نشرت منها خمسة مقاطع و الآن أنشرها كاملة
-1-
مريم ذاك المشتهى و البديع = والرائع الأحلى بفصل الربيــع
و كل ما يحـــيي و ما نرتجي = و الجاذب الذي يفوق الجميع
و خير حاضـــــــــــر و آت و ما = ض مر حلوا ذات يوم ســـريع
مريم يا جـرح الزمان الذي = عشناه في حب و شوق فظيــع
وذكريات من جــــــــميل الهوى = و ما اذا وصفت لا أستطيـع
-2-
امرأة بحجم تلك السماء = تمدنا بالمشتهى و البــــــــــــــهاء
جريئة ليست تخاف الدجى = و لا النهار المنتشي و الـــسناء
ولا الرجال ان أرادوا الأذى = و لا الصعاب والأسى و الشــقاء
ولا شموس الحسن في يومها = مضيئة ولا جميع النـــــساء
مريم سر كم له من صدى = في كل خطوة لها من ضــــــياء.
-3-
ثغر لها يبدي جميل الشفاه = و الخد من زهر بديع تــــــــــراه
و الشعر قد عانق أشواقنا = وروضنا من ياسمين ســــــــقاه
و القد نخل ساد في واحة = غض الاهاب ، دائما في صـــباه
و الصوت في أمواجه ساحر = وكل من أصغى اليه ســـــباه
و الـسر في العينين و الله قد = صاغهما سبحانه لا ســــواه
-4-
مريم جوهر النضار الثمين =و روعة الحياة طول الســــــنين
وكوكــب يضيء من فتنة = وجنة من ياسمين و تيـــــــــــــن
وآية دلت على سـرها = فكان نورها الدليل المــــــــــــــبين
وأحرف من ألم عاصف = ولذة تزيد في كل حـــــــــــــــــــين
وســر ما لا ينتهي أو نعي = دليله في شكنا واليقـــــــــــين.
-5-
مريم ما كانت سوى أن تكون = حبا سما و غيمة من فتــون
و ما يحـب القلب في نشوة = و تشتهي حين تراه عيـــــون
هي التعقل الذي نرتقي = هي الهوى في هوله و الجــنون
هـي البدايات التي نشتهي = هي النهايات التي لا تكـــون
والعــذر ان قصرت في وصفها = فلا علوم قد تفي أو فنــون
-6-
مـريم حـرف من كتاب الأبد = ونور حسن في السماء اتقد
فألف معنى من ربيع الهوى= قد احتوى وزاد فوق العــــــدد
ومن يجاريها بتلك الخطى ؟ = ويبلغ السماء ؟ لا من أحـــــد
قد ختم الجمال فصل الضحى = ولا سوى جمالها ما صـــمد
وكانت الدنيا و ما قد حوت = وكل شيء في يقين شـــــــهد
-7-
مريم صوت من هديل الحمام= و السر في صوت الهوى و الغرام
ونوربرق من رؤى مفرح = و نفحة من حلم ذاك الغمـــــــــــــــام
وبسمة الأطفال وقت الضحى = وروعة البدور يوم التمـــــــــــــام
ونشوة القاطف أحلامه = و الفائز الغانم عند الخـــــــــــــــــــــــتام
وروعة الحياة في ما بدت = وسر سر لا يعــــــــــــــــــــيه الأنـام
-8-
مريم أنة العذاب الجميل = و دمعة جرت و ـــزن طويل
وجرح قلب ماله برءة = يبقى على مر السنين الدلــــيل
وخيبة المحب في سعيه = وعثرة الفارس في المسـتحيل
وصدمة من وقعة صدفة = وتهمة كانت ولا من دليــــل
هي الحقيقة التي قد طفت = وليس في تفسيرها من سبيل
-9-
مريم يا صورة من لا يغيب = و هاجس القلب المحب الغريب
قد كنت لغزا في حياتي ولم = أجد له حلا و لا من مجــــيب
ورحت أنتهي بفعل الهوى = وليس لي يا حلوتي من طبــيب
وأنت ما يشفي عليلا وأنـ = ـت ما صحيحا سالما قد يصــيب
فرأفة بي شاعرا عاشقا = ظل يعاني من غرام الحبــــــــــيب
-10-
مريم زخات الندى و المطر = وما يصب حسنه في النــــظر
و الروح في النبات من ياسميـ = ين قد زها بضوئها والشجر
والثمرة الأحلى ببستانها= وذوب ماسبى مذاق البـــــــــــــشر
هي الهواء منعشا و الشذا = والعذب مما قد زكا وانتــــــــشر
وليس مثلها اذا ما بدت = وهل يفوق الشمس يوما قــــــــــمر؟
-11-
مريم ما لا أحد يعلم = بل هي ذاك اللغز و الطلـــــــسم
وكم لها قد خر مستكبر= كم انحنت في ليلها الأنجــــــم
وراح يهتدي بها كوكب = وهي بعرش حسننا تحـــــكم
حتى الرياح قد شدت هاهنا = رددت في علن : مــــريم
والفضل فضلها اذاراح سحـ= ـرعن بزوغ فجرها ينجم
-12-
مريم يا عهد الصبا و الشباب = ومجتنى كهولة لا تعاب
كم ترسم الأحلام ألوانها = فيك و يسخو أمل كالــسحاب
وليس ينساك فتى عاشق = أذقته مر و حلو الشـــــراب
وفي غد منك له لذة = وألف ذكرى من جميل العــــذاب
فحاولي أن تسعفي قلبه = وتفتحي له الى الحـــــــلم باب
-13-
مريم سر ما له من حجاب = لكن اذا سألتنا لا جــــــــــــواب
فهل من الضياء كانت ، فضا = ءت في دياجي ليلنا كالشهاب
أم أنها مثل حميع الورى = قد خلقت من مائنا و التـــــــراب؟
أم أنها هدية من سما = ئنا ولا يهم أصل الرضـــــــــــاب ؟
فنعم ما قد كان زهر المنى = وخير فرسان الهوى من أصاب
-14-
مثل حمام في حقول يسير = وتارة عـــــــــــــــبر فضاء يطير
ومثل بحر في الأماسي وفي = الصباح أو نهر جرى أو غدير
ومثل صحو من شموس و مثـ = ل غيمة كانت بيوم مــطير
مثل ربيع الفرح المنتشي = بموج أحلام و ثوب نضــــــــير
كانت تجيء مريم الشمس ، كا = ن موعدي مع الأماني كبير
-15-
مريم ليست كجميع النساء = بل هي سر الحلو في ما تشاء
وأعظم الأشياء من فاتن = و من نفيس في يد الأغنـــــياء
وليس في حياتنا ما يسا = وي ذاتها بقيمة أو بهـــــــــــــاء
والأمر أمرها بما أمسكت = وليس في ساحتها أقــــــــوياء
وكم بما نحب قد خصها = الله فكانت نار حب ومـــــــــاء
-16-
مريم في النساء لا توصف = و سر ما يجذب لا يوقـــــــف
والشمس قد دل عليها ضيا = ؤها وأصبحت به تـــــــعرف
وكل شيء فوق ادراكنا = لا أبدا من أحد يوصــــــــــــــف
والزهرة المعطاء في غصنها = وسوف تذوي حينما تقطـف
و الحب ان أردته مريم = و الحسن أن وصفته يوســـــــــف
-17-
مدينتي باحثة عن هواء =و عن سنابل و فيــــــــــض انتشاء
وعن بقايا أثر، عن جما = ل ذكريات ، عن أغاني بكـــــــاء
عن ضحكات الفجر في = صباحه ، عن اخضرار الرجــــاء
عن صحو بسمة و مجرى هوى = وامرأة كانت تجيد اللقــاء
وعندما سألتها من تكو = ن ؟ . أوضحت : مريم لغز السماء
-18-
مريم لا تغادر الذاكرة = و كل ساعات الهــــــوى الـنادرة
و همسة الهاتف من ثغرها = ومشتهى أنفاسها الطــــاهرة
وكل طيش كان وقت الصبا = ونور شمس رشدها الباكرة
وجرأة في كل ما باشرت = وكيف كانت دائما آمـــــــــرة
لا لست أنسى أي شيء ولو = فعلت ما فائدة الــــذاكرة ؟
-19-
فان أمت فراحتي أكبر = وان تمت فحـــــــــسرتي أكثر
وكيف أرضى بعدها عيشة ؟ = وهل على سعادتي أعثر؟
يارب خذني قبلها ولتكن = دوما الى ما تشتهي تعــــــبر
وتجتني ما ترتجيه لها = وخير ملتقى المنى تحضـــــــر
وتشتهي جنتها في غد = وقد دعانا الموعد الأكـــــــــبر.
-20-
سنختم الكتاب بعد الوفاء = ولا يهم ما يكون الجـــــــــزاء
فأنت قبلة الزمان الذي = نادى فكان الحب دون انتـــــهاء
وأنت ما يسقي حياتي غدا = و أنت من تزرع في البقاء
فحاولي مريم أن تحفظي = كتابنا هذا و لو في الخــــــفاء
وعانقي ما فيه من أمسنا = وكيف كنت الحلو في ما أشاء
-23-نوفمبر -2013-