الى عمدتنا يا عمدة النبع يا نفسي وأنفاسي = رأيت أخلاقكم كالدر والماس أبحاثكم في رياض النبع نافعة = لنا جميعا ستبقى خير نبراس صحبتها جذلا أرنو محاسنها = رأيت أحرفها مرفوعة الراس رصدت منكم ومنها كل بارقة = لكي أحررها في ألف قرطاس وذي دلالاتها قد أينعت دررا = ضاءت بها كل أوراقي وكراسي أراكم قد صددتم عن كتابتها = فرحت أطرق ابهامي بأضراسي اشحذ يراعك واكتب مابه عبر= من دونها عيشنا ذا عيش افلاس تشفي الجراح وما في القلب من دنف = هي الدواء لأوهام ووسواس اغنم نشاطك واكتب كل نافعة = وما عليك بعون الله من باس هذي بويتات شعر قلتها ولقد = نظمت فيهن آرائي واحساسي
ليالي النبع النبع أصيل محتده *** وأداء الحمد تشهده بجميل الشعر نشاهده *** ووجود الحاسد نجحده الفرح الدائب مطمحه *** والسعد الهاطل مورده الجد يهيج فينعشه *** والوهم يكاد يبدده كثر الأدباء بساحته *** وتبسم حقدا حاسده تحلو رؤياه لزائره *** يعشقه الأهل وعوّده يتعبه البعد ويؤلمه *** ورجاء لقائك يسعده أنت المقصود وغيرك لا *** يهواه ولا يتودده لاينكر ضوء الشمس اذا *** ما أنكر ذلك أرمده يانبع أعنه وقف معه *** فالبعد مرير يجهده وأنر بالشعر بصيرته *** بوصالك يزهو موعده
تاريخ وفاة المغفور له باذن الله محمود السلمان أخ العمدة الغالي قد نجا المحمود في أخلاقه *** في الدنا اليوم وفي الأخرى غدا هو محمود السجايا والتقى *** كان بين الناس مصباح الهــدى لأبي صالح قلنا اصبروا *** قد عرفناك حليما مرشدا منهل الخلق هو الموت وذا *** دربنا والكل يمضي للردى يا كرام الناس أنتم أسرة *** لكم الأمجاد تبقى نيقدا ان يكن أحزنكم فقد فتى *** عاش في الدنيا نبيلا مسعدا فلكم مني التعازي صغتها *** بحروف ودها لن ينفدا وبـ ( قطف ) الموت قلنا أرخوا *** ذكر محمود سيبقى خالدا 189+ 920+ 92+ 182+ 636 2019م
صدفة يوم أمسٍ صدفة قابلتها *** لونها الحنطيُّ قد أبهرني صدفة قالوا لأبهى ربما *** من مواعيد خلت من زمن عينها الحوراء تسبي أمّةً *** بلحاظٍ فاتكٍ تقتلني ثغرها عذب الثنايا أشنبٌ*** ريقها مثل زلال اللبن شفتاها كاللمى في طيّها *** طعمها أحلى من التمر الجني ولها خصر بتيل ضامر *** غيره من قبله لم يكن شعرها الأسود يزهو في العلى ***عزّ من لون جميل حسن سيرها كالقطف ممشوق الخطى *** هي سحر الريف بل والمدن صوتها العذب كشحرور شدا *** في رياض من أعالي الفنن لاتلمني صاحبي في وصفها *** وصفها يبقى بديع السنن حين ألقاها أرى خيرا أتى *** ينتهي عني ظلام الحزَن وصلك فيه تباشير الهنا *** دونك أحيى بنار المحن فارحميني غادتي من شجن *** بات يدنيني لصوب الكفن
وداعاً شهر الفضيلة وداعا ضيفنا الغالي وداعا *** حصلنا منك نفعا وانتفاعا وأحيينا بكم خير الليالي *** مضت ما بيننا تبدو سراعا نهارك فيه كلّ الناس صاموا *** وليلك فيه قد أهدى الطباعا شعرنا بالسعادة كلّ وقت *** وسعدي منك يتسع اتساعا عباد الله فيك يرون خيرا *** فلا بدعا رضيت ولا ابتداعا وتكبير الإله سما خشوعا *** تألّق في سما العليا شعاعا على كلّ المآذن بات يزهو *** نشيد المكرمات غدا مشاعا فلم نفقدك بل في القلب تسمو *** وقولك بيننا يبقى مطاعا ويصعب أن أناديكم بشعري *** وداعا ضيفنا الغالي وداعا الوافر
عن غياب العمدة لم أدر انَّ الهجر ممقوت *** كأنه وعد وموقوت هجر عميد النبع مؤذ لنا *** به تعالى السمع والصيت يا عمدة النبع رجاء لنا *** بقلبنا سام ومنحوت نراك غائبا ترى ما الذي *** جرى وهذا الهجر ملتوت وجودكم ما بيننا نعمة *** لا الدر يحكيها وياقوت حضوركم يسعدنا دائما *** حضوركم ما بيننا قوت فحرفكم يبقى لذيذا لنا *** وطعمه بالخير منعوت وحرفي قد جاء على سرعة *** كأنه بالعرض مبهوت عجل أبا صالح رمز الوفا *** وعد لنا فالعود مبتوت
شافاك رب العلى شافاك رب العلى دوريس من ألم *** أصابك ان حرفي للدعا انصرفا أغنيت نبع التقى ودا ومعرفة *** فحرفك مثل در امتلى لطفا كم التقينا هنا والحب يغمرنا *** قد زادنا حرفك في نبعنا شغفا نقية القلب كم تعلو شمائلها *** مودة قد سمت في قلبها ووفا أرى حروفي لا تعلو وعاجزة *** عن وصفها وهي تعلو في التقى شرفا أخلاقها قد زهت في كل منقبة *** كالتبر بالحك قد نلقاه منكشفا يا أختنا بديار النبع آلمنا *** مما بك ونراه اليوم منصرفا
في ذكرى استشهاد الامام الحسين ــ عليه السلام ــ ركبٌ عليه مهابةٌ ووقارُ *** ويسير ما شاءت له الأقدار تهفو لمقدمه عيون أحبّةٍ *** وله رنت في أفقه الأنظار حييت من ركب سما بثقاته *** وعليه في نهج الهداة شعار يا موكبا يزهو بسبط نبينا *** وبذكره قد شاعت الأخبار غادرت نجدا والديار وأهلها *** لما رأيت طغاتهم قد جاروا كي لا ترى فظّا يروم زعامة *** فيتوه في ظلماتها الأبرار فوجوههم نحو النفاق تدافعت *** وكأنهم من غيهم اعصار يتربصون بدين طه كي يروا *** خكما يلوذ بركنه الأشرار فوعظتهم لكنّ في آذانهم *** وقرا فأحكمَ ظلمهم اصرار ان لم تكونوا مؤمنين بربكم *** لا تمسكوا الأحقاد وهي عثار قالوا أباك أباد من أشياخنا *** عددا ويعلو في النفوس الثار لو أمنوا حقا لما قد طالبوا *** بالثأر هذا كله أقذار سيف الهداية قد جرى في حقهم *** ذا صارم قد سله المختار فوق الرقاب تسلطوت وتجبروا *** والصمت في عرف الشريعة عار أغروا بأموال الخلائق زمرة *** والقتل ديدنهم فهم فجّار فوقفت منهم وقفة جبارة *** ولسان حالك للمدى هدّار فارتجت الدنيا لهول فجيعة *** كبرت فان نداءها أفكار أحييت دين محمد في كربلا *** فشعارك الاصلاح والايثار لولاك لانطمست معالم ديننا *** وتهدمت في حصنه الأسوار يا سيد الشهداء حبك مبدئي *** فالفكر عندك واضح زخّار
في أربعينية الامام الحسين ــ عليه السلام ــ ذكراك قد تركت في شعرنا أثرا *** فقد أتيت بشيء جاء مبتكرا وقفت وقفة أبطال معبرة *** ففاح منها شذا الاخلاص منتشرا نهضت مثل أسود الغاب محتسبا *** رضا الاله وفيها كنت مقتدرا لمّا رأيت فلول الشرك قد رسمت *** معالم البؤس تعلي بيننا الشررا من زمرة دخلت في الدين مرغمة *** لم تتعظ فبدا ذا فكرهم أشرا أردت اصلاح ما في القلب من عفن *** وما وجدناك ذاك اليوم معتذرا نفضت ما في عيون القوم من غُبُر *** لكنّ أحقادهم قد أعمت البصرا وقد تلمست في القرآن مخبرهم *** سدّت منافذه الأخبار والقدرا ان كان قتلك قد أشفى غليلهم *** ويل لهم جعلوها مأزقا وعرا فضاقت الأرض من رجس ومن دنس *** واستوعبت ما جرى حتى روت صورا يا أربعين شهيد قد بدا بطلا *** رسمت ملحمة فيها الخنا دُثرا عالجت جرح حضارات به ابتليت *** فكنت بلسمها اذ أفرح العصرا منك الشعاع يوافينا بمحنتنا *** من كوّة أنت فيها كنت منتصرا فكان عونا لنا في كل معترك *** به وجدنا ضفافا يرسم الظفرا يا سبط طه لك الأيام شاهدة *** تمضي السنون ويبقى ذكركم عطرا في كل عام نرى ذكراكم سمقت *** بها وجدنا سمو الفكر والعبرا
أضغاث أحلام أسألكم يا نبع أهل الوفا *** ما حيلتي آلمني ضرسي قالوا اقتلعه قلت ذا مؤلم *** أصحبه رغبت في رمسي ذا زينتي حين أُرى باسما *** جماله كصحوة العرس بقيت في الليل أعاني اللظى *** والروح باتت في جوى اليأس أمضيت ليلي كله ساهرا *** كأنني أصبت بالمس وحين حل الفجر يا مرحبا *** قلت وأهلا فيك يا شمسي ذهبت للحكيم علّي أرى *** ما عنده من صاعق سلس قلت له ضرسي علاه الصدا *** عالجه لكن دونما لمس فابتسم الدكتور حتى بدا *** كأنه يأنس بالأنس علاجه قال بقلع وذا *** آخر ما يعرفه درسي فقلت ما في العلم من حيلة *** تجعل يومي ليس كالأمس فقلعه يشمت بي حاسدا *** ما خاب فيه ظني أو حدسي قد رفع الطبيب آلاته *** كأنها الغول بلا ترس نهضت من نومي وخوفي علا *** لهول ما رأيت من حبس ذهبت للمرآة كيما أرى *** حتى ابتسمت اذ معي ضرسي