سامحيني يا هديلُ ..
لم يكن بالوسعِ ان ألقاكِ في الحلمِ
وليلُ الشعرِ يا روحُ ثقيلُ ..
لم أجد درباً يؤدي لملاقاتكِ في عالميَ الموبوء بالحرب و بالموت و بالحزن و بالعتمةِ والبُعد فإن السيرَ في التيهِ هزيلُ ..
سامحيني يا هديلُ ..
ان سرقت الخمرَ من شِعركِ سرّا
وترنّحتُ بدربِ الشّوقِ أهذي فيكِ أُفشي لفراغِ الليلِ أمراً
وإذا اسرفتُ كي أنساكِ من عمريَ عمرا
وطرقتُ الرأسَ كي أرميكِ منهُ
لم يكن بالوسعِ ان انساكِ يا روحي ان حاولت دهرا
هو أمرٌ مستحيلُ ..
سامحيني يا هديلُ ..
واعذري الشّعرَ اذا لم يبنِ للحبِ ضريحاً رائعا
واذا لم يأتِ بالشمعِ و بالمسكِ و بالعطرِ و بالأحلام ِوالأزهارِ طوقاً
هو في الفقدِ قتيلُ ..
سامحيني ياهديلُ ..
اعذري روحاً لها جنحُ فراشاتِ الهوى
لم تثُرْ في وجه ِظلماءِ غيابٍ أحمقٍ
وصدى الآهِ عويلُ ..
واغفري للقلبِ
اذ لم ينضوِ للآن في قافلةِ النسيانِ والدربُ طويلُ ..
سامحيني يا هديلُ ..
سامحي العينَ لقد ماتَ ضياها
وانزوت تهدلُ جفناً متعبا
صودرَ الحلمُ من الأحداقِ و اجتُثَّ من الدمعِ نخيلُ ..
اعذري قرطاس بوحي
إن أنا ناديتُ بينَ الناس بالاسماء و الأشياء و الاخطاء و الإيحاء والإدلاء نصفي
أنت يا أجمل نصفٍ لم يكن نصفك الا كلّ كلّي
هو للروح عديلُ ..
سامحيني يا هديلُ ..
واسمحي للشعرِ أن يجريَ كالنهرِ على حالِ لساني
وإذا جُن بقلبي ألفُ قيسٍ
واذا أصبحتُ معتوهَ زماني
واذا اغتيلَ بأبياتي نزاراً من حناني
( ما على الأرض بديلُ )
سامحيني يا هديلُ ..
باسم اسرابِ عصافيرِ انتظاري
كم على شبّاككِ المسدودِ طافتْ
ومن الليلِ اذا جُنَّ وخافتْ
باسم آلافٍ من الجوريّ قد فاضَ شذاهُ
باسمِ كلِّ الياسمين ،
باسمِ اطفالٍ من الشّوقِ حيارى
و شيوخٍ من وقاري صابرين
أنت يا كعبة َعشقي
حولكِ الأشعارُ دارتْ
والقوافي تستقيلُ
أنت يا كعبة َعشقي
حولكِ الأشعارُ دارتْ
والقوافي تستقيلُ
سامحيني يا هديلُ ..
.
.
.
علي التميمي
بحر الرمل
١ ديسمبر ٢٠١٧
الحبُّ اليانعُ قد أقفرْ
والسهلُ الأخضرُ قد أصحرْ
ونوارسُ عشقي خائفةٌ ، من بطشِ مزاجكِ راحلةٌ
للشاطئِ بعدكِ لمْ تظهرْ
والوحيُ الطيبُ لمْ أرَهُ
والشعرُ الأجملُ لم ينظمْ
والنثرُ الأبهى لم يُسطرْ ..
.
لم أنسَ ملامح غائبتي
والهدب الناعس أذهلني
والثغر الباسم تيّمني ، من شهدِ لماهُ عسى أسكرْ
نافذتي ما زالت حيرى
والوردُ بأشواقي أدرى
والذِّكرى من مسكٍ اذفرْ ..
.
" أ حبيبُ " .. فراقكِ أيتمني
لم أفقهْ سرّهُ أهلكني
ويتيمكُ من دونكِ يُكسرْ
وسبيلُ لقائكِ أتعبني ، ومسافةُ فقدكِ شاسعةٌ
وخطاي إليكِ بها أعثرْ ..
.
ولماذا طيفكِ يأتيني في صحوي في نومي التالي
ويذكّرُ قلبي بهوانا ، ويلقّنني درسَ عذابٍ ، ويردّدُ في صوتٍ عالٍ
نسيانك ذا " خطٌ أحمر " ..
.
ما زلتُ ازيّنُ محرابي
بالأقلام و بالأوراق وبعض الوردْ
وفراشاتٍ وردياتٍ
وملامحُ وجهكِ في خلدي
وقصيدٌ لم يولد بعدْ
أترقّبُ عودةَ غـائبـتـي
كم ذابَ القلبُ ولم تحضر ..
.
.
.
علي التميمي
٢٦ يناير ٢٠١٨