لا تفـــرحي فــالقلـب أغلــق بــابــــه
عودي لمن أغـراك وانتزع الثيــــابـا
لا ترجعـي, فلقــد نســـيتُ حكـــايتي
وحدائقا لك في الهوى أضحت يبابــا
لا ترجعي, قــد مـات حبـك في دمي
وصنعتُ نعشــا ما تركت عليـه بابــا
أهل النبع الكرام
عذرا على تأخري عن أداء واجبي نحو هذه القصيدة لظروف نصف قاهرة هههه
هي قصيدة من الشعر الكلاسيكي الذي يعتمد على الوزن والقافية فهي من البحر الكامل وقافيتها أو رويها هو الباء الذي يليهالألف الذي يسبغ عليها لونا من النداء والندبة والاستغاثة فكأن شاعرنا الجميل ينادي طول القصيدة معبرا عن وجع قلبه نحو الحبيبة التي أشبعته هجرا ونكدا وتنكيلا فلا أصعب على قلب الشاعر من أن يصاب بخيبة أمل في حبه امرأة يراها الملاذ الآمن لروحه المتعبة المعذبة فهنا الصدق الواقعي والفني متغلغل في النص نحسه في اللغة والموسيقا والخيال..
تميز النص قبل كل شيء ببراعة الاستهلال ويعني جودة البيت الأول الذي يعد مدخلا شائقا لباقي الابيات كيف لا وفي الشطر الأول توفر ثلاثة من أساليب الإنشاء وهي : النداء والأمر والنهي وجاءت الجملة الخبرية في الشطر الثاني مما أضفى نوعا من الحركة والحيوية للبيت باستفزازه مشاعرنا الهاجعة فاذا هي تصحو على عالم من السحر الحلال والشعر الزلال ..
" يا هذه" تحمل نبرة غاضبة فهو لا يذكر اسمها لانها لم تعد قريبة من اصغريه :قلبه ولسانه ولم يعد اسمها بذي شأن بعد أن برد قلب الشاعر فبردت لغته واسلوبه ونداؤه الغاضب الهائج ..
إن قلب الشاعر أدمن العذاب فكأن العذاب خمرة سلبت منه وعيه وجعلته يترنح يمينا وشمالا لا من أثرالسكر بل من العذاب الذي يتركه الهجر الوبيل بعد اللقاء الجميل..
وللجميل عودة قريبة
وسوف أقوم بشكر كل من مر وسيمر من هنا
وما أجمل أن نقرأ القصيدة بعين المحب بنقد بناء يفيد الشاعر ويفيدنا جميعا
ولكم المسرة
شو رأيك استاذي نتهم بها مدير المتصفح الأستاذ جميل داري
والله يا عمدتنا يا صاحب العصفورة المقيدة
لولا اني اعرف ظروف حبيبنا جميل داري لاتهمته
ومع ذلك اعرف ان اسلوبه اقوى من هذا الذي امامنا
ولهذا لااستبعد ان يكون هو صاحب النص
قصيدة في العمودي يتراوح بحرها بين تفعيلة البسيط.وهوما اختلف فيه مع استاذنا جميل داري انها من البحرالكامل..
وبسيط يبسط لديه الأمل ....مستفعلن فاعلن مستفعلن فعل
لينفرها لما هوقد يكون مسموحا به في الزّحافات والعلل....
اللّغة فيها ليست مجرّد أداة لإيصال معنى بل أنّه مستودع ضخم لكمّ من المشاعر التي تعتمل في صدر الشّاعر...
فهي متحرّكة متفجّرة من بيت الى آخر....
وعلى هذاالبيت الأول تنهمر التصوّرات يقينيّة في ذهن الشّاعر
يــا هــذه قـولي ولا تــدعي العتابــــا
فــالقلب أدمن مــذ تلاقينـــا العذابــــا
لتحتشد وتكتظّ وتعلو في ما يأتي من باقي أبيات القصيدة
قـد كنت لـي بين الحــروف حكايـــة
تشــدو بهـا الآفــاق وانقلبت سـرابـــا
فتــركتِ قلبــا قــــد أحبــك مخلصـــا
وعبرتِ نحو التيــه لم تخشي عقابـــا
ونســيتِ أنـي مــن وهبتــك خـــافقي
وزرعت فيــك الحـب مؤتلقــا شــبابا
وجعلـت منــك عـروس كل دفــاتري
ووهبتك الدفء الذي غمر الهضابـــا
ورســمت أجمـــل لوحـــة لحكايــــة
مجنونة في العشــق قـد مُلئت رغابـا
وبســطت فيـك البحـر تملـؤه النــــوا
رس مثقـلات بالهوى ســحرا مذابـــا
ونثــرت عمـري فـي هــواك مشــيَّدا
قصــرا منيفـــا يشــتهيك اليــه بـابـــا
ونلاحظ دقّة انتقاء الأفعال الواردة في صيغة المضارع والمسبوقة بلام النّاهية....[لا تفرحي...لا تعودي...لا ترجعي ]
وكأنّ شاعرنا يجزم ولا يترك بابا للأمل
ويمكن أن نحدّد من خلال هذا النّص شعريّة القصيدة هنا عند قائلها
الصّورة الشعريّة هنا تنبني لديه على استبصار لعالمه الدّاخلي بما يضجّ فيه من أرتباك
الصورة الشعريّة تتصاعد من بيت الى آخر مشيرة الى حاجة النّفس للبتّ في مصير حبّ يلفظ أنفاسه
قصيدة رائعة التّواتر زاخرة بألم وعذاب المحبين....
يبقى الحسم في لمن نسندها ....أخاف أن أقول فلا أصيب......
أنّه هو....نعم هو صديقنا الرّائع فلان نعم فلان ....
[/COLOR]