ما الدار مذ غبتم يا سادتي دار = كلا ولا ذلك الجار الرضي جار ولا الأنيس الذي قد كنت اعهده = فبها أنيس ولا الأنوار أنوار
فما كل من تهواه يهواك قلبه = وما كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة = فلا خير في ودّ يجيءُ تكلّفا
لم ألقه إلا وقلت له كم من أخ لي لم تلده أمي
وإني لأهوى النوم في غير حينه = لعل لقاء في المنام يكون تحدثني الأحلام أني أ راكم = فيا ليت أحلام المنام يقين
أجلك قوم حين صرت إلى الغنى وكل غني في العيون جليل
أغرّكِ الحلم في عينيّ مشتعلٌ = لن تعبريه فهذا بعض آياتي إن كنت أبحرتُ في عينيك منتجعًا = وجه الربيبع فما ألقيتُ مرساتي
قد كان خالصتي من كلّ ذي نسبٍ = فإنْ أضيبَ فما للعيشِ أوطارُ مثل الردينيّ لم تنفد شبيبته = كأنه تحت طي البرد أسوار
ولي صديق أرجفت مدحتي = وكان ظني أنه لا يرتجف فقل له يابحر علم وندًى = أنا الذي لو جاء للبحر نشف
خبّئ جراحك إن أردت شفاءها إنّ الجراح إذا بدت لا تطهرُ
يا عيشنتا المفقود خُذ من عمرنا = عامًا ورُدَّ من الصبا أيّاما