاو والفلوجة وغيرها يقول عن العراق:
إلهي تعال!
هموا أرسلوا قنبلة!
على كل حبة قمح فصارت رذاذاً رماد!!
هموا أحرقوا السنبلة!
فصار نخيل العراق ذبيحاً كرأس الحسين!!
وكل العراق- وكل البلاد- وكل الخليج- كرأس الحسين
وكل النبات وكل الزمان- وكل غداة كرأس الحسين
...
خذوني
خذوني
إلى السجن- مرحى
فكل تراب.. عراق
وكل المنافي عراق
فمصر....... عراق
دمشق عراق
وسرت عراق
وكل البلاد عراق
خذوني
خذوني إلى السجن
إني عميل العراق
خذوني فإن السجون تضاء-
بنزيف العراق
التباس
طوبى لمن يدق باب الله
يقول له:
معذرة فهؤلاء......
...
طوبى لمن يدق باب الله
يقول له:
معذرة فهؤلاء
............
...
طوبى
لمن يدق باب الله
يقول له:
معذرة
مالفرق بين لفظة
الدمار- والدولار!؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم انا عراقي ولي الشرف استاذ جميل..كنت اقول دائماً محظوظ من لم يرى العراق في مجدها!!ليتني لم اراها..كل من رآها يعرف حجم الجمال الذي تهشم
ومحظوظ العراق وأهله بشخص يحبه بمقامك وشرف أرض العراق بزيارته
دمت بخير
تحياتي وتقديري
السيدة المبدعة عواطف عبد اللطيف خرجت من بين أنقاض المجتمع العراقي ومن بين رماد الإرث الإجتماعي المنهار
والقيم العربية التي إضمحلت وحل محلها الهدم والإنتقام ,
أقول خرجت السيدة عواطف لتثبت قوة جذور المرأة العراقية رغم العواصف الهوجاء
التي عصفت بالجسد العراقي , خرجت لتقدم النقيض للثقافة الهشة والأدب المادح , فأنبتت أغصاناً منفتحة للأدب الملتزم
والذي جعل هموم الشعب العراقي تقفز فوق الهموم الخاصة
وتواصل هذا الأدب مع هموم الفرد وآلام الأمة حتى حين أصبحت السيدة عواطف في المهجر , فأخذت تنقل الصورة الواضحة
لمجتمع الديناميت وأطفال الشوارع والأرامل المتسولات
من المعروف أن الفرد العربي قد تعود على أن يسير الى الأمام وعينيه الى الخلف , لكني أرى الشاعرة عواطف تسير الى الأمام قُدماً
وعينيها الى الأمام .
ابنتي الحبيبة أمل
شكراً لقلبك
وأنت تلتقطين اللؤلؤ من القلوب النقية
الدكتور ناهدة محمد علي إنسانة تستحق التقدير
دمت بخير
محبتي
تعود الأديبة عبد اللطيف للفعل المضارع في بناء هذا النسيج الأدبي الجميل ،
وهنا تؤكد أنّ داخلها قد تعرض للهدم ، نقول الهدم لأن الترميم يكون بعد الهدم
والجبر ُ بعد الكسر ...ولكن ، ما الذي تسعى لترميمه؟
أشياء كثيرة داخلها أصابها الحطام ...بل نال الحطام شخصها ، فتحاول ُ أن تعيد ترتيب
نفسها بعد خسائرها الجسيمة ، وهنا أعتقد أن الأستاذة / عواطف استطاعت من خلال هذا النص
( أتقاطر ُ منك ) أن تسجل لنا سيرة ذاتية رمزية اعتمدت فيها على التكثيف ...واختزلت حالة عاشتها وتعيشها في هذا النص.
لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة
اللام ُ في ( لأبحث عن ) قد نحسبها في البدء زائدة ، ولكن حين نعود للسطر السالف نجدها ضرورة تعزز الصورة وتزيدها جمالا ، فاللام ُ هنا هي لام التعليل ، فرغبتها وعزمها على ترميم ما تهدمَ من بنائها من أجل بحثها عن ما تناثر من أشلائها جراء الغربة المقيتة ...
ويبرز تساؤل هنا : هل هي غربة حسية أم معنوية ؟
هل هي غربة جغرافية أم ذاتية ؟؟
ربما سنصل لذلك من خلال المرحلة الأخيرة من هذه القراءة بحول الله .
وعن حلم يسكن حدود الشمس يستريح من عنائي
هنا تضع لنا صورة مركبة ، تندرج تحت تعليلها لترميم حطامها ...
فالحلم المنشود بعيد جدا ...وأشارت للشمس البعيدة جدا والمستقرة في مكان صعب المنال ...هنا يجثو حلمها ...ورغبتها في تحقيق هذا الحلم حتى يتخلص العناء ويستريح من مشاركتها الرحلة ، وهي صورة جميلة بديعة حين رسمت مشهد العناء والتعب ، بالذي يرافقها مشوارها رغما عنه ...، وكأن العناء رفيق في الرحلة تتمنى أن تقدم له الراحة حتى يغادرها ويستريح ، فترى أن العناء نفسه تعب ، وهي صورة جميلة فيها تجذير لعمق حزنها وتعبها لدرجة أن التعب يتمنى الراحة ...أي حزن يسكنك ؟!
عبثاً أحاول أن أمنع دمعتي
عبثا أحاول أن أخفي وجعي
هنا تقدم للمتلقي نتيجة ...حين تقدم صورة للعبثية التي تقف حائلا بينها وبين رغباتها ...وأي رغبة تلك التي تتبلور في إخفاء دمع / ووجع
هنا يتجلى فشلها في هذه المحاولات وتستسلم اهذه النتيجة ، فحزنها / وجعها ، يتملكها ويسيطر عليها ...
وتستمر الأديبة المبدعة في وضع الفعل المضارع حجرا لأساس بنائها هذا النسيج ، والنسيج في علم الأحياء هو المرحلة الثانية بعد الخلية ، ويتبعه العضو والجهاز ...
فجاء الفعل المضارع في حالة النصب ( أن أمنع َ ) ، مكملا للصورة المستمرة في ترسيم المشهد وتعميق الدلالات ...فهي لا زالت مستمرة في رغبتها في منع الدمع / الوجع ، وأمام هذه الإستمرار تصطدم في جدار العبثية والإخفاق ، وقلنا الإخفاق ولم نقل الفشل ..ذلك أن الفشل نتيجة واضحة بينما الإخفاق هو مرحلة لا تمنع استمرار المحاولة ...
السيدة / عواطف
ما زلت على ظلال حرفك أتنفس ...
وهنا ما زلت أتقاطر منه ...وأقدم قراءاتي على مراحل
كي أبتعد بالعابرين على حرفي من الملل في الإطناب
وحتى لا أفسد لسواي متعة الإبحار ...
تحية مجددا لحرفك
على أمل العودة بحول الله
الوليد
الوليد الغالي
وأنا ما زلت أنتظر المزيد من الإبحار بين حروفي
لأرى ما كتبته في هذا النص في عيونكم
ومن خلال قلوبكم النقية
كنت غواص ماهر لحرفي
كيف نصاب بالملل أمام من يتنفس بمثل هذا الوفاء والرقي
دمت بخير
محبتي
بغداد و الشعراء و الصور ذهب الزمان و ضوءه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس يغسل وجهك القمر
بغداد هل مجد و رائعة ما كان منك إليهما سفر
أيام أنت الفتح ملعبه أنا يحط جناحه المطر
أنا جئت من لبنان من وطن إن لاعبته الريح تنكسر
صيفاً و لون الثلج حملني و أرق ما يندى به الزهر
لقلبك الفرح
والراحة والهناء
وأنت تلون المتصفح بهذا الألق الذي أبهرنا جميعاً
دمت بخير
تحياتي وتقديري
اللغة العواطفية عراقية بغدادية بكل ما فيها من قوة وقسوة وشجن ونزف
تتقرى الابجديات كلها منذ كلكامش حتى الجواهري ففردوسها الجغرافي مفقود يعيث فيها سقط الساسة لذا اختارت فردوسا لغويا ووطنا من حلم وشعر فهي تنكئ جراح الحرف وترسم به روحها المعلقة بين النجم وبلدها وكلاهما بعيد بعيد حتى الدمار
قصيدة :اتقاطر منك حبلى بالمزيد من اجنة الافكار والعواطف والرؤى
صباحكم وطن نخرج منه ولا يخرج منا
هو النزف الذي يجعل من حروفي تتقاطر بوجع
صباح وطن وراحة ومحبة